الفصل السابع

16.8K 256 3
                                    

أحتاج إليك وأهرب منك وأرحل بعدك من نفسي

في بحر يديك أفتش عنك فتحرق أمواجك شمسي

وجهك فاجئني كالأمطار ...في الصيف وهب كما الإعصار

فالحب قرار ..والبعد فرار ..وأنا لا أملك أن أختار ..أن أختار

انبعثت الموسيقى من المذياع في السيارة الفاخرة التي كانت تمشي بسرعة لتشق الطرقات الصحرائية الخالية من أي مظاهر للحياة مخلفةً ورائها زوبعة من التراب المتطاير ..طريق قاحل ...أحست أن الأغنية الثائرة هذه تنطبق عليها تماماً وعلى قصتها مع هذا الجلمود الجالس بجانبها اضطربت أنفساها وهي تحدق بالمذياع ...حررني رفقاً انصرني ساعدني كي أهجر طيفي ..حررني يا ضرغام ..أحتاجك وبنفس الوقت أهرب منك ..قلبك القاسي المغلف بسم الانتقام يجذبني كما يجذب اللهب الناري الفراشة لكي تلقى حتفها ..لا أعلم لماذا بدأت مشاعري تتغير من ناحيتك ..قل له أيها المذياع ..قل له أن الحب كظلي يتبعني ويعدو بجنون من خلفي !! وأنا إعصارك يعصف بي .. ها أنا يا ضرغام أهرب منك وبنفس الوقت تجذبني إليك ..تهرب منه ولكن في نفس الوقت تحس بأنها تحتاج إليه ..هناك تغير في مشاعري لا يعجبني البته ! لكني لا أملك أن أختار ..أن أختار

شكت للمذياع ضياعها وتخبطها علها تشعر بارتياح بعد هذا ..الارتياح من تخبط مشاعرها ..قلبي لم يعد ملكاً لي ..وضعت يدها على قلبها مؤكدة لنفسها ما قالته لتشعر بضربات قلبها المتسارعة ..تنبه ضرغام لحركتها الغريبة فأنزلت يدها بسرعة لتستقر في حضنها ....

استقيظت هذا الصباح وارتدت ملابسها على عجل لأنها كانت تخطط للخروج هذا اليوم والقيام بشيء مهم .. نزلت إلى صالة الطعام لتجده يقرأ الجريدة ..أخبرها دون أن يزيح الجريدة باقتضاب

_جهزي نفسك ..سوف نذهب إلى المدينة السياحة خذي ما يلزمك

خابت آمالها وتبددت مخطاطتها واعتراها خوف من هذه الرحلة ..سوف تكون تحت ضغوط كبيرة بسبب وجود العائلة هناك !! رشفت رشفات قليلة من كوب الشاي ..شاي مع النعناع ..نكهتها المفضلة ..أكملت تناول فطورها بسرعة لتنهض بعدها بصمت متوجهة إلى الغرفة من جديد ..تأملها وهي تمشي دون أن تلاحظ ..هذه المرأه تجعل حتى الملابس العادية مثيرة بهذا الجسد المثير ..لم يعلم إلى أين يمكن أن يصل صبره معها !!

دخلت إلى الغرفه ووجدت حقيبة موضوعة على السررير بجانبها حقيبة أخرى بدت أنها حقيبة ضرغام الذي انتهى من حزم أغراضه..أحضر هذه الحقيبة لها لتقوم بوضع أغراضها فيها ..ماهذا اللطف الزائد سيد ضرغام بعد هجوم البارحة ..قالت الجملة بصوت عالي محدثة نفسها وهي تضحك

فتحت الخزانة الخاصة بثيابها ..أخرجت بعض الأثواب الصيفية وجميع ما تحتاجه من أغراض لقضاء بعض الأيام هناك من الذي قام بشراء هذه الملابس لي !! هل قام باختيارها بنفسه ...أم أنه كلف واحدة من معارفه للقيام بهذه المهمة ..ربما تكون إحدى صديقاته !! أحست بالغيرة من هذه الفكرة ..عنفت نفسها على غيرتها المبررة ...لكم اشتاقت فعلاً لتلك المدينة ...مسقط رأسها والمدينة التي نشأت فيها وترعرعت فيها ..ارتدت جينز وتيشرت أبيض وحملت كلتا الحقيبيتين نزولاً من الدرج

اهرب منك الليكΌπου ζουν οι ιστορίες. Ανακάλυψε τώρα