الفصل السابع

28.3K 737 4
                                    


و مرت الليلة و صعد كل منهم لغرفته
الكل سعيد ما عدا (دريه )التي كان قلبها يغلي من الحقد و الكره و تشتعل النيران بها لبعد دياب عن سريرها و هي تحدث نفسها
"والله لاحرج جلبك يا دياب علي عيالك و مرتك ،و اخليك تجيلي راكع و انت مسلم ان ما لكش غير حضني و ان ما حدش عيحبك جدي"

في صبيحه اليوم التالي بعد تناول الإفطار و اعلان اذن الانصراف من الجد فاستعد جسار للانصراف لمباشره الارض
فنادت عليه دلال" جسار عاوزاك في كلمه لو سمحت"
فقال "خير يا دلال "
فقالت "انا كنت عاوزه أنزل مصر عشان اشوف مواعيد الامتحانات و اجيب الكتب اللي ناقصاني ،و بابا قالي اكلمك و اقولك عشان الامتحان بعد شهرين فيا دوبك الحق اذاكر"
قال لها "واه أنت في الكليه اياك"
فاجابته " ايوه " فسألها " كليه ايه " اجابته " تجاره"
فقال لها مبتسما "حاضر من عنيا هاكلم الجد و آخد الاذن و نندلوا نخلصوا اللي وراكي"
كلف دياب رجاله بنقل اوراق( سامي و لطفي) لمدرسه النجع و لكن (لطفي) صارح والده بعدم رغبته في اكمال تعليمه
فغضب دياب قائلا له" يا ولدي مش معني ان عندينا أراضي و أملاك إنك ما تكملش علامك مش مهم الدرجات بس تاخد شهادتك و تكمل علامك كيه ولاد عمامك "
فرد لطفي " حاضر يا بوي"
ضحك دياب " كده صوح اتحددتوا صعيدي ، سيبكم من لغوه المصاروه المتجلعه دي، آني ما عرفتش اتحددت كيه المصاروه واصل ، و من بكره هتروحوا المدرسه و مش معني انكم ولاد العزايزه انكم تتكبروا علي زملاتكم لاه انا عاوز الكل يحبكم و ما يجبش سيرتكم غير بالطيب"
فردا بالايجاب" حاضر يا بوي"
و قال سامي "بس احنا لينا طلب يا بوي"
رد دياب " اللي تعوزوه يحضر في التو و اللحظه عاوزين ايه "
فقالا "عاوزين نتعلم نركب خيل"
ضحك دياب "ايوه هم دول ولادي من عنيا حمدان السايس هيعلمكم و يخليكم كيه الفوارس و تعالوا معايا "
اصطحبهم للإسطبل و طلب منهم اختيار الحصان الذي يعجبهم اختار (سامي )حصانا أبيض
بينما اختار (لطفي )حصانا أسود
ابتسم دياب قائلا " كان جلبي حاسس باللي عتختاروه، حصانك الابيض ده يا سامي اسمه ( الزين) و هو زين و هادي زيك تمام، و انت يا لطفي حصانك الاسود اسمه (الصياح )و هو صعيب ومش أي حد يقدر يركبه و لا حتي يجرب منيه شوف اكده هيرضي بيك و الا لاه"
اقترب (لطفي) من (الصياح )و هو واثق من نفسه و وضع بضعه قطع من السكر النبات في يده
فضحك دياب و قال "عتفكر تضحك عليه هو ما بيهموش الكلام ده لو ما حبكش مش هيخليك تجرب له "
فنظر لطفي في عين الصياح و اقترب منه قائلا "ايه يا صياح أنت مش هتحبني زي ما حبيتك "
و ملس علي شعره و أخذ يربت علي عنقه و احتضنه و كان الصياح هادئا فمد لطفي يده له بالسكر فالتقمه من يده و صهل صهيلا هادئا كانه يوافق لطفي في محبته له ثم قرب الصياح رأسه من لطفي فعانقه لطفي قائلا" و انا كمان حبيتك من أول نظره"
ضحك دياب و هو يقول "الله أكبر و الله عمره ما عملها جبل سابج مبروك عليكم يا ولاد"
جري الولدان علي أمها ليفرحاها بتملكهم للاحصنه .
اما (دريه) فقد نادت علي الخادمه (مليحه )و طالبتها بارسال من يحضر لها الدلاله (بخاطرهم )
جاءت بخاطرهم
" قلبي عندك يا ست الستات ، دي زي ما يكون حد عاملك عمل يبعد عنك البيه دياب ، يا لهوتي بعد كل اللي عملناه ده عشان يبقي في حضنك و ما يفارقش سريرك يطلع متجوز و الأنكي مخلف كمان منها لا و إيه مخلف جوز صبيان "
فردت دريه " سيبك من الكلام اللي لا يودي و لا يجيب ده خليني في المفيد آني مش ناجصه تولعيني آني جواتي نار تحرج النجع كلاته بحريمه و رجالته ، اسمعيني زين ،
عاوزه سم يا بخاطرهم ما يبجاش ليه أتر و لا حد يشك أبدا أن الموته مش موتت ربنا"
ردت بخاطرهم "حاضر يا ستنا، بس يعني كله بتمنه انتي عارفه اني هاسافر مخصوص لناس في البندر حبايبي يجهزوا طلبك ده "
فردت دريه " اللي تعوزيه هتاخديه بس في ظرف سبوع يكون عندي "
أومأت بخاطرهم " حاضر يا ستنا انتي تؤمري بس خليهم اسبوعين، ده طلب مخصوص مش سم عادي كده و خلاص و هاخد عشر تلاف جنيه خمسه دلوقيت و خمسه لما اجيبه"
و اعطتها دريه النقود و انصرفت بخاطرهم.
كلم (جسار) الجد في مسألة سفر (دلال) لمصر صمت الجد قليلا ثم قال
"تسافر معها هي و امهما و بنات عمك التنتين و امهم عشان يشتروا شوارهم من مصر مره واحده "
أبلغ جسار دلال و الفتيات بامر الجد
سافر الجميع في السياره ذات الدفع الرباعي يقودها (جسار) فهو يحب قيادة السياره بنفسه كان طوال الطريق يمازح بنات عمه و امهم و زوجه عمه نوال أما حديثه مع دلال كان قليلا لكنه طوال الطريق كان يشغل سي دي السيارة بأغاني الغرام لأم كلثوم و نجاه
نزلوا في الفندق الذي اعتاد جسار النزول فيه فسالهم جسار " رايدين جناح كلاتكم مع بعض و الا كل واحده مع بناتها"
نوال اجابته " لو كلنا مع بعض يبقي احسن الا اذا كانت الحاجه صفيه عندها مانع"
فاجابت صفيه "مانع ايه احنا نتشرفوا بالجعده معاكي يا حاجه نوال "
فبادرتها نوال "حاجه من بقك لباب السما "
صفيه قالت" خلاص يبجي تطلعي معانا الحج السنادي"
ظهرالسرور علي وجه نوال " بجد و النبي "
فردت صفيه و" دي فيها هزار ،احنا بنطلعوا نحجوا كل سنه، عيلتين يطلعوا مع الحاج فارس و الحاجه دلال "
فحجز لهم جسار جناحا كبيرا و حجز لنفسه غرفه مجاوره لهم و اتفق مع دلال لاصطحابها غدا للكليه.
أمضي جسار ليلته يفكر في دلال و جمالها و يحدث نفسه
" الدنيا ضحكت لك يا جسار و نصيبك زين بنته كيه الجمر و بميت راجل أنت شكلك عشجتها يا جسار مش أكده ، حاسس إنها بتشدني ،كيه ما اعرفش ، الود ودي ألزج فيها ما أفارجهاش ، يا بوووي عليك يا جسار أنت اللي كيه الجبل تهزك بنته ، بس يا واد دي مش أي بنته ، دي مرتي "
و هاتفها
"مساء الفل علي القمر"
"ايه ده قمر ، ما انت بتعرف تتكلم مصاروي علي رأي جدو أهو "
ضحك قائلا " أنا ما حدش يتوقعني ، أنا باعمل كل اللي حاجه "
"امممممم ، شكلك مش سهل يا زوجي العزيز "
" بتعملي ايه "
"هاعمل ايه قاعده علي السرير باكلمك ، و ماما و بنات عمك الحلوين و طنط صفيه كلهم راميين ودانهم معايا " و أخذت تضحك
" يا بوووووي ايه الضحكه اللي تدوب الحجر دي ، إياكي تضحكي أكده جدام حد ، معايا آني بس "
" حاضر ، نام بقي ورانا مشاوير بكره "
" هنام ، و هاحلم كمان بيكي يا قمر الليالي "
" اتلم بقي " و ضحكت " تصبح علي خير "
"تصبح علي خير ،حاف أكده "
"أمال عاوز ايه، ها عاوز اييييه "
ضحك " عاوز سلامتك ، يا حبيبتي "
"انت قلت ايه "
" قلت حبيبتي ، و مرتي كمان ، مش هتقوليلي انت كمان حبيبي "
ضحكت ضحكه مكسوفه " تصبح علي خير يا جسار "
و أنهيا المكالمه و كان وجه دلال محمرا فالتفت حولها ورده و زهره يتساءلان عن المكالمه قالت زهره " هاه ، جالك ايه ود عمنا خلاكي كيه الفراوله أكده "
"بس يا بنات بقي ما تكسفونيش "
فقالت ورده " ما تكسفونيش هي وصلت لمتكسفونيش ، واه كن جسار عيعرف يحب و يجول كلام زين ، معجول ده كيه الجبل "
فقالت زهره " جبل ايه بجي ، حد يتجوز بت عمك الجمر دي و يبجي جبل ، شكلها دوبت ألواح الثلج "
و انفجروا في الضحك و أخذن يتسامرن حتي غفون.
استيقظ (جسار) و هاتف (دلال )لتقابله في بهو الفندق
نزلت دلال تبحث يمنه و يسره عن جسار ففجاءها من يضع يده علي كتفها متساءلا بصوت غاضب " انتي راحه الكليه أكده "
فاستدارت لتجد نفسها أمام شاب يرتدي الملابس الكاجوال فهي لم تره سوي بالجلباب و العباءه أما اليوم فهو يرتدي بنطالا أسودا من الجينز و قميصا أسودا و زاده الاسود وسامة فوق وسامته وقفت دلال تناظره شارده في وسامته و طلته المهيبه حتي أفاقت علي هزه لها "دلال باجولك راحه الكليه اكده "
دلال "اكده ازاي ما انا لابسه حلو اهو "
قال متضايقا " لا البلوزه دي ضيجه و جصيره يا تلبسي حاجه طويله يا اماتن تلبسي عبايه ، و شعرك ده لميه"
قالت مستنكره "عبايه في الكليه لا، هالبس حاجه اطول عشر دقايق و اكون قدامك ،(ثم اقتربت منه )اياك تبص يمين و الا شمال بحلاوتك دي "
فضحك جسار و جرت هي من امامه قبل ان يرد عليها
نزلت بعد قليل مرتديه جيب بنطلون أسود بورود صغيره خضراء متناثره هنا و هناك و عليه بلوزه سوداء تصل لكمر البنطال و عليها بلورو أخضر مربوط من الامام و رفعت شعرها في ذيل حصان
و نزلت له "ها تمام كده واسع اهو و لميت شعري"
نظر لها نظره مطوله يتأملها و هي تشع امامه كالقمر " تمام اكده يا الله نفطروا "
و رفع لها ذراعه ثم أثناها لتتعلق ذراعها في ذراعه و هي في قمة سعادتها
تناولا الافطار ثم توجها للكلية و صورت الجدول بالموبايل و تركها قليلا ليحضر لها أحد الكتب التي تباع في الكلية
كانت تقف وحدها فأتي شاب متغزلا في جمالها
"الله الله ده كليتنا بقت بتطلع حلويات أهو ،القمر في سنه أولي و إلا في سنه كام"
لم ترد عليه دلال فاقترب قليلا " القمر بيتقل علينا ليه " وحاول امساك يدها
كان جسار قادما راي الشاب يقترب منها فسارع خطاه ليضربه لكنه توقف مكانه
عندما سمع دلال تقول له بأعلي صوت
"القمر ده عند أمك يا ظريف "و ضربته بحقيبتها علي وجهه
"و ايدك دي تتقطع قبل ما تقرب لي" و عاجلته بضربه ثانيه الشاب سقط ارضا من مفاجئته بالضربه لم يتصور ان وديعه مثلها قد تضربه بهذه القوه
حاول استجماع قوته ليقوم و يضربها فوجد قدم جسار علي صدره قائلا " اللي يفكر يمد يده علي بنات الناس مكانه الارض ،و ان كنت مستغني عن نفسك فكر تجوم "
التفت الطلاب حولهم و قال أحدهم "ايه يا استاذ عامل فيه كده ليه "
قال جسار "حاول يمسك يد مرتي و اتحرش بيها "
فقال الطالب "لا بقي ده عاوز يتربي ،انت يا واد انت مش قولنالك بطل عمايلك دي "و انهالوا بالضرب عليه
و تركهم جسار و دلال و انصرفوا للسيارة قال جسار" انتي بت بميت راجل يا دلال انا مبسوط باللي عملتيه بس ما كتيش خايفه ليضربك "
فقالت بسرعه "يضرب مين يا حبيبي ده انا كنت نسلت عليه جذمتي "
قال مبتسما "جولتي ايه"
فقالت مؤكده "نسلت عليه جذمتي، ايه كان يستاهل اقل من كده"
فقال غامزا " قبل نسلت عليه جولتي ايه"
ففطنت لمناداته بحبيبي و احمر وجهها فضحك جسار و قاد العربه متوجهها للفندق و امضي اليوم برفقتهم يتبضعون ما يحتاجونه أمضوا اسبوع حتي أنهوا شراء ملابس الفرح و مستلزمات العرائس
اصطحب جسار نوال للتنزه وحدهما أكثر من مره علي النيل و يريها كل الاماكن التي لم تذهب لها
و هي متشبثه بذراعه و في قمه سعادتها
في احدي النزهات بعد أن عادا بينما هما في المصعد وحدهما اقترب منها جسار و فاجئها بقبله علي حين غره و قبلها فانتفضت و صفعته بدون أن تشعر ثم أغمضت عينيها و رفعت كفيها و هي تقبضهما قائله " و ربنا آسفه مش قصدي ، أنت فاجئتني و أنا....." فأسكتها بقبله و أغمي عليها بين يديه
" فوجي فوجي " و أخذ يربت علي خدها أفاقت
"كل ده عشان بوسه يا بووووووي ، امتي الايام تعدي و ينجفل عليا باب معاكي "
استعادت رباطه جأشها " بالله عليك ما تعملها تاني "
فقطب حاجبيه " للدرجه دي بوستي عفشه "
فقالت و راسها في الارض " يا ريتها عفشه " و انفتح باب المصعد فجرت للجناح و هو يبتسم
" يعني عجبتك ، طب نعملوا اعاده طيب "
فدخلت الجناج و أغلقته و هي تخرج لسانها له
هاتفها " بتطلعيلي لسانك يا دودو ماشي ، لسانك ده آني هاقصه ، بس بطريقتي "
"اتلم بقي ، أنا متراقبه في الاوضه و لا مراقبه الاف بي آي"
فضحك و أنهيا المكالمة في الايام التالية
كانا يمضيان الليل علي التليفون يتحدثان و يتناجيان الهوي حتي تصرخ نوال
" كفايه حب ،ورانا مشاوير "
الي أن مر الاسبوع
#قصص_نشوه_حكاوي_العشاق

حكاوى عشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن