13

9.7K 223 1
                                    

في السجن ..
جلس شريف يسترجع حواره مع محاميه والذي أكد له بأنه سيخرج من هنا طالما نُفِذت خطته ...
اقترب منه واحد منهم وهو يقول: اطلع باللي معاك !!
نظر نحوه شريف بقلق ولكنه هتف بقسوة: امشي يا ياض من هنا !!
نظر نحوه بغضب وهو يقول: شكلك متعرفنيش !!
نظر نحوه شريف باحتقار وهو يقول: ميشرفنيش !!
نظر للرجل الذي كان يجلس مع إياس من قبل فأومأ له بالإيجاب...
أعاد الرجل وجهه لشريف الذي لم يعره انتباه وهو يقول: قوم اقف !!
زفر شريف بحنق وهو يرفع وجهه للذي أمامه فبصق في وجهه بغضب ...
مسح الرجل وجهه بعنف واحتدت عيناه بشرر غاضب ثم لكمه علي وجهه ..ودخل معه في شجار قاتل. ...
انضم إليه بعض من رفقاء السجن يضربون شريف من كل ناحية في جسدها وبعدها أوقفه اثنين ثم تقدم الرجل إياه وهو يمسك بمدية ليطعن شريف في بطنه ... وتركوه جثة هامدة ...تخلصوا من سلاح الجريمة حينما دخل إليهم العسكري الذي يقف علي باب السجن ....ليري شريف غارق في دمائه ...
وبعد مدة كان شريف في غرفة بالمشفي بعدما تمت السيطرة علي جرحه وقد عادت له الحياة ....
وقف أمجد مع رفقائه المسئولون عن القضية ...
ضرب عادل الحائط بغضب وهو يقول: بقا بعد ده كله أتهزق بسبب الحقير ده !!!
تنهد أمجد بقوة وهو يقول بسخرية: الشرطة في خدمة الشعب ...
هتف عادل بغضب وهو يقول: في خدمة الغلابة.. في خدمة الناس الفقرا مش الحرامية وقتالين القتلة ...
هتف هاشم بضيق : خلاص يا عادل ..هي أول مرة يعني.؟!!
هتف عادل بغضب وقد ارتفع صوته: أديك قولتها مش أول مرة ولا أول واحد .. عشان إحنا اللي سكتنا من الأول...
زفر أمجد بغضب وبركان يغلي داخله .. ليس بعد كل تلك الشهور التي قضوها يعملون علي القضية وبعدها يأتي واحد من سفيهي الحكومة ويطلب وبالأحق يأمر بنقل شريف لمشفي عسكري وبعدها ينقل لإحدي الغرف السكنية بالقسم وإن كان أطال لطلب منهم وضعه داخل فندق وهم مجرد حرس له ... قبض مفاصل يده بعنف وهو يتمني بأن يقتله .... بل لو كان مات لأقام احتفالاً... ولكن حظه والقدر ... مازال أمامه من العمر بقية ليذوق العذاب الذي ذاقه هو ورفاقه ... والأبرياء...
_______________
في مكان شبه خالٍ من السكان ..
أوقف إياس سيارته جانب الطريق ..نظرت إبان حولها بتوجس وخوف .. ليس خوفا منه ولكن من المكان نفسه ...يضع داخلك إحساس بالرهبة ....
وضع يده علي يدها وهو يقول: متخافيش !!
ابتلعت ريقها بخوف وقد دمعت عيناها بعدما تذكرت فيلا شريف التي كانت في منطقة مهجورة ... وضعت يدها علي أذنها توقف سيل ذكرياتها معه .... ثم صرخت فجأة.
حاول إياس نزع يديها من حول رأسها ولكنه فشل .. كم يتمني ضرب بيريهان التي أشارت له بهذا .. عليها مواجهة هواجسها بوضعها أمام الأمر الواقع ..خصوصا بعدما كانت الكوابيس تهاجمها طوال فترة مكوثها في المشفي ..لهذا أتي بها إلي هنا خصوصا بعدما أخبره الطبيب بأن له جزءا كبيرا من العلاج وإن لم يكن كله ...
أمسك بها ووضعها علي قدميه واحتضنها بقوة وهتف لها : إبان متخافيش. . أنا معاكي !!!.
نظرت نحوه بعينين ضالتين فهمس لها وعشقه يسيل من عينيه : متخافيش ..
خبأت وجهها في صدره وهي تصرخ : خليك معايا .. اوعي تسيبني .. ش.. شريف هياخدني منك،!!
شدد من احتضانها واعتصرها داخله يبثها أمانا وثقة ضاعت منها خلال مرحلتها السابقة قائلا: متخافيش عمري م هسيبك تروحي مني تاني
هدأت داخل حضنها فأبعدها عنه ليقابله خضار عينيها الذي اشتعلت فيه نار حارقة لقلبه .. هو السبب وهو الملام ..لم يستطع حمايتها ذاك اليوم والأدهي من هذا ..أنه بقي في غيبوبته 5 اشهر وتركها هي تعاني وحدها ...
هتف بصدمة وهو يشير ناحية شفتيها : إيه ده ؟!
نبض قلبها بخوف وهي تقول: في ايه ؟؟!
ألقي نظرة لقميصه الأبيض تحت سترته السوداء وجده ملطخاً بأحمر شفاها ...
نظر نحوها بحنق وهو يقول: بوظتيلي القميص !!
ضحكت بقوة وهي تلف يدها حول عنقه بدلال وقد نسيت ما مرت به منذ لحظات : كتير عليا !!
نظر لعينيها بعشق وهو يقول: لا مش كتير ..
ثم هتف بخبث وهو يقترب من شفتيها : بس كان هيبقي أحلي لو كان هنا ..
قال كلمته وهو يشير ناحية شفتيه فأطرقت رأسها بخجل لحظات ثم رفعته له واقتربت تقبله ...
أبعدها عنه وهو يقول : ملهاش طعم!!
أنزلت يديها عن عنقه وهي تقول بغضب: تصدق أنا غلطانة ..
كادت تنهض من علي قدميه فأجلسها مرة أخري وهو يقول : بس بقا اتهدي .. واسمعيني !!!
مد يده لتابلوه السيارة وأخرج منه علبة أعطاها لها ..
أمسكت بها بفرحة ولكنها لم تدم حينما اصطدمت بما داخلها ...
قذفتها في وجهه وهي تقول : أعمل بيه إيه ده ؟؟!
غمز لها وهو يقول بمكر: ده عشانك!!
نظرت نحوه بحنق وهي تقول: عندي منه كتير !!
مد يده ليخرجه من العلبة ومد يده لها به وهو يقول: لا طبعا ده يختلف !!!
هتف بسخرية : ده إزاي بقا .. ما كله كرز ؟؟!
هز رأسه نفيا وهو يقول بثقة : لا طبعا .. ده كرز أمريكاني .. حتي جربيه هتحسي بفرق. كبير !!
نظرت نحوه بشك وهي لا تستسيغ كلامه أبدا .. هي متأكدة بأنه ينوي علي شئ ابن المنصور هذا ..ولكنها غلبها فضولها لتأخذه وتجربه ..
قرب مرآة السيارة منها وهي مازالت علي قدميه ويبدو أنها نسيت الأمر... وضعته علي شفتيها ثم التفتت إليه .
هتفت إبان بسخط: فين بقا إن شاء الله.. الفرق ده ؟؟
اقترب منها وهو يقول بخبث: لا ده بقا أنا اللي أحس بيه ؟؟!
لم تفهم ما يرنو إليه إلا عندما اقترب أكثر يلتقط شفتيها بجرب طعم الكرز الجديد الذي أحضره لها من إحدي الماركات العالمية .. تلك التي جننه كرزها ...وأدمن طعم الكرز بسببها .. حتي أنه منع دخوله القصر حتي لا يستطعمه أحد غيره ...
__________________
جلست صفية علي فراشها تقضم أظافرها بتوتر وقلق .. مهاتفة محامي شريف لها جعلتها تسقط في بئر من التوتر .. لا تعرف كيف تتصرف الآن خاصة بعد تهديده الصريح لها " لو منفذتيش اللي طلبته هجيبك جمبي هنا " ...
انتفضت في مكانها عندما رن هاتفها برقم عرفته .. انقبض قلبها بقوة وهي تفتح الاتصال قائلة : ألو ...
استمعت للجانب الآخر بتركيز رغم حنقها وغضبها إلا أنه عليها الطاعة حتي لا تسجن وتشوه سمعتها ...
هتفت بقلق: طيب .. علي موعدنا ...
طرق الباب فأغلقت الهاتف بسرعة ولملمت شتاتها وأذنت للطارق بالدخول ..
دخلت سمر وهي تقول بقلق: ماما .. حضرتك كويسة ؟!
أومأت رأسها بالإيجاب وقد دمعت عيناها تأثرا ابنتها ستكون في خطر إن لم تنفذ لهم ما طلبوه...
جلست سمر جانبها وهي تقول بقلق: ماما ..مالك..بتعيطي ؟!!
مسحت صفية دموعها وهي تقول: مفيش يا حبيبتي .. بس بنتي كبرت وهتتجوز كمان !!؟
ضحكت سمر بخجل وهي تقول متذكرة : آه صحيح .. مراد كلمني إمبارح وقال إنه جاي قريب عشان يحددوا ميعاد الفرح!!
هتفت صفية بحذر: طب هو مقالكيش إذا كان إياس هيعمل فرحه معاهم ولا لا...؟!
هزت رأسها نافية وهي تقول: لا.. مقالش بس تقريبا لأ..
دعت صفية داخلها بصدق "يارب ..لأ.. يارب ما يعمله معاهم" ..
احتضنت سمر والدتها وهي تقول: متخافيش يا صوفي .. محدش يقدر يمنعني عنك أبدا!! !
هتفت صفية بسخط: وهو ابن فريدة هيوافق!! ؟
ضحكت سمر بسخرية وهي تقول: قصدك مين مراد!!! ..
ورفعت يدها وهي تلعب بإصبعها وهي تقول: مراد بقا زي الخاتم في إصباعي .. متقلقيش عليا!!!
ابتسمت صفية في مكر وهي تقول: بنت أمك ..!
________________________
وفي القصر ..
جلست بيريهان مقابل مي التي لم تكف عن البكاء ..
ربتت علي ركبتها بحنو فأبعدتها عنها بعنف ونظراتها مليئة بالعتاب والقسوة لم ترها من قبل !!
دمعت عينا بيريهان وهي تقول بندم: أنا آسفة . حقك عليا.. أنا مش هتجوز حازم .. مش هتجوز أصلاً...
كتمت شهقاتها بيدها وهي تشعر بالألم يغزو قلبها .. ليس بعد كل هذا يتفرق أبناء فريدة مرة أخرى .. وأن يكون بسببها وبسبب قلبها الأحمق.. ستقتله قبل أن يهدم حياتهم ... إن كانت تضحيتها للكل فلن تبخل عليهم بروحها وليس قلبها فقط ...فريدة تستحق التضحية بعمرها ...
نظرت نحوها بيريهان بمزيج من الألم والعتاب والغضب ..كل هذا من نفسها ... إن كانت هي حصلت علي حب حياتها من قبل لم تستكثره علي شقيقتها ...
أيمكن أن تكون ..؟!
هزت رأسها بعنف وهي تطرد تلك الفكرة من رأسها .. هي لا تفعل ولن تفعل ..
تغار .. وممن .. بيريهان أختها الصغرى المدللة .. لا هي لا تفعل ...
قربتها منها تحتضنها لتثبت لنفسها أنها لن تفعل ..ورغماً عنها بكت بل وانتحبت داخل أحضانها .. لا تصدق أنها تغار من شقيقتها ..
هتفت من بين دموعها ومازالت تحتضنها: سامحيني ..أنا آسفة مش قصدي والله...!!.
ابتعدت عنها بيري ومسحت لها دموعها وهي تقول بمرح: يعني مش زعلانة مني ؟؟!
هتفت مي بمرح ناقض لحظاتها السابقة: لو هزعل منك هيبقي لأنك خبيتي عني الموضوع ده !!!
ضحكت بيري بمرح وهي تعود لأحضانها مرة أخرى قائلة بحزن: خلاص أنا اسفة ...
ثم رفعت وجهها بحركة مسرحية وهي تقول: سماح المرادي يافندم !!!
ضحكت مي بانطلاق فأيقظ ابنها الرضيع ...
ضحكت بيري وهي تقول: أنا بقول متضحكيش كده تاني !!.
بادلتها مي ضحكاتها وهي تلتقط صغيرها بأحضانها وهي تقول: أو أنا مقعدش معاكي تاني !!
هتفت بيريهان بحنق وقد تلون وجهها بغضب: طب اعمليها كده .. شوفي هيحصلك إيه ؟؟!
ضحكت مي ثم رفعت حاجبيها بمكر وهي تقول: ع الله ميجيش الأستاذ حازم وياخدك مننا !!
تنهدت بيريهان بحب وهي تقول بشرود: إذا كان علي إنه هياخدني فهو خطفني ...
ابتسمت مي بحب وهي تري نظرات أختها العاشقة والتي كانت تعيشها يوما ولكن الآن لم يستمر الوضع وهي بحماقتها كانت لتضيع فرحة أختها التي تراها بعينيها قبل شفتيها ....
ابتسمت لها وهي تعود لضمها مرة أخري وهي تقول : ربنا يسعدك يا حبيبتي .. وتاخدي اللي أنا مخدتوش ..،!
______________________
دخل أمجد منزله بوجه شاحب ومتعب .. لم يذق النوم منذ أيام ولم يعد لمنزله أيضاً ...
رفع وجهه ليلتقط صورة جسد زوجته وهي تنام علي الأريكة تحتضن جاكيته والذي يذكر أنه كان يلبسه مؤخرا أي أنه مازال معطرا برائحته وقميصه الذي ترتديه كعادتها التي لن تغيرها ...
ابتسم بحب وهو يقترب منها ويجلس بجوارها ثم مد يده سامحا لأنامله بالتخلل داخل شعرها الذي داعب عطره أنفه .. مد يده ليحتضن خصرها ويقربها منه وضعت رأسها علي صدره بحرية ...
فرجت عن خضار عينيها وهي تقول بنعاس: أمجد !!
ابتسم لها بحب وقبل رأسها وهو يقول : يا قلب أمجد !!
رفعت عينيها لتري وجهه الذي اشتاقت إليه .. منذ كان في تلك المهمة لإنقاذ إبان .. وهي لم تره سوي بضع كلمات في الهاتف طمئنها عليه وبعدها لا هي رأتها ولا هو هاتفها ..
لقد عادت إبان ولم يعد هو ..حتي أنها امتنعت عن زيارة أختها قبل أن تطمئن عليه أولاً.. هو لم يذق الراحة منذ استلامه لتلك القضية ...
تنهدت بعمق وهي تمسك وجهه بيديه وهي تقول: تحب أحضرلك الحمام ولا تاكل الأول...
هز رأسه نافيا وهو يقول وقد وصلها صوته بعيدا: لا ده ولا ده .. أنا عايز أنام ..!.
أمسكت بيده تنهضه ومن ثم اتجهت لغرفتهما ... ساعدته في تبديل ملابسه لأخرى للنوم ليتسطح علي الفراش بتعب ..أشار لها بتقدمت نحوه ...
احتضنها بقوة وهو يقول : خايف .!!
ربتت علي رأسه بحنو وهي تقول بقلق: مالك يا أمجد .. فيك إيه يا حبيبي!!!
هتف أمجد بقلق: تفتكري بتول مرات المقدم أمجد ولا الصحفية هتنفع !!!
لم تفهم شئ مما قاله وتساءلت بخوف: أمجد ..أنت عايز توصل لإيه؟؟؟!
لم يصلها رد منه وشعرت بانتظام أنفاسه دليلا علي نومه .. اعتدلت في نومتها وهي تلعب بخصلاته بخوف وشرود وعقلها ينبئها بأن القادم أسوأ .. هي لم تراه أبدا في مثل تلك الحالة ولا مرة...
<><><><><><>
استيقظ في الصباح ورائحة شهية تداعب أنفه ربما لأنه لم يذق الطعام منذ أمس ..منذ استلامه لأوامر بحراسة شريف كأنه وزير وليس مجرماً ...
نهض من فراشه وذهب ليغتسل وبعدها خرج ..
سمع صوت دندنة يأتي من المطبخ فتقدم نحوه وهو يري زوجته تعمل بكل همة ونشاط وليس هذا فحسب بل إنها تبدو كحورية سقطت من الجنة بفستانها الذي يعانق خصرها بتملك ورقة ...
تسحب نحوها ومن ثم احتضن خصرها مقبلاً وجنتها ...
شهقت بقوة من المفاجأة والتفتت إليه ترد له قبلته وهي تقول: صباح الخير !!!
هتف بمرح وهو يمرر عينيه عن كل ما ظهر من فستانها .. عضت شفتيها بتوتر وخجل ومن ثم وجهه إليها وهي تقول: تعرف طبختلك إيه النهاردة !!؟
هز رأسه نافيا وقد داعبت الرائحة أنفه مرة أخري ولكن بقوة أكبر ..
رفعت إحدي أغطية الإناء وهي تقول مشيرة له : دي اللي بيحبها ميجو حبيبي ..
لوي شفتيه في غيظ وهو يقول: م بلاش ميجو دي ..
ضحكت بدلال فطري وهي تقول: أمال أقول إيه ؟؟!
مال بوجهه ناحية وجهها وهو يقول: لا أنتي مش محتاجة تقولي حاجة !!
تخضبت وجنتيها بخجل ومن ثم التفتت لتكمل عملها لكنها تذكرت شئ فالتفتت إليه وهي تقول : صحيح يا أمجد أبقي كلم مامتك عشان هي قلقانة عليك أوي !!
نظر نحوها بضيق وهو يقول: اوعي تكوني قولتلها حاجة !!
هزت رأسها نافية وهي تقول: لأ.. بس كانت بتحاول تكلمك علي تليفونك وأنت كنت قافله ...
هز رأسه بالإيجاب وهو ينهض من مكانه قائلا: هروح أكلمها لحد ما تخلصي تحضير الأكل!!!
– طيب !!
تنهدت بقوة وهي تراقب ظله بخوف وقلق .. وزاد خوفها عليه بالأمس عندما تذكرت كلام والدته والتي أخبرتها بأنها تشعر بأن أمجد به شئ ما وقلب الأم لا يخطئ في إحساسه بوليده .. رغم مرض شيماء أخته وحمل زوجة أخيه لأتت إليه تتطمئن عليه بنفسها ...
دمعت عيناها وهي تدعو ربها بأن يحفظ زوجها !!

رغم التحديات (قلبي لك ج3) للكاتبه أميرة صلاحWhere stories live. Discover now