الجريمة

42 1 1
                                    




كوكب تريدوكس– المقاطعة الأولى

بعد معاناة دامت لأكثر من عشرين عاما من الحرمان حدثت المعجزة المنتظرة لم تصدق والدتي نتائج الفحص المنزلية التي اجرتها فسارعت لكي تتصل بوالدي لكنها غيرت رأيها وقررت ان تعد مفاجئة له الذي كان في طريقه عائدا من مختبر ديترون للأبحاث الرقمية الخاصة بصناعة الروبوتات الذكية الممول من قبل حاكم تريدوكس، عندما دخل والدي المنزل قامت والدتي باستقباله وهذه المرة تختلف في طريقتها لأستقباله وعندما جلس على مائدة الطعام لاحظ وجود علبة مستطيلة موضوعة امامه مغلفة على شكل هدية تعجب والدي و فكر في الامر للحظات و قال وهو يبتسم

" لا اتذكر ان هنالك مناسبة ما  كي استحق هذه الهدية "

فقالت والدتي و هي تبتسم " لا نحتاج سببا لكي نحتفل او نقدم الهداية لبعضنا البعض ، هي افتحها "

فتح والدي الهدية ليجد بداخلها جهاز اختبار الحمل و نظرا الى الشاشة الصغيرة التي تظهر عليها علامة الزائد والذي يعني بأن والدتي قد اصبحت حامل لم يتحمل والدي هذا الحدث فبكى فرحا واخذ يعانق والدتي و هو يقول " اخيرا سوف اصبح ابا "، وضع والدي تقويما على الجدار ويضع علامة صح امام كل يوم يمضي و يحسب الشهور المتبقية للولادة فقد كان يحسب الايام والساعات ايضا حتى انه جعلها تقدم استقالتها من العمل والتفرغ لحياتها فقط حيث كانت والدتي تعمل في مجال البرمجة الخاصة بالذكاء الصناعي وبعد مرور تسعة اشهر حدثت الولادة وهنا حدث مالم يكن متوقع و الذي جعل الاطباء عاجزين عن عدم مقدرتهم لكشف سبب نطقي فبعد اي ولادة يصرخ الطفل وهذا لم يحدث معي مما استوجب اجراء عدة فحوصات لتشخيص المشكلة وظهرت النتائج التي ينتظرها الجميع والتي لم تظهر اية مشكلة في الحبال الصوتية او في اللسان لم يقتنع والدي بقدرات الاطباء في تشخيص مرضي فعرضني على عدة اطباء ولكن النتيجة كان متشابه وقيل عنها انها حالة مرضية نادرة لم يسبق ان شاهدوا مثلها من قبل، لم يظهر والدي اي شعور بالحزن امام والدتي لأنه يعلم بأن ذلك سوف يجرح مشاعرها والدتي فكان يحرص على خلق جوا من الفرح لدى عودته الى المنزل بالعب معي و المزح مع والدتي .

بعد مرور ثمانية سنوات اتت والدتي الى غرفتي لتوقظني من النوم والتهيؤ للذهاب الى المدرسة فقد بدأ العام الدراسي الجديد وبعد معاناة مطولة في البحث عن مدرسة تقبلني بوضعي هذا رغم اصرارهم على ادخالي الى مدرسة ذوي الاحتياجات الخاصة لكن والدي رفض الفكرة وكان يقول لهم بأني لدي من الذكاء يجعلني انافس الجميع رغم اعاقتي وهذا ما حدث بالفعل إلا انه كان هنالك مشكلة واحدة و هي النطق كيف يمكن اجتياز اختبار النطق وكان هذا التحدي الاول لي و لوالدي ، في احدى الايام لاحظ والدي كلبا مرتديا طوقا يمنعه من النباح عندما كان يمارس رياضة الصباحية فأتت على باله فكرة فعاد مسرعا الى المنزل ليتكلم مع والدتي بخصوص فكرته فقال لها بأنه قد يستطيع صنع جهاز يربط حول عنقي يقوم باستلام الموجات الترددية الناتجة من الاحبال الصوتية وتحويلها الى صوت مسموع من خلال سماعة مزودة في داخل الجهاز ، كانت الفكرة ليست بالمستحيلة بالنسبة لوالدتي التي تحارب المستحيل من اجلي فانعزلا تماما عن العالم الخارجي واخذوا يجرون عدة تجارب حتى استطاعوا اخيرا انجازه وحان موعد تجربته فقام والدي بربط الجهاز حول عنقي و وقف بالقرب من والدتي ثم طلب مني التحدث و نطق بأي شيئ بما انها سوف تكون لحظة مميزة لو نجح الامر لذلك فكرتُ في اختيار كلمة مناسبة لقولها لجعلها لا تنسى فجميع الاباء ينتظرون هذا اليوم الذي ينطق فيها اولادهم والتي تكون ( أمي او ابي ) ثم اخترت الكلمة المناسبة للحدث وتنفست جيدا قبل نطقها وقلت لهم

ألكسندر و الفرسان الحمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن