الفصل الخامس

3.5K 72 0
                                    

أحبك يا مَطري .. !
فأنت تذكرني بدموعي الغزيرة المنهمرة على خدي .. !
~ وعندما ينقطع سريانك ~ 
يزداد إيماني بأن الدموع لا تستمر ، 
وستشرق الشمس من جديد..
وستُولد قطرات من الأمل ، 
بعد موت قَطرات الألم ..
فقط ثقة ويقين بفرج من الله .. 

خرج عمي من البيت و أنا منهارة جدا .. 
أخذ أبي مفاتيح السيارة و خرج مسرعا .. 
لم أعد أشعر بشيء سوي دموعي المنهمرة علي خدي بغزارة .. 
مضت 10 دقائق دخل ابي البيت و معه أمي التي كانت في المدرسة .. 
أتت أمي مسرعة .. انصدمت من حالتي المزرية .. 

أمي : ما الذي حصل ؟؟ لماذا تبكين ؟؟ هل طردت من المدرسة ؟؟ 

يارا : لم أنطق بحرف من فرط البكاء .. 

أمي : يارا أجيبي ما الذي حصل ؟؟ 

يارا : لماذا الناس تظلمني ؟؟ لماذا ؟؟ 

أمي : قولي لي ما القصة ؟؟ 

يارا : أنا لا أحب عمي لا أحبه .. عمي مثل الناس لا أريد رؤيته بعد الآن .. 

جلست أمي بجانبي تهدأ من روعي .. 
أحسست بالراحة و استعدت نشاطي .. 
قصصت لأمي كل شيء و هي وقفت بجانبي 
و ساعدتني كثيرا في محنتي .. 
لا يوجد قلب أحن و أطيب من قلب الأم .. 

أبي و أمي لم يقفا ضدي و ظلا بجانبي للنهاية .. 
أما عمي مزال يظنني فتاةً طائشة و وقحة .. 
و أني غير مسئولة علي أفعالي .. 
كم أكره نظراته المشككة في قيمتي و مبادئي ..

في نفس اليوم في المدرسة ... 
انقلبت المدرسة رأسا علي عقب .. 
ظنوا أني طردت لأن الإشاعات التي قيلت عني صحيحة .. 
الفتيات فرحن كثيرا بذلك ..

هل فقد الانسان كل المشاعر ...!!
هل صدئت القلوب ..!!
فلم تعد تشعر أو تتألم ..!!
قلوب بريئة لم تجد سوى .. الغدر ..!!
لم تجد سوى سيوف الزمن تنساب على الرقاب ..
لم يزرع في دروبهم غير الاشواك القاتلة ..!!
يتلذذون بمعاناتك .. ويتهنون بزرع الألم في قلبك .. 

أما نور فكانت قلقة جدا علي فذهبت إلي نائب المدير .. 

نور : عفوا أستاذ أريد أن أكلمك . 

نائب المدير : نعم نور تفضلي . 

نور : أستاذ ما الذي حدث مع يارا ؟؟ أرجوك طمني . 

نائب المدير : لا تقلقي ليس هناك شيء .. الأمر خاص و أنا لا أعرف ما هو . 

نور : حسنا .. شكرا أستاذ . 

ذهبت نور تمشي و إذ بصوت شاب يناديها .. 

أحمد : نور نور لحظة . 

التفتت نور و إذ بأحمد أمامها .. 
( أحمد ) الشاب الذي يحبني . 

نور : نعم تفضل ماذا تريد ؟ 

أحمد : أريد أن أسألك عن يارا .. أين هي ؟؟ لماذا ليست معك ؟؟ 

نور : يارا ذهبت للبيت لديها ظروف خاصة . 

أحمد : قولي لي الحقيقة لأن صديقي رآها تبكي . 

نور : لا أعرف صدقني .. أنا قلقة جدا . 

في اليوم التالي لم أرد الذهاب للمدرسة 
و لكن أمي أصرت علي أن أذهب 
لكي لا يظنوا أني ضعيفة و خائفة منهم .. 
وصلت إلي المدرسة ظلوا يحدقون بي 
و يسئلون لماذا بالأمس غادرت فجأة .. 
تجاهلتهم كالعادة .. 

أتت نور مسرعة و حضنتني طمأنتها بأني بخير .. 
لم أخبرها بماذا قال عمي .. 
لا أريد أن تأخذ عليه فكرة سيئة .. 
كرهت المدرسة وقتها و لكن حياتي في الثانوية 
أقل مأساة من حياتي في الجامعة بكثير ... 

ظلت الأيام تمشي و الفتيات لم يتغيرن .. 
تعودت علي ملاحقتهن لي و بات أمرا عاديا تعودت عليه .. 
و في يوم من الأيام كنت مع نور أحكي لها عن مغامراتي الشيقة 
التي لا تخلو من الضحك و المزاح ..
و فجأة جاءت فتاة وقفت أمامي نظرت لي و قالت .. 

ريما : عفوا .. هل لي بدقيقة من وقتك ؟ 

يارا : تفضلي .. 

ريما : أريد محادثتك علي انفراد . 

يارا : حسنا . 

ابتعدنا عن نور قليلا .. 
و فجأة أخرجت ريما ورقة من تحت كم قميصها .. 

ريما : خدي هذه الرسالة و لا تدعي أحدا يراها . 

يارا : رسالة ؟؟ من من !! 

ريما : قبل قليل ناداني محمود ابن خالي و قال لي أعطيها ليارا . 

يارا : من محمود !! 

ريما : نعم منه . لا أعرف ماذا يحدث بينكما أنا نفذت طلبه و حسب . 

يارا : حسنا . أخذت الرسالة بأصابع مرتجفة .. 

ملاحظة : محمود صديق أحمد . 

ظللت أفكر لماذا محمود يبعث لي رسالة ؟؟ 
هل يحبني ؟؟ و لكن كيف يخون صديقه ؟؟ 
لم أقتنع بأن الرسالة من محمود ..

ذهبت لنور و أخبرتها بأن ريما أعطتني رسالة .. 
شعرت بخوف شديد .. تجمد دماغي من التفكير .. 
كانت أول رسالة أتلقاها في حياتي ,, 
و بينما أنا غارقة في أفكاري رأيت أحمد و محمود معا 
و أحمد ابتسم لي ابتسامة ذات معني .. 
وقتها عرفت بأن الرسالة من أحمد و ليست من محمود .. 

بعد 10 دقائق أتي أبي و أخذني للبيت .. 
دخلت البيت و أنا ما زلت أرتجف .. 
نادتني أمي للغذاء و لكني لم أستطع أكل شيء .. 
لم أتحمل أكثر أريد أن أري ماذا كتب في الرسالة .. 
أخرجت الرسالة من حقيبتي و أخفيتها تحت ملابسي .. 
دخلت الحمام لكي لا يراني أحد .. 
فتحت الرسالة بأصابع مرتجفة ..
و بدأت في قراءتها و قلبي يخفق بشدة من الخوف .. 

فتاة اهلكها التمنى. للكاتبة : الالماسة القرمزية Where stories live. Discover now