الفصل الثالث عشر

10.6K 190 6
                                    

عرفت من كلماته الأخيرة ، انه يضرب على الوتر الحساس، فهو يعرف ولعها الشديد بالأطفال، هذه الرغبة التي حلمت بها طوال حياتها وحرمها منها زوجها سكوت بسبب انشغاله الدائم بالاعمال.. واهتمامه بنساء غيرها.تذكرت حفلة العشاء التي كان اليكس والتون مدعو اليها وجلس يحدثها عن الأطفال، لمست خاتمها وتذكرت الوعود التي قطعها سكوت خلال حفل الزواج.
ثم قالت:
- هل حقاً تريد اطفال؟
- ولماذا اذن اطلب الزواج؟ ما الشي الوحيد الذي يناسبني فيه غير الاطفال؟
- لا أعرف ، لا اعرف لما تزوجني سكوت، ربما ليضعني كتمثال فقط يتباهى بي امام الجميع وخاصة اصدقائه ، اصبحت حائرة بعد ماحصل ، فلم اعد اثق بأحد.- حسناً دعيني اريحك على الاقل.. لست بحاجة الى زوجة اضعها كتمثال، لدي خادمة، وطاهية كذلك، ولكن يجب أن أعترف انني لن امانع بطهيك بالمناسبات فهذا يسعدني، تلك الوجبة التي تناولتها كانت شهية..والان ماذا غير ذلك؟ أنا بالتأكيد لن أحصل على مزيد من المال من وراء هذا العقد، افكر في سبب اعطيك اياه غير الاطفال... ولكني لا اجد منهم سبب الوحيد وراء رغبتي بالزواج بك.. فلو احتجت الى عشيقة او نساء فهناك الكثير منهن .. ولذلك كما قلت لك بالاضافة الى مااقوله فأنت بحاجة الى زوج ، وأنا الى زوجة.ثم ابتسم فتجهم وجه كايتي وكأنها لم تأخذه على محمل الجد حتى الآن.
سألت بفضول:
- واية علاقة سنحصل عليها من خلال هذا الزواج ، بعيداً عن لعب دور الأب و الأم؟و هل تتوقع مني ان الهو بإنجاب الاطفال بينما تجول أنت مع عشيقاتك؟
قال ساخراً:
- اوه، اعتقد انني سئمت من الروتين واحتاج لبعض التغير وساكتفي بإمرأة واحدة.. الا اذا اعتقدت انك لست قادرة على تأمين متطلباتي ، حسنا مارأيك؟
ضحكت كايتي رغماً عنها و شعرت بالاحمرار يعلو خداها ثم قالت بحدة:
- أنت تضيع وقتك معي اليكس، سكوت قرر انني امرأة باردة وهشة على اي حال.
- لا اعتقد ان سكوت على حق ، وعلى اي حال فلا شيء يمنعني من التجربة رغم انني واثق من ذلك تماماً.
ارتبكت كايتي:
- هل تتوقف عن متابعة كلماتكم البديئة؟
- ماذا؟ أنا لا افعل شيء سوى انني اجلس هنا واتحدث اليك واذا كنت تريدين اكثر ، فأنا يسرني ان البي طلباتك!.
- لا اريد شيء منك، الا تستطيع ان تضع ما اقوله في عقلك.
- حسناً هذا لطيف، هل تعرفين انني احب ان ادرك انك لا تريدين شيء مني... فالمال يجعل الناس مجانين، ويفعلون اي شيء من اجله... وشيء جميل ان اجد شخص لا يأبه للمال ابداً فهذا يجعلني ارغب بإعطاء هذا الشخص كل مايريده، فقط لصراحته، وابتعاده عن الجشع الذي اصبح ميزة معظم الناس.. سأحب الزواج منك ماري كاثلين، فلما لا توافقين و تتزوجني، وانا واثق انني ساحقق لك السعادة التى يتحلمين بها.- لأنني لا اريد ان اتزوج من احد! هذه المحادثة جنونية ولا اصدق اننا حتى نتحدث بهكذا موضوع، فأنت بالطبع لا تقصد ذلك وهي لعبة من الآلاعيبك الغبية، واتمنى ان تخرج لأني لا اريد ان اسمع المزيد.
اخرج بعض الاوراق من جيب معطفه ووضعهم على الطاولة:
- لقد وقعتها ، فقط اضيفي امضاءك ستعرفين الى اي حد نصل بهده اللعبة كما تطلقين عليها، ماري كاثلين، لا اعتقد انك تعتبرين هذه صفقة عمل، او ربما تستطعين ان تسميها كذلك ، فنحن الاثنان سنستفيد منها مارأيك؟صمتت كايت لللحظات ثم قالت:
- اليكس ، لقد كنت اعيش روتين من خلال الزواج، أنا لا أحبك، ولا اعرفك حتى اثق بك، لماذا بحق السماء تتصور انني يمكن ان اوافق على الزواج منك؟
- لنواجه كل شيء خطوة خطوة، أنت تحبينني، ومن يتحدث عن الحب؟ انا اعرض عليك عقد زواج، حيث نوافق الاثنان على تلبية الحاجات التي يريدها الآخر، وبالطبع أهم مافيها الاطفال، فهذا هو السبب الرئيسي لعرض الزواج ، أنت ربما احببت سكوت، وهذا كان دافع بالنسبة لك لتتزوجيه، ولكن انت تعرفين اكثر مني كم كان الزواج فاشل، الحب عاطفة ملخبطة يكون كالضباب على العقل.
- ولكن الحب....
- حسناً! أنت كنت معجبة بي البارحة لدرجة كافية تجعلك تثقين بي، ثم جاء موت سكوت فتراجعت.
صرخت كايتي بتوتر:
- كلا ، لم أفعل ذلك.
سأل اليكس وهو ينظر اليها بعينان باردتان:
- ماذا تسمين ذلك؟ كنت تختبئين وراء مؤسسة الزواج، وفجأة لم تعود متزوجة، خسرت وجودك كتمثال كما قلت، ازعجتك و بإمكانك ان تعودي الى عزلتك، في هذا المنزل ، ولكن الحقيقة ماري كاثلين انك تمتعت برفقتي وكنت صادقة معي اكثر من اي شخص آخر، لماذا لا نتابع ذلك بالزواج؟ بدون اساس جيد للتفاهم، أليس كذلك؟.صمتت كايتي للحظات ثم تنهدت وقالت:
- أعتقد انك تجعل الاسباب الامنطقية منطقية، اليكس حتى لو وافقت على ان اكون زوجتك فأنا لا استطيع ان اعيش نوع الحياة التي تعيشها، فلست مثقفة ولم احصل على ذاك التعليم العالي حتى انني لا ارتاح في وجود الناس المعقدين، انا امرأة عادية، لما لا تختار واحدة من جميلاتك اللواتي يمضين الوقت في الحفلات الاجتماعية؟ لما أنا؟.
- الزواج لا يهم سوى شخصان اللذان سيتورطان به أنت وأنا، واعتقد انك تناسبيني اكثر من اية واحدة تنضم الى الحفلات الاجتماعية كما قلت ، والتي تعتبر والدتي واحدة منهن.
- والدتك؟
ابتسم اليكس :
- والدي توفي فتطلقت والدتي منه، حين كنت في العاشرة، وربما كنت انا الحاجز في طريقها، يجب ان احذرك ماري كاثلين ان زواجنا سيكون الى الابد، حتى الممات فالاطفال لا يحبون فكرة الطلاق ويجب ان احميهم من ذلك حتى لا يتعقدون.
نظرت كايتي بتعجب :
- اليكس انا لم اقبل.. ولن اقبل لا اعرف حتى لما اناقش الأمر معك حتى.
قال وهو يقترب منها:
- لا تفسديه، كنت اتخيل للتو كايتي الصغيرة واليكس الذين سنرزق بهم، فهذا ما سيحصل لأنني انتظرت كل هذا المدة بدون وجودهم في حياتي كم طفلاً تريدين؟ اربعة يبدو رقماً مناسباً.اخذت كايتي تضحك :
- مارأيك بستة أو عشرة؟.
- أوه.. عشرة بالاضافة الى نشكل فريق رائع بإمكانك ان تكوني الحكم، هل تعتقدين اننا ننجح مع هذا العقد؟
ضحكت حتى تساقطت دموعها، فوجئت انها اول مرة تضحك حقاً من قلبها وبرفقة من...اليكس والتون!
علق اليكس:
- هذه ضحكة حقيقية اسمعها منك..تبدين مرتاحة اكثر الآن.
- أنت على حق، فعلاً اشعر بالارتياح الآن.
- حسناً لا اريد أن افسد عليك هذا الشعور .
وقف اليكس وسار الى الباب وقال:
- سأذهب الآن كايتي، اتصلي ببترسون وبيكوال في الصباح، ودعيهم يتولون مشاكلك، ولا تقلقي اكثر من ذلك، سيزودنك بأفضل النصائح، فقط اتبعي مايقولينه.اختفت الابتسامة عن وجهه، وكان يتحدث بجدية، فجأة اخذ يتأملها للحظات فأرتجفت كايتي من نظراته الغريبة.ثم قالت:
- جئت لتسليني أليس كذلك؟
- أجل ونجحت بذلك، لقد فقدت الرعب، النظرات القلقة ، يجب أن تنامي بسرعة من الآن ، فبالرغم من كل شيء اعطيتك بعض الافكار الجميلة لتفكري بها في فراشك.
قالت كايتي وهي تقف بجانبه فلمس وجنتاها:
- كانت فقط لعبة ، حسناً تصبح على خير اليكس.
- أنا مسرور لأنك لم تقولي الوداع كايتي، لأنها لم تكن لعبة، ستتزوجينني، تصبحين على خير.. والآن اذهبي واحلمي بأطفالنا.
اقفلت كايتي الباب وذهبت الى غرفتها ، بعد ان خلعت ملابسها وارتدت قميص النوم، جلست في سريرها تفكر في ماقاله اليكس، وحاولت ان تعيد عرض الزواج في رأسها ، وتوصلت الى أن الارتباط به جنون.فوجئت وهي تفكر ان من بين الجميع الذين يدعون انهم اصدقاء سكوت واصدقاءها، اليكس والتون هو الوحيد الذي امن لها محامي، ومدقق حسابات، غداً ستتصل بهم، وتصفي جميع املاك سكوت، وستتخلص من كل اغراضه الشخصية ايضاً، اليوم كانت متأثرة فمازالت تحت تأثير الصدمة، ولكن غداً ستتصرف بوعي وادراك، زواجها من سكوت كان سجن، ولا تريد ان تنتقل الى سجن آخر.. تريد ان تكون هي لوحدها دون ان ان يمتلكها احد.. واذا فكرت بإنجاب الاطفال.. ياإلهي هذا هو ضعفي الوحيد تمتمت كايتي بهدوء.
اليومين القادمين كانا ملئيان بالاعمال، فوجئت حين حدد لها كارل بترسون موعد في الحال وبيكوال كذلك، اخذ المدقق يقلب في اولااق سكوت، ورتب لقاء مع تيري جسل، ووعدها لن يضع لها قائمة بالاختبارات المادية في نهاية الاسبوع، والمحامي كذلك اخبرها انه سيرتب نقل المستندات القانونية من بوب شارد واي، إلى سكوت وسعلمها بالوضع في حال اصبح كل شيء في يده.وضعت كايتي ثياب سكوت في صندوق وارسلتهم الى جمعية خيرية، والاغراض الأخرى الخاصة به اعطتها لعائلتة.
اقيمت ترتيبات الجنازة وجاءت عائلة سكوت تذرف الدموع، وحاولوا أن يتعاطفوا معها، ولكنها كانت تريد ان تنهي كل صلى بعائلته، فطالما اعتبروه الابن الصالح الرائع ،ولم يحاول احد أن يفهمها أو يساعدها في ما يجري مع زوجها القاسي، الذي لم يكن يفكر الا بنفسه.
حين اصبحت في منزلها شعرت بالارتياح، خلعت ثياب الحداد، وارتدت تشيرت ناعمة وجينز وتركت شعرها ينسدل على ظهرها باهمال، اصبحت حياتها الآن ملكاً لها وحرة التصرف كما تريد.حضرت قمر الليل شراب الفواكه، وجلست تفكر في مستقبلها، لم تكن ابداً امرأة عملية، كل مارادته طوال حياتها ان تتزوج وتنجب الاطفال، فكرة ان تمضي وقتها بالضرب على الآلة الكاتبة لم تسيطر عليها، جالت بنظرها في المنزل وادركت ان هذه الراحة ستكون لمدة قصيرة، فالمنزل يجب أن يباع حتى تسدد الرهن، كذلك معظم الاثاث.
دخلت الى المطبخ ورن جرس الباب، فتساءلت من سيزورها فتحت الباب لتفاجأ باليكس والتون ، فقال وهو يتأملها:
- الجنازة انتهت، هذا واضح.
قال ساخرة:
- لقد فوتها.
- بإمكانك ان تطلقي علي ابشع النعوت..الا انني شخص ريائي واحب النفاق، ماري كاثلين .
دخل قبل أن تدعوه فسألته:
- كنت احضر شراب، عندما قاطعتني.
- حسناً سنضم اليك.
جلس على الأريكة ، وراح يراقبها وهي تسكب له الشراب.
- هل تعرفين، أنت مناسبة تماماً لارتداء ملابس كهذه ، تشيرت وجينز.. انه يليق بك تماماً.
شعرت بالاحمرار يعلو خداها:
- لم اكن اتوقع ضيوف، لماذا جئت اليكس؟
- لأخذك الى العشاء.
كان يرتدي بدلة رسمية، وبدأ واثق من نفسه، وجذاب للغاية، وفكرت كايتي انها اذا ارادت حقاً ان تتزوج مجدداً فستفكر بمواصفات كالتي يتمتع بها اليكس.فسألت بفضول:
- هل مازلت تريد أن تتزوجني؟
ابتسم اليكس وكأنه لم يتوقع سؤالها :
- هذا كان الهدف وراء دعوتي للعشاء.
قالت وكأنها ليست من يتكلم:
- نحن ندخل عقد، هل هذا صحيح؟ تجري اتفاق سنحتفظ به نحن الاثنان ونحافظ عليه الى الابد؟
اومأ اليكس:
- صحيح.

- حسناً ، اذن سنذهب الى العشاء، وننجح اتفاقنا، ولكن لدي شرط واحد قبل ان نخرج واوافق على ماقلته .. لن اطيق ان تمارس معي الحب أو شيء من هذا النوع قبل ان نتزوج أو الزواج او لاشيء، هل تفهمني اليكس؟
سأل وهو يضحك لكلماتها الجدية :
- تماماً، الا تثقين بكلمتي؟
فضحكت بدورها ، ثم قالت:
- مررت بتجربة قاسية وكلفتني الكثير، ولكنني مازلت اتمتع بالاخلاص، ولا اريد ان افقده بقبولي ان اكون عشيقتك..والآن هل كل شيء اصبح واضح؟
- سأنتظر ايتها الجميلة حتى نتشارك السرير قانونياً، ويسعدني ان انتظرك ماري كاثلين.
- حسناً، مادام انجاب الاطفال هو الذي يربط بيننا، فأنا موافقة على كل شيء..فهذا كان حلمي منذ ان تزوجت بسكوت.نظر اليها اليكس فابتسمت :
- والآن ارجو ان تعذرني بعض الوقت ، حتى اغير ملابسي.
سأل اليكس ساخراً:
- الاتريدين مساعدة؟
فضحكت كايتي وقالت :
- ماقلت لن يتم ذلك قبل الزواج، واذا كنت تريد ان تغير رأيك فلا بأس فقط اعلمني بذلك!
- ومن فكر بتغير رأيه...سانتظرك بفارغ الصبر ماري كاثلين!.
دخلت الى غرفتها وارتدت فستان اسود ضيق يظهر قامتها الممشوقة، وفكرت انها اذا كانت تريد ان تنجب اطفال فعليها ان تبدأ بذلك بسرعة، فهي اصبحت في الثامنة و العشرين وبالطبع لن تغرم مرة ثانية واليكس يريد اطفال، وبإمكانه ان يؤمن لها ولهم الكثير على الأقل فهي لا تحبه، وهو كذلك ولكن اتفاقهما صريح، وستنفذه بحدافيره!- اعلنكما زوجاً وزوجة.
ارتجفت كايتي، لقد اصبحا متزوجين الآن، ولا مجال للتراجع.
- سيد والتون؟
وقع اليكس كذلك، والكاتب اضاف توقيعه كشاهد شهادة الزواج اعطيت لكايتي، وضعتها في حقيبة يدها ونظرت الى زوجها الجديد، وحاولت ان تقول اي شيء حتى توقف التوتر.
- هل نتصافح حين نمضي العقد.
ابتسم اليكس وقال:
- اعتقد انك صافحت كثيراً هذا الصباح.
وضع يدها تحت ذراعه ، وخرجا الى الشمس الدافئة.
- هل تشعرين بتحسن؟
- هل كان الامر واضحاً؟
- انك كنت تحاولين السيطرة على اعصابك حتى توقعي على نقطة اللاعودة؟
اخذت كايتي تضحك:
- حسناً ، لا اعرف ولكنها بالفعل خطوة جديدة
- انا مسرور لأنك لم تفقد الشجاعة، وتعلني الرفض مجدداً.قالت مدافعة:
- لم أكن لا تراجع ، اليكس فأنا دائماً احافظ على وعودي و أفي بها.
قال بهدوء والابتسامة لا تفارق وجهه:
- وأنا كذلك ، ماري كاثلين، وانا كذلك.
لم تستطع كايتي ان تتناول الطعام، في الاحتفال الذي اصر عليه اليكس بمناسبة زواجهما، فقد كانت متوترة وتفكر كيف انها حقاً اصبحت زوجته، وكان كل ذلك يؤدي بها الى شيء واحد يقلقها بالطبع ستذهب الى السرير برفقة اليكس والتون الذي اصبح زوجها!
سافرا الى تسمانيا، ونزلا في فندق فخم، جلست امام المرآة تسرح شعرها، وعرفت ان اليكس يتأملها ولكنها تجنبت نظراته.قال وهو يقترب منها ويلمس شعرها:
- هذا قميص نوم رائع كايتي ، ربما كان سكوت يحبك فيه ولكن انا لا افضل ذلك.
- ولكني لن اخلعه، لأني بالطبع لن أدخل السرير بدون قميص النوم.
سأل وهو يبتسم:
- هذا غير عادي ، هل تقصدين انك تنامين دائماً بقميص النوم؟
فضحكت كايتي:
- ليس دائماً احياناً ارتدي البيجاما... هذا لمجرد التغيير.
اخذها اليكس بين ذراعيه، وبدأ يقبلها للحظات لم تتجاوب معه، ولكن لمسته الرقيقة جعلتها تذوب فاستسلمت له بسرور.
- أوه، ماري كاثلين كم اريدك..منذ اللحظة الاولى التي رأيتك تمنيت ان تكوني بجانبي طوال العمر.
ابتسمت كايتي وهي تحدق باليكس الذي اصبح زوجها وشعرت فجأة انها حقاً لا تخجل منه، حملها بين ذراعيه الى السرير وتمدد بجانبها، ثم ضمها الى صدره للحظات فوضعت يديها حول عنقه، وراحت تتجاوب مع لمساته الرقيقة التي جعلتها تقارنه بسكوت الذي طالما كان قاسياً معها ولم يراعي مشاعرها.
استيقظت كايتي عند الصباح ولم تجد اليكس بجانبها، فلبست الروب، وخرجت الى غرفة الجلوس فوجدته يقرأ الجريدة وهو في ثيابه كاملة.
تمتمت كايتي بهدوء:
- صباح الخير.
شعرت بالاحمرار يعلو خداها، وهي تواجه نظرات الاعجاب في عينيه.
- هل اطلب لك الفطور؟
- اجل ..من فضلك.
- ماذا تريدين جبنة وبيض؟
- اجل اي شيء..ولكن اريد لن اخذ حماماً سريعاً، حتى اتنشط.

ثم دخلت كايتي قبل أن يعلق اليكس، فتحت الرشاش، فتدفقت المياه الدافئة، وحين انتهت لفت شعرها بمنشفة، وارتدت الروب الزهري وخرجت، فاقترب منها اليكس واخذ يفرك شعرها بهدوء ثم رمى المنشفة على الأرض واخذها بين ذراعيه.
- هل أنت مسرورة كايتي؟
اجابت كايتي بصدق:
- اجل.
- حسناً فلتناول الافطار الآن.
جلسا وبعد لحظات اضاف اليكس وكأنه تذكر شيء :
- بالمناسبة سأخذك لتشتري ملابس، ارتدي ماتريدينه، ولكن فقط اردت ان احذرك.
سألت بارتباك :
- أي نوع من الملابس؟ .
ثم اضافت:
- لا اعتقد انني بحاجة لأي شيء.
- أنا ايضاً لا يهمني ذلك، ولكن أنت تعرفين النساء، يصبحن متناقضات حين يتعلق الأمر بالموضة، لا أريد والدتي او مجتمعها ان يشعرنك بأنك اصغر منهن ، فهم يشبهون زوجك السابق يهمهم فقط المظهر الخارجي يازوجتي العزيزة، لذلك فلن نعطيهم مايريدونه.
نظرت إليه وكأنها لا تصدق:
- ألهذا لم تعرفني على احد بسبب ملابسي؟
أجاب اليكس بهدوء:
- كلا، لا اريدك ان تكوني خائفة من زواجنا.
ثم اضاف:
- على اي حال، انا لا اتوهم بالنسبة لوالدتي فهي احياناً تحب ان تنصح حتى لو لم يستمع اليها الآخرون، ولكن لا اعتقد انها ستفعل هذا معك، كايتي أنت زوجتي، فالنسبة لي لا اعطي اية اهمية لما تقوله، واتمنى ان تكوني مثلي فهكذا افضل لك، حتى تعتاد عليك وتعرف انك كزوجك لا تحبين ان يتدخل احد بشؤونك.
تأملت ثيابها فوجدت انه على حق فقالت:
- حسناً ، فهمت، هذا لطف اليكس ان تلفت نظري.
قال اليكس وهو يبتسم:
- أنت لا تمانعين التسوق، أليس كذلك؟ اعتقدت أن جميع النساء تحب شراء الثياب.
رفعت رأسها بفخر:
- كلا ، لا أمانع، انها فكرتك وانت تدفع ثمن الثياب، واعتقد ان زوجة اليكس والتون لابد أن تظهر بكامل اناقتها، ولكن لن ادع والدتك او غيرها يزعجني.
ثم اضافت:
- أنا تزوجتك لأنجب عائلة، وهذا ما سأفعله مهما كانت الثياب التي ارتديها فهذا لا يهمني.
قال اليكس ساخراً:
-هذا ما يعجبني قوة الشخصية، ربما يجب أن ننهي فطورنا ونبدأ بانشاء العائلة.
فضحكت كايتي:
- أنا جائعة.
اضاف مداعباً:
- حسناً، لن نفعل كما قلت.
- أنا حقاً لا اعرف عنك الكثير اليكس.
- ماذا تريدن ان تعرفي.. أنت لم تطرحي سؤال من قبل؟
- لا أعرف ان كنت اريد ان اعرف كل شيء.. فقط انه مجرد تفكير.
- هل التجاهل نعمة؟
- انه افضل من معرفة اخبار سيئة.
- أنت تشكلين زوجة، ، رائعة ماري كاثلين، واختياري مناسب تماماً، فلن اجد امرأة مثلك في اي مكان ارجو أن تكوني مسرورة بزواجنا؟
- أجل ، أنا حقاً مسرورة ، وحين انجب الاطفال سيكون فرحي وسعادتي اعظم بكثير!.- اليكس ماذا تفعل هنا؟
جاء الصوت من خلف كايتي فالتفتت لتجد فتاة طويلة القامة تقترب من اليكس، وتضع يديها على كتفيه ثم عات لتقول:
- تتناول عشاءك في الخارج؟
اجاب رداً على سؤالها:
- اجل، كيف حالك ، سونيا؟
- مرهقة ، عزيزي...اخذت كايتي تستمع بنفاذ صبر فيما تتحدث المرأة عن انشغالها بعرض الازياء، وبدا من الواضح انها تشارك اليكس في الحفلات الاجتماعية، كانت في كامل اناقتها مما جعلها تقدر ذوق اليكس بالنسبة للثياب، شعرت فجأة بالسرور لأن فستانها مصمم بطريقة رائعة، لم يعرفها اليكس على المرأة ، اخذ يبتسم متجاهلاً الاشارات التي غمزت بها سونيا على كايتي.
- نيكول اخبرتني انك سافرت ، ولكن اعتقدت انك تقوم بجولة عبر البحار، ماالذي احضرك الى نيوزيلاند؟ الأعمال؟
نظرت الى كايتي واضافت:
- كلا بالطبع المتعة.
- اجل هذا صحيح، انها حقاً مفاجأة سارة ان اراك سونيا، ولكن في هذه اللحظة انت تتطفلين، زوجتي وانا ما زلنا في شهر العسل.
-زوجتك...
نظرت اليها وكأنها لم تصدق ماسمعته ثم ادارت وجهها الى كايتي.
- كايتي، اعرفك على سونيا بينيلا، سونيا، زوجتي كايتي.
تمتمت كايتي بتهذيب:
- كيف حالك؟لم تعلق سونيا وكأن لسانها العقد وكررت مرة ثانية :
- زوجتك؟
اضاف اليكس وهو يبتسم:
- صحيح، للمرة الثانية.
سألت سونيا بفضول:
- ياإلهي! هل تعرف نيكول؟
- أنا متأكدة انك ستخبريها، سونيا والآن اذا كنت لا تمانعين اريد...
- ولكن...
- كايتي وانا نفضل ان نكون لوحدنا.
انهى اليكس ببرود ، ابتسمت لكايتي بتصنع:
- حسناً ، اقدم لكما التهاني.
حمل اليكس كأسه واخذ يتأمله للحظات ، قالت كايتي بتجهم:
- من هي نيكول؟
بقي صامت، وتوقعت ان لا يجيب على سؤالها الا انه نظر اليها وقال :
- نيكول هي المرأة التي كان من المتوقع ان اتزوجها.قالها بنفاذ صبر وكأنه لا يريد ان يتكلم في هذا الموضوع، لماذا تزوجها هي بدلاً من نيكول فوفان؟ المرأة تعني له شيء بالطبع ولابد ان علاقتهما كانت جدية فهذا ما اظهرته ردة فعل سونيا.
سألت كايتي:
- هل ستندهش لخبر زواجنا، كما فعلت سونيا؟
- ربما ، اتوقع ان يندهش عدد من الناس، والآن بما ان الخبر انتشر، ردة الفعل في المنزل ستكون ممتعة، والدتي بدون شك سترتب زيارة لك ياعزيزتي كايتي، ستأتي كالنجمة الساطعة، هل أنت مستعدة للفضول الذي سيحيط بك؟علقت كايتي:
-بدعمك انت.- ستحصلين عليه دائماً كايتي ،فأنا انفذ وعودي دائماً.
ابتسمت ، اليكس لم يعطيها اي مجال للشك، تساءلت كيف ستجري حياتهما الزوجية.

عذاب الحب روايات احلام للكاتبه إيما دارسيWhere stories live. Discover now