الفصل الحادي والعشرون

11.8K 209 1
                                    


كانت تجلس على الأريكة الضيقة بعدم ارتياح وهي تراقب الرجل الذي من المفروض ان يكون والدها لكنها تشعر أنه ليس والدها على الأطلاق بل هو رجل غريب ومؤذي في الوقت نفسه يجلس في بيتها ..

كان يرتشف من فنجان القهوة الذي صنعته هي بصمت تام وهي تجلس قبالته تفرك يديها المتعرقتين باضطراب في حظنها ..وضع الفنجان من يده على الطاولة فدقت نواقيس الخطر في عقلها الذي بات يعمل بسرعة غير اعتاديه ..مالذي سوف يحصل ؟ هل سوف يأخذني جرا نحو البيت ..؟ هل سوف يقتلني

رمى اليها ابتسامة غريبة لم تألفها من قبل ابدا ..ابتسامة توحي لمن يراها انها ابتسامة حب وحنان ولكنها كانت تخفي انياب الذئب الماكرة التي لن تتوانى عن التكشير في سبيل نهش لحم الأخرين دون ما رأفة او شفقة ..حتى لو كانت ابنته الوحيدة

عندما فتحت الباب هذا الصباح اخر ما خطر على بالها ان يكون والدها على الباب ..همت بالفرار والركض بعيدا لكنه امسك بها من كتفها

سجى ابنتي الوحيدة حبيبتي لماذا تهربين مني ؟ جئت لأبارك لك زواجك ..الا من المخجل والعار ان تتزوج ابنتي ولا تدعوني الى زواجها ..وتتزوج من المهندس غيث ولا تخبرني ،؟

مازالت كلماته الساخرة ترن في أذنها ولكنها آثرت السكوت حتى الآن حتى لا تفضح خوفها وارتباكها وهلعها من وجوده في البيت ..كانت تتخيله في كل لحظة يخرج المسدس من جيبه ويرميها برصاصة لينهي بها حياتها ..

وضع الفنجان على الطاولة مرة اخرى ومد يده نحوها فما كان منها الى ان قفزت بسرعة مبتعدة عنه وهي تصرخ

لكن الذي أخرجه لم يكن مسدسا ولا اي سلاح لقد كانت علبة سوداء صغيرة !

تعلقت نضراتها بالعلبة السوداء وبدأت الدموع تجري على خدها لان أعصابها كانت على حافة الانهيار

-بحق السماء قل ما جئت من اجله بسرعة !!

****

-هل انت متأكدة انك بخير ؟

تسائلت ريم وهي ترمق وجه ناز الشاحب بقلق

طوال رحلة العودة من الطبيبة وهي ترتجف وتهذي بكلمات غير مفهومة وهي تجلس في الباص بعد رحلة جري طويلة

كانت تمسك بمحمد الصغير وتعدوا خلف ناز بسرعة التي كانت تمسك بطنها وتعدوا ..اما محمد الذي تطاير شعره الى الخلف كان يضحك ضحكا شديدا ويصرخ بصوت طفولي

-اهربوا ..اهربوا

-انا بخير يا ريم تستطعين الذهاب الان ...سوف اكون بخير

بدا القلق يزداد عند ريم الفضولية فسألتها بريبة

-ألن تخبريني من هي تلك المرأة يا ناز ؟

-لاااا

لم تعي ناز لحجم الصرخة او مدى علوها ..صرخت بوجه ريم بكل قوة مما أدى الى جرح مشاعرها

اهرب منك الليكWhere stories live. Discover now