10

8.9K 231 1
                                    

دخلت لينا بخطوات واثقة نحو المكتب رغم خوفها الذي يشتعل داخلها إلا أنها كانت متمسكة بحبل متين ..
اقتربت منه تحتضنه وهي تقول بكذب: حمدلله ع السلامة يا شريف !!!!
أبعدها عنه بقوة وهو يقول ببرود: قولي عايزة إيه ؟؟!
ابتلعت ريقها وهي تقول بثقة: إبان !!!
التفت نحوها بحدة واقترب منها بعينين تتقدان شرراً وأمسك بيدها بقوة سمع صراخها منه وهو يقول: مالك ...مش إحنا اتكلمنا قبل كده وحذرتك!! !
حاولت إبعاد يده عنها ولكنه كان أقوي فهتفت بألم : آه حرام عليك ..سيب إيدي طيب !!
أزاحها بعنف سقطت بسببه ..أمسكت بظهرها بألم وهي تقول : إبان مش في البيت عندك !!!
نظر نحوها بغضب وهو يقول: قصدك إيه ؟!!
دمعت عيناها وهي تقول بكذب : كنت قاعدة مع إياس وسمعته بيتكلم في التليفون وجاب سيرة إبان !!!
نزل شريف بمستواها وقبض علي شعرها بقوة وهو يقول: قولي اللي سمعتيه بسرعة !!!
انهمرت دموعها بألم وهي تقول : سمعته بيكلم واحد وبيتفقوا يروحوا لمكان مقطوع قريب من مكان إبان !!!
صفعها بقوة وهو يقول بغضب : أنتي اللي قولتيله صح ؟؟؟
أمسكت وجنتها بألم وهي تقول : لا. مش أنا ..أنا سمعته!!
أمسك معصمها بقوة شعرت بعظامها تنكسر تحت يده وحاولت ابعاده عنها وهو لا يري شئ أو يسمع ...
صراخها امتد للخارج حتي سمعه كل من بالشركة ولكن لم يجرؤ أحد علي الاقتراب منه لذا ذهبوا لإبلاغ مدير الشركة ووالده...
ارتعبت مفاصلها وهي تراه يمسك بمسدسه ويوجهه ناحيتها قائلة: انت اتجننت .. ه.... هتقتل أختك ..
هز رأسه نافيا : لا بقتل بنت الست اللي جات وخطفت ابويا من امي ... وخلت امي تموت بحسرتها ...
هزت رأسها بعنف وهي تقول: لا... انت اللي مختل .. انت خليتها تنتحر ... الطب الشرعي أثبت كده ...انت مختل ..انت كنت بتحط لبابا السم في الأكل انا كنت بشوفك وكنت بقوله ... بس هو كان دايما بيضحك ويقولي اني عشان بخاف منك بتخيل كده ... لحد ما تعب ودخل المستشفي وطلع كلامي صحيح وبعدها بابا بعتك علي مستشفى تتعالج وهو فاكر ان موت مامتك أثر علي دماغك ولما رجعت بابا فكر انك بقيت كويس .. بس ميعرفش انك اتجننت اكتر ...
هتف شريف بشر وهو لا يري شئ أمامه :يبقي ابدأ بيكي انتي قبليهم .... هدفعك التمن غالي علي موت أمي ....
دخل والدها المكتب ليري منظر ابنته المروع وشريف يمسك بيده مسدسا....
اقترب منها بسرعة يحضتنها بقلق : ايه اللي حصل ...؟!
انتحبت بأحضانه وهي لا تشعر بيدها : بابا دراعي....!
فؤاد بغضب: عملت فيها ايه ...؟
عمّر شريف مسدسه قائلا: لا هي لسه دورها مجاش ..دي قرصة ودن بس ....
خرج بعدها تحت نظرات أبيه الهلعة ليعود للأخرى ليساعدها علي النهوض ليري ذراعها المكسورة ....
خرج شريف من الشركة وهو يتوعد لإياس ولها أيضا ..هي من خانته. .. من كذبت عليه ... تلك المرة سيقتلها .. لن يتركها حية طالما لن يحصل علي قلبها .... لكن أولا سيحصل علي جسدها وبعدها يلقيها جثة هامدة ...
ابتسم بشهوة عند تفكيره هكذا ...وعد نفسه بانه سيحصل عليها أيا كان السبب ....
_______________
في منطقة مهجورة ..
وقف أمجد مع رفاقه من الشرطة وهو يعيد علي مسامعهم الخطة التي ارتسموها سوياً...
هتف أمجد بعدها: توكلنا علي الله...!
تفرق الجمع بعدها كل واحد منهم أخذ بعض العساكر خلف ظهره فيما بقي القليل يقف في الخارج حتي يقضوا علي أي شخص يحاول التدخل ...
<><><><><><><><>
وصل إياس إلي المكان ولم يلحظ ضباط الشرطة فيه ....
بحث بعينيه عن المدخل فوجد مجموعة من رجال شريف يقفون أمامه .... اقترب منهم بخفة لص حتي لا يشعرهم بوجوده ... ولم يلحظ سلاح أحدهم الذي كان مصوباً نحوه إلا عندما سمع صوت طلقات نارية...
_________________
في منزل الشافعي ..
جلس مني علي أعصابها منذ سمعت من زوجها عن ذهاب أمجد ليحرر ابنتها من براثن ذاك الوغد ..قلبها يدق بهلع ..تشعر بالخوف والقلق عليها ..
هتفت بدعاء صادق نابع من قلب أم مكلوم علي ابنتها: يارب احفظهم ونجيهم يارب ...!
ومصطفى الذي لم يكف عن تلاوة القرآن ليهدئ أعصابه الذي لو تركها لتلفت ....
احتضنت بتول ابنها بخوف علي زوجها فكما أخبرها سابقاً بأن تلك المهمة من أصعب المهمات التي حضرها في عمله كله ..لأنها مرتبطة بحياة شخص برئ ..وما بالك إن كانت إبان أخت زوجته ....
وياسمين التي لم تتوقف دموعها عن الانهمار عندما علمت الخبر من يوسف وأكدت لها خالتها .. داعية الله. بأن تعود سالمة مسلّمة ......
__________________
وفي القصر ..
جلست فريدة علي الأريكة ولم تحرك ساكناً وقلبها يصرخ علي ابنها الذي عملت من أخيه بأنه ذهب ..
ذهب لإبان ليعيدها .. أي جنون هذا.. أي مجنون يقاتل الأسد في عرينه ..... بدلاً من أن يعيدها يأتي هو جثة هامدة...
صرخت عند هذا الحد ولم يحتمل قلبها كل هذا وحدها :ابني !!!
اقترب منها بيريهان وهي تقول: اهدي يا ماما ... هو أن شاء الله هيرجع كويس ..!،
هزت رأسها بعنف وهي تقول موجهة حديثها لزوجها: رجعلي ابني يا سيف .. ابني فين يا سيف !!؟
نظر يوسف نحو والده الذي يقف يعيدا يشعر به وبعجزه وهو لا يستطيع التصرف ... إياس المتهور فعلها دون إخبار أحد ...
رن هاتفه فرد بسرعة قائلا: ها يا سيادة اللواء عرفت حاجة ؟؟!
– اطمن يا سيف بيه هو كويس رجالتي لقيوه وهو معاهم دلوقتي ....
تنهد سيف براحة وهو يقول : متشكر جداً يافندم ..!!
_ تحت أمرك يا سيف بيه .. ومتخافش علي إياس هو تحت عنين رجالتي !!!
شكره مرة أخري وأغلق الاتصال بعدها ...
هتفت فريدة بتوسل : طمني عليه يا سيف ...ابني فين ؟؟!
ربت علي كتفها قائلا: متخافيش هو كويس ..!!
هتفت بعناد صارخة: طب هو فين ؟؟!
هتف سيف بغضب : راح لمراته يا فريدة !!!!،
شهقت بقوة ودمعت عيناها ودق قلبها بخوف !!!
اقتربت منها بيريهان وهي تمسك بها تجلسها وهي تقول : اطمني يا ماما .. إياس إن شاء الله يرجع بالسلامة...!
وضعت رأسها علي كتف ابنتها وهي تقول: يارب ...يارب ..
_______________
في المنطقة المهجورة ...
سمع إياس صوت طلقة نارية والتي لم تكن سوا من سلاح أمجد لرجل من رجال شريف ...
صرخ أمجد بغضب وهو يقول: أنت بتعمل إيه هنا ؟؟!
أشاح وجهه عنه وهو يقول بضيق : جاي أجيب مراتي !!
كز أمجد علي أسنانه وهو يقول : إياس مش وقت عند ..ارجع لبيتك ومراتك هترجعلك سالمة إن شاء الله....
سار إياس خطوات ولم يبالِ بكلام أمجد ..تبعه أمجد بخطوات سريعة وأمسك بمعصمه وهو يقول: طالما مش عايز تمشي ..يبقي تخليك معايا .. مهو أنا مش جاي انقذ واحدة وجوزها يموت ...!
تبعه إياس دون كلمة ليتجه أمجد بعدها لتنفيذ الخطة ..قبل ان يقطعها ذاك الأحمق بتهوره لولا أن لمحه من بعيد وذاك الرجل يصّوب نحوه سلاحه لا يعرف ما كان ليحدث ...وما كانت ردة الفعل ...
كانت المنطقة عبارة عن أشبه بفيلا ولكن الدور الأرضي يشبه مخزن لشئ وبما أنه لشريف إذاً هو مخزن للمخدرات.. أما الدور العلوي والذي تقطن فيه إبان ..كان عبارة عن شقة كبيرة ولن نهتم بالتفاصيل ...في الأسفل كان يحيط المكان سورا كبيراً ... وبه بوابتان واحدة أمامية وأخري خلفية .. وكانت الأمامية للتمويه حيث كانت الخلفية هي من يخرج منها البضاعة التي يروجها شريف ... فأمجد اختار الخلفية ليحضر هو إبان أما الباقون فتولّوا رجال شريف ...
وصل أمجد ورجاله ناحية البوابة الخلفية وخلفه كان يسير إياس متأففاً.... لم يكن يوماً يحب العمل تحت إمرة أحدهم والآن هو مضطر ليصل لحبيبته ...!
اختبأ أمجد خلف الحائط حينما لمح عدداً لا بأس منهم داخل البوابة ... أشار لرجاله بالاستعداد للهجوم ... هيئ نفسه للضرب ومن ثم هجم بغتة وقتلوا رجال شريف ومنهم من أصيب بطلق ناري وتم القبض عليهم ..
التفت أمجد لإياس الذي لم يكن موجوداً ... زفر بحنق واتجه يصعد خلفه ...
في الأعلي
جلست علي الأرض تبكي وتنتحب وهي تصم أذنيها من سماعها لطلقات النيران في الأسفل...
سمعت صوت فتح الباب فانتفضت مكانها ولكنها سمعت صوت شريف ينادي عليها بغضب ..
ركضت نحوه ولم تبالِ بألم ظهرها وهي تقول: شريف في إيه ... إيه اللي تحت ده ؟؟!
أمسك بيدها بعنف وهو يقول : لازم نمشي من هنا حالاً!!!
– مش هتلحق ياروح أمك!!!
التفت شريف بحدة لمصدر الصوت الذي تعرف عليه قلبها
هتفت غير مصدقة رؤيته: إياس !!!
نظر نحوها بابتسامة مطمئنة وهو يقول : أيوة إياس ..يا قلب إياس !!!
حاولت الإفلات من يده ولكنه كان يقبض عليها بقوة ...
هتف شريف بسخرية : إيه جاي تنول شرف الموت علي إيديا !!!
ضحك إياس وهو يبادله سخريته: لا.. المرادي دوري أنا ..
لم يفهم ما يرنو إليه إلا عندما انقض عليه إياس كالأسد الهائج يخلّص منه القديم والجديد ....
عادت إبان للخلف وهي تكتم شهقاتها بيدها وهي تراهما يتقاتلان...
انهمرت دموعها وهي تقول: حاسب يا إياس !!!
لكمه شريف بقوة سقط منها وحاول السيطرة عليه إلا أن إياس ركله في بطنه بقوة ... وسدد له اللكمات المتتالية ..
صرخت إبان في أمجد الذي كان يتابع المشهد من بعيد : أمجد اتصرف !!!
هتف أمجد ببرود وهو يقترب منها قائلا: والله انا لا مسئول عن ده ولا ده .. أنا مسئول عنك انتي وبس !!
نظرت نحوه بغضب وهي تقول: بقولك الحقه هيضربه!!
هتف أمجد بحنق : يضربه إيه .. يا شيخة صل علي النبي .. ده فحم الواد !!!
ألقت إليهما نظرة وجدت شريف ملقىّ علي الأرض وينزف بغزارة ... وإياس مازال يلكمه حتي تكسرت أسنانه كلها ...
ابتسمت بفخر وهي تقول: حبيبي بقا !!!
ضحك أمجد بقوة وهو يقول : طب يلا خلينا نمشي إحنا مش فاضيين !!!
هتفت بقلق : طب وإياس ؟؟!
ألقي إليه نظرة ثم عاد إليها وهو يقول: لا إياس لما يخلص أبقي يجي ورانا !!!
خرجت معه حيث الجميع بالأسفل ..كانت تنتظره علي أحر من الجمر .... قلبها ينبض بقوة لا تصدق بأنها معه عادت إليه ... عادت إبان لإياس ... عاد قلب إبان ينبض من جديد بقوة ... لمحته وهو يأتي وشريف مكبلا بالقيود وينزف دماً من كل أنحاء وجهه ...
التقت عيناهما بحديث طويل يعرف مجراه لقلبيهما مباشرة... قبل أن تقطعه وهي تركض ناحيته .. لتستقر بأحضانه عند قلبه الذي ينبض لها ولها فقط ..
وهو شدد من احتضانها .. بل اعتصرها داخله .. يريدها أن تدخل لقلبه يحميها بين ضلوعه .. يريدها أن تسمع لدقاته التي تنبض لها ...
لفت يديها حول عنقه تحيطه بكل قوتها .. وهي لا تصدق تخاف أن تصحو من حلمها الذي طالما حلمت به وهي مع ذاك الوحش والذئب ... الذي كان يدّعي الحب لكنها أبداً ما رضخت .. ودعمها كان هو بعد ربها .. رغم غيابه إلا أنها كانت تستمد منه قوتها من حبه الذي دائما ما كانت تراه في عينيه ...
تحبه ...
تلك أقل كلمة تصف بها شعورها ناحيته ..
تعشقه .. لا. لم تصفه بعد ..
بل أصبحت هي هو ..
كما يقولون ..
أصبحا روحاً يحملها اثنين ..
" ايش أكول
وأنت معايا ..
وإيش أكول
وأنت هوايا ..
وإيش أكول "
وعلي بعد أمتار
اجتمع أمجد بزملائه قائلا وهو ينظر نحو شريف الذي كان ينزف دماً من كل جنب : عاش يا رجالة !!!
شعر بها تستكين في أحضانه ولكنها كانت ساكنة ..أبعدها عنه ليري ما بها .. فوجدها لا تحرك ساكناً ..
قرّب يده من أنفها يستشعر أنفاسها بخوف وقلق وقلبها ينبض بالخوف وملامحه تبض ألماً..
نادي اسمها بجزع فالتفت إليه أمجد الذي ركض نحوه وهو يتساءل بخوف عما بها ..
هتف إياس بتوتر وقد أفقدته الصدمة التفكير: مش عارف ...فجأة لقيتها مبتتحركش ..
صرخ به بغضب : اعمل حاجة ..
أفاق أمجد من صدمته ليطلب منه وضعها بالسيارة وسيأخذونها للمشفى ..
ركب أمجد خلف المقود وجانبه صديقه هاشم الذي التفت لإياس قائلا: حمدلله علي سلامتها .. وهي هتكون كويسة إن شاء الله...! !
هتف إياس ممتناً: متشكر جداً يافندم مش عارف أقول إيه !!
ابتسم هاشم قائلا: لا متقولش .... ده واجنبا ياراجل !!
هتف أمجد يطمئنه : متخافش هي كويسة ... تلاقيها بس مستحملتش الضغط اللي عليها..
هز رأسه بلا معني ولم يقتنع بأي كلمة قالاها حتي يطمئن عليها ... حينها فقط سيطمئن قلبه الذي زرعت فيه حبها وقد نبت حبها وأثمر بكل الزهور ..
عشقها لا مثيل له ..لم يصدق يوماً بأنه من الممكن أن تدخل امرأة قلبه ..
ولكن أن تدخله امرأة وتقلب كيانه كله هذا ما لم يتوقع ..حتي في أحلامه....
ربما لأنه كان مازال في مرحلة البحث والتنقيب عنها ..وربما سنوات عجاف قلبه انتهب لتأتي سنوات مثمرة بربيع حبها وعشقها ....
وقلبه الذي رفض كل النساء وهي وحدها التي تربعت علي عرشه. هي وحدها من وضعت صك ملكيتها له وكم هو رحب باحتكارها ذاك ...
<><><><><><><><>
وفي المشفي ..
وقف إياس خارج غرفتها التي وضعوها بها حالما وصلوا إليها ..وقلبه لم يتوقف عن النبض خوفاً ورعبا علي ساكنه ..ليس بعد كل هذا التعب سيسمح لها بالابتعاد عن حضنه مرة أخرى ....
رن هاتفه برقم والده فرد سريعا: نعم يا بابا ؟؟!
هتف سيف بغضب وهو ينظر ناحية زوجته المنهارة أمامه: دلوقتي حالا تيجي ع البيت!!
هتف إياس بحيرة : مينفعش يابا ...
قاطعه سيف بغضب : دلوقتي حالا يا إياس !!
أغلق الهاتف في وجهه .. زفر بحنق واقترب من أمجد وهو يقول: أمجد. ..أنا مضطر أرجع البيت .. خلي بالك منها !!
ربت علي كتفه وهو يقول : متخافش .. مامتها وبتول جايين في الطريق ...
أومأ له ممتناً وذهب للمنزل ليري سبب غضب أبيه !!!

رغم التحديات (قلبي لك ج3) للكاتبه أميرة صلاحWhere stories live. Discover now