روح عارية

10.1K 213 11
                                    

أنا ما زلتُ أُطَمْئِن نفسي، دادي بخيرٍ بالطبعِ ، هذا الفطورُ الثاني الذي لم يتناولهُ معي.

لا أستطيعُ إخفاءَ قلقي البتّة، لقد أنهيتُ على أظافري، قضمتُها بوحشِية.

الساعةُ الآن الخامسة مساءً، دخلتُ لأستَحِم محاولة طرد الأفكار السلبية من رأسي، جهزت الحوضَ، ملأته بالرغوة، ورائحة اللافندر، خلعتُ ثيابي بعبث ورميتها على الأرض، دخلتُ الحوض الساخِن جدا، لطالما أحببتُ الماءَ السّاخن أثناء الاستحمام، حتى الحارِقة قليلا، تُشعِرني بشعورٍ رائع.

أملتُ رأسي على حافة الحوض، أغمضتُ عيني، وبدأتُ أردد ترانيم ونغمات مجهولة المصدر.

_" أين أنت دادي؟.. ، أريدك، أريد المزيد منكَ، لكنّ المزيد منكَ سيضعني في الجحيم، أنا غارِقة بكَ حد الثمل أسمعتَ!.."

كنت أصرخ وأنادي عليه، بينما أحرك قدمي في الماء بسرعة، هدأت بعدها.

لم أشعر سوى بشخص يلمِس كتفي بيدين باردتين، ويضغط على كتفي بقليل من العنف، ومن شدة خوفي، سقطتُ كلي في الماء، حتى أنني استنشقتُ بعضه.

أخرجني دادي من الماء، وأنا أسعل، وأرتجِف، وأحاطني بمنشفة ثقيلة.

وضعني على السرير، تبدلت مشاعِر الخوفِ بالخجلِ قليلا.

كان دادي يُخرِج لي ثيابا، حين حاولتُ فتحَ موضوع.

_" دادي، لقد أخفتني، كدتُ أختنق من وطأةِ الخوف

رفع حاجِبا باستِغراب، وتقدم لي، حملني من السّرير، وأزال عني المنشفة، عارية تماما أمامه الآن، كم أشعر بالخجل.

مشى بيديه الإثنيتين من أعلى رقبتي حتى بداية فخديّ، نظر إليّ نظرة عميقة صلبة، لمساته ونظرته، جعلت صدري يهبِط ويعلو بشدة.

_" أتيت منذ بضعِ دقائق، ولم أركِ، وعندما سمعتُ صراخَك صعدتُ كي أرى ما بك، فمتى أخفتكِ؟.. "
_" ل-قد  شعرت ب - شخصيضغ-ط على كتفي م-ن  ا-لخلف، لذاسقطت "

كنت خجلة جدا، لذا تحدثتُ بتوترٍ شديد، بدأ بتنشيف شعري ب منشفة أخرى، وكنتُ ما أزال عارية.

بدأتُ أصكّ أسناني من البرد، جلب لي دادي سروالا داكنا من الدانتيل، وأفرج بين ساقي ،رفع إخمض قدمي كي أرتديه.

جعلني أستقيم في وقفتي، بعد أن ألبسني سروالي الداخلي، وأحضر لي حمّالة صدر من ذاتِ اللون، منقوش عليها من الجانب أرنب ظريف ، وشريطة وردية اللون ، وهو يلبسني إياها.

_" تتخيلين صغيرتي، تتخيلين "

أومأتُ بالإيجاب، ألبسني تنورة وردية فوق الركبة بإنشات، وسترة خفيفة. 

_" دادي، هل أستطيع سؤالك؟.. "

اكتفى بالصمت.

_" سأعتبرُ هذا نعم، أينَ كنتَ اليومين الماضيين ؟.."

شعرتُ بأنه رمقني بنظرة ضيق.

_" آسفة دادي، لا أقصد التدخل فيما لا يعنيني، لكنني كنتُ قلقلة عليكَ "
_" تعالي نتناول العشاء، بعدها سأجيبكُ على أي سؤالٍ تسألينه .. تقريبا "

ابتسمتُ بتوسع، وقهقهتُ بسعادة، ثم جررته من يده لننزل إلى العشاء.

_" اووه يا أميرة، قلقتُ عليكِ يا بنيتي، الحمد للرب أنكِ بخير "
_" أنا بخير مارثا، لطالما دادي، بجانبي "

شددتُ على كفّ دادي، ونظرتُ له بحب كبير، جلسنا إلى الطاولة، وكنت أحاول الأكل بسرعة كي أستجوبه.

إبنة الملاك (متوقّفة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن