الأوّل | لِقاء.

3.1K 279 225
                                    

-
تقبعُ فوق الأريكةِ قُبالة النافِذةِ التى تنظُر خلالُها،ريثما يتغلغَل لأُذنها صوتُ موسيقى الچاز خاصّة فرانك سِينترا عبر جهاز الراديو الكلاسيكى العتيق.

أخرجَت زفيراً يُظهِرُ كللِها مِن البقاء بالمنزِل وحدها دون أخاها،حيثُ أنّهُ ينشغِلُ عنها دائِماً بذهابُه للعملِ كُلّما أشرقَت الشمسِ حتّى حلَّ عليلُ الفجر.

إستقامَت برويّةٍ مُغلِقةً الراديو،لتخطو إلى غُرفتها مُتجِهةً نحو الخزانةِ خاصّتُها و خاصّة أخيها،ثُم تلتقِط أحد أثوابِها البسيطةِ و المُحتشِمةِ كالعادة كما تُملى عليها العادات و التقاليد بالريف الذي تحيا بهِ.

عانقَ الثوبِ جسدُها مُلامِساً الأرضيّةِ،لتُخرِج شعرها مِن اسفلهُ،ثُم تُصففهُ بعشوائيةٍ بواسِطةً أنامِلهُا أمام المِرآةِ.

ترجَّلَت مِن منزلُها البسيط بعدما إلتقطَت مفاتيحُه مُرتديّةً خُفَّاً،لتبدأ بالسيرِ بعيداً،مُحاوِلةً دفعِ الكللِ عن قلبِها.

طالعَت الحقول و الحدائِق ذات اللّونُ الذى يُضفى نوعاً مِن الراحةِ للأعصاب،مُناوِرةً بين الارجاء التى لطالما أرادَت هجرُها منذُ زمنٍ.

تنهَّدَت مُستكمِلةً سيرُها،لتُصبِح أمام ذلِك المخبَز الذى إعتادَت على المناوبةِ عليهِ،ثُم تدلُف مُبتسِمةً.

"سِييرا،صباحُ الخير.."رحَّبَت بِها صاحِبة المخبَز اللطيفة التى تكبُرها بأعوامٍ فحسبٍ مُعانِقةً إيّاها،لتُبادلها سِييرا مُربِّتةً علي ظهرُها.

"أتودّين أن أُحضِر لكِ فطائِر الشوفان؟ لقد أعددتُها توّاً.."سألتها ريناتا بلُطفٍ مُشيرةً للفطائِر التى ينبعِث مِنها الدُخّان الرقيق ريثما تفوح رائِحتُها الشهيّةِ.

"وددتُ لو تذّوقتُها حقّاً لكِنى مُمتلِئةٌ جِدّاً،أتيتُ لإلقاء التحيّةِ فحسبٍ.."رفضَت سِييرا بلُطفٍ مُبتسِمةً،لتُعانِقها ريناتا مِن جديدٍ مُعبِّرةً عن إمتنانُها بالمجيئ.

"سأرحَل،لرُبما أمُرُّ عليكِ عِند عودتى.."صرَّحَت مودِّعةً ريناتا ثُم لوَّحَت لها،لتترجَّل مِن المخبزِ مُستنشِقةً الهواء.

كانَت تودُّ أن تذهَب لمكانٍ جديدٍ،يُبدِّل مزاجِها و يُنعِشُ روحِها الذابِلة،و يُخمِد شعور الوحدةِ الذى يحويها.

"إلى أطراف القريةِ إذَن.."إتخذَت قرارُها بالتوجُّهِ جِهة حىُّ الأثرياء على أطرافِ قريتُها الريفيّة الصغيرة،عازِمةً ألّا تختلِط بأحدٍ مِنهُم أبداً،فقَط تجلِس بمكانٍ يُسعِدها دون الإحتكاكِ بأحدٍ.

إنعطفَت يميناً بخُطواتٍ ثقيلة و بطيئة لشعورِها بالتوتُّر،فهى على علمٍ تام أن أخاها سيغضَب إن علِمَ أنّها تنزَّهَت دون إخبارهِ مُسبقاً،خصّيصاً كونُها تتنزَّه بمنطقةٍ محذورة.

لِمَ لا تفعَل و هو مُنشغِلٌ عنها طوال الوقت و لَن يعلَم على أىّ حال؟

سارَت مليّاً،حتّى بدأت المنازِل الراقيةِ الظهورِ،منزِلاً تِلو الآخر بمسافةٍ بعيدة تفصِل بين كُل منزِل بالذى يُجاوِرهُ.

أصبحَت تقاسيمُ وجهُها يحويها الإعجاب الشديد بِمدى جمال ذلِك الحىّ الهادىّ،مُناوِرةً بين أرجاءهِ التى يعُمَّها الزهور الزاهِية ذات العبقُ الفوّاح.

لفتَ أنظارُها حظيرة الخيل التى تُجاوِر أحد المنازِل الكبيرةِ بالحىّ،مِمَّ جعلها تشهقُ بتفاجؤٍ و صدمة،غير مُصدِّقةً أنّها ترى حظيرةُ خيلٍ أمامُها.

لطالما كانَت سِييرا مِن مُحبّى الخيول.

إرتسمَت إبتسامةً واسِعةً فوق شفتيها مُقترِبةً مِن تِلك الحظيرةِ برويّةٍ،عازِمةً على أن تُصبِح تِلك الحظيرةِ هى موقِع إستجمامُها و مفرُّها مِن تِلك الوحدة التى تُحاوُطها.

وقفَت على بُعدٍ قليلٍ مِن الحظيرةِ مُستنِدةً على إحدى الشُجيرات ريثما تُراقِب أحد الخيول الذى يُخرِج رأسهُ مِن منزلهُ الصغير،جاعِلاً مِنها تبتسِم،مُتمنِّيةً أن تقترِب لتتحسسَّ خُصلاتهُ الناعِمة و جسدهُ الصلب.

ثوانٍ و ترجَّل مِن داخِل الحظيرةِ شابّاً عريضُ البِنية،جاذِباً أحد الخيول خلفهُ بلُطفٍ ليُصبِح بحلقهِ السيرِ خاصّتهُ،و يبدأ بجعلهُ يسيرُ بعدما حرَّرَ وِثاقهُ و أصبحَ حُرّاً.

لكِن ليس حُرّاً بشكلٍ كافٍ ليذهَب لسِييرا.

إزدردَت سِييرا لُعابُها خوفاً مِن أن يراها ذلِك الشاب الذى أطلقت عليهِ لقبُ 'دجاجةٌ بيضاء' بعقلِها للتوّ،فبشرتهُ ناصِعة البياض و بِها إحمراراً طفيفاً لذلِك الحدَّ الذى أزعَج سِييرا.

أعادَت أنظارُها للخيلِ مُتجاهِلةً ذلِك الشاب الذى يُراقِب الخيلِ مُبتسِماً،ثُم صفَّق مُشجِّعاً إيّاه على إستكمال حلقةِ السير.

شردَت سِييرا بخُطواتِ الخيلِ و مرونتهِ،بجمال تطايُر خُصلاتهِ السوداء الناعِمةً أثناء خُطيّهِ بسيقانهِ الطويلة،و بجمال لونهُ البُنّى اللامِع.

لَم تلحَظ ذلِك الذى عقدَ حاجبيهِ عِندما إلتقطها شارِدةً بخيلهِ،ثُم إبتسم إبتسامةٍ لطيفةٍ مُتسائِلاً بصوتٍ عالٍ نِسبيّاً حتّى تسمعهُ:

"أيُعجبُكِ؟"
-
هالوو يا جُزء من شراشيبي😂
عارفة ان مش كله هيقرأ الرواية دي لأنّها مش لهارى بس انا بحب شون بردو😂😂
+الرواية دى زي ما قُلت ل salmamu01 عشان عيد ميلادها،وهي صاحبة الفكرة و كُل حاجة ماعدا الديسكربشن😂انا مُجرَّد كاتبة للقصّة مش اكتر،حبيت هديتي تكون سبيشال عن باقى صحابنا😂❤️
حلو الفصل كبداية؟
شون مش هيطلع دارك في الرواية متخافوش هيبقي كيوت زي ما هو كيوت و عبيط كدة😂
بحبكوا❤️

مُنقِذ » شون ميندِسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن