لكم كان الموت نهاية بشعة في خاطري،
ولكن ولأنك أعمق وأوسع من أن تحتويك نهاية واحدة، أخال عبورك عمري نبوءة تدوم ابدا.
ما كان الموت ليسحق أمثالك، يذوب جسدك فتنصهرين بروحي، تتوحدين بنبضي، ويغدو دمي غنيا بأنفاسك.
حتى في غيابك الذي يدوم عمرا مازلت أراك، في الحروف التي لم تأخذ حقها كاملا من الحبر، في الأوراق الباهتة والكتب العظيمة المنسية فوق رفوف المكتبات العتيقة..
في الأفلام التي لم تعد تعجب أحدا، وفي التاريخ المكتوب بالحبر الأبيض وفي شواذ الأمور..
في الغيوم التي تمر ساكنة مضيئة ولا تُرى..
في آخر خيوط الشمس وفي هجرة العصافير..
في رسائل كافكا لميلينا وفي الطرقات التي لا تشبه أحدا...
وفي أخطاء الكتابة وأكاذيب الإعلام وفي الأمنيات التي سنخلقها معا وإن كنت قد صرت روحا من أثير.
يا قلبا لا يذهب حين يذهب، يا أملا يزداد وضوحا حين ينطفئ، يا ضعفا أصلب من أن تقسمه كل القوى..
تموتين فأحييك.. تذوبين فأصنعك.. تندثرين وأخلقك..
أبقى وتبقين جناحا لا يُرى.. لكنه يحملني بعيدا.. بعيدا حيث يصير المجاز أشد الحقائق وقعا، وحيث يصير الخيال حياة.
