Chapter || 1

260 26 172
                                    

الجَو بارد بِحقْ ، الامطار غَزيرة والأرض مليئة بالمِياه ، أكاد ابُصر طريقي بواسطة ألبرق الذي يضيء قليلا ًمن عُتمة هذه الغابة ، تلفحني رياح حادة كحُزمةٍ من أبُر تغرز في جسدي وتقتلني ألما،
ها أنا ذا قد طُردت مِن منزل العَجوز مرةً ٱخرى ، تأخذني قَدمي الى تِلك الشجرة لأبقى اسفلها طَوال الليل رغُم كل شَئ من حولي انا أصبر على معيشتي القاسية هذه ، لربما إن كان شخصا غيري يلَعب دَوري في لُعبة الحياة لَقرر الانتحار او الهُروب بأي وسيلة ، حسنا ومن يصبُر بالمبيت كل يوم في غابةٍ مليئة بالحيوانات المفترسة و الالغام ؟! لن أندم إن صبرتْ.. فبعد كل صبرٍ فرج

هذا ما كانت تقوله لي أمي ~

استفقت عِندما رأيت ضوئا خافتاً يدلُ على أشراق الشمس فالاشجار كثيفة لذا تَحجب أشعه الشمس من الوصول بكامل ضوئها فـ تحتفظ بـ نِصفه لها ، قطَراتُ ألندى تتساقط في بِرك المياه التي تكونت عن طريق المطر محدثتاً صوتاً عالياً بعض الشئ بالنسبة لهدوء الغابة ،
أشحت بنظري الى نفسي ملابسي مبلّله بشدة ، يجب علي تغييرها قبل أن التقط برداً.

وازنت قدماي لأنهض ممسكاً بجذع الشجرة ، شعرت بدوارٍ خفيف لامسك برأسي واغمض عيني بقوة ، انخفض ضغطي مجددا.

كلما حاولت فتح عيناي لأبصر الطريق جفوني تَسْحبهُما للأسفل ، يبدو أنها السابعه صباحا
اشعر بالتهشم بِعظامي ، قدماي تحارب لكي تمنع نفسها من الوقوع ، صداع فضيع قد أصاب رأسي يجعلني أشعر بأنني سأفقد وعيي .

لمحت هيكلاً داكناً ذو طِراز قديم قطرات المطر تملئ سطحة حوله أعشاب أغرقها المطر فأزدهرت ، أستجمعت قواي لأواصل سيري نحوه ، هل يجب أن افرح الان لانني سأدخل وأدفئ نفسي .. أم اشعر بالحزن لعودتي لجحيماً أقَسَمَ أنهُ لن يطفئ نيرانهُ قبل أن يجعلني رماداً ؟!

توقفت مخرجاً يدي من جيبي دافعا ألباب ليصدر صريرا يدل على دخولي ، دورت عيناي
الفوضى تعم المكان .. ملابس مُلقاه على الارض ، كل شيء هنا مُقرف ، أشحت بنظري لارى ذلك العجوز يغط بالنوم بطريقة فوضوية يمسك بيده زجاجة الويسكي بخفة التي تكاد تقع ، بجانبه عاهرةْ إحدى النوادي الليلية ، لم اشعر بالصدمة لانه مجرد روتينا يومي.

أطلقت تنهيدة لأكمل سيري قاصداً غرفتي أرميت بجسدي على ألسرير لوهلة راغبا بالبكاء حتى تذكرت أن دموعي نفذت منذ فترة طويلة .

اتجهت لخزانتي مخرجا سترة بيضاء صوفية وبنطال أسود ملائما للون الحياة التي تقوم بأغتصاب الجميع كـ فلم اباحي ولا احد يقوم بأيقافها لانهم يتبعون شهواتهم اللعينة.

فتحت صنبور المياه لتهطل علي الماء الدافئ كوردا يلمس جلدي بنعومة ، أنجرف فكري لأتذكر زمانا عندما تناديني أمي للاستحمام لأرفض لذا تجبرني على ذلك . وأبدا بالصراخ رافضا ترك العابي ، وها انا ذا أتمنى ان يعود الزمان بي قليلا ، لاسترجع تلك اللحظات الذهبية التي لن تنعاد بتاتا ، فالاشياء لانشعر بلذتها ألا عندما نفقدها .

شَريـِكَآنْ ألوحـْدَة || B.BHOnde histórias criam vida. Descubra agora