الفصل الحادي عشر

Start from the beginning
                                    

*** ***

فتحت عينيها ببطئ . عادت لتغلقهما والصداع يفتك بها ...صوت انينها الخافت قطع صمت المكان ..حاولت النهوض بسرعة لترى اين هي ..جلست وجالت بنضرها لترى ما حولها ...غرفة خشبية في العلية ..سرير واسع لشخصين ورائحة اخشاب قوية جدا ..عادت لتغلق عينيها وهي تفرك جبينها المتخدر من شدة الألم ,,اين الدواء ..اين هو المسكن ..ياللهي الم ارمي بنفسي الى البحر ؟ لماذا لم أمت ..لماذا هذا الألم الفتاك الذي يسلبني الراحة ...مدت رأسها من العلية لتجد غرفة جلوس بسيطة تتكون من قطع قليلة من الاثاث ولكن للفوضى دور اكبر في تشكيلها .. المكان كان غارقا في الفوضى والملابس في كل مكان بالاضافة الى الكؤوس المتسخة واطباق الطعام ..وقفت على قديمها وهي تشعر بقليل من الدوار ..نضرت الى ساقيها العاريتان وتلمست ما كانت ترتديه ..قميص رجالي واسع جدا ..احست بالضياع والحيرة وظلت تفرك صدغيها في محاولة لتخفيف الصداع القاتل.. نزلت الى البهو ووقفت في منتصفه وهي تتطلع الى الفوضى بعين منقرفة ومتقززه صوت فتح الباب وانغلاقه جذب كل اهتمامها الى الواقف عند الباب ذو الابتسامة الساخرة الجذابه ..غيث !! ذلك الصياد الذي اوصلها الى البيت ذلك اليوم القريب .....بقيت في حالة تأهب وهي تنضر الى مكان الباب حيث كان يقف هناك . -ماذا ... انت !!!! هتفت بتعجب ابتسم الوجه الاسمر البشوش كرد على تفاجئها العفوي ..كان يحمل كيسا ابيضا في يده ..قال لها وهو يضع مشترياته على احدى الطاولات -نعم انا الفارس المغوار ومنقذك يا اميرة الساحل المنتحرة احست سجى بالحرج وبالحزن الشديد في نفس الوقت ..اطرقت برأسها للأرض ووضعت يدها على رقبتها مخفضة رأسها وتحرك كتفاها برتابه دلت على انها كانت تبكي ..عادت للجلوس على الكنبة لتنهار في موجة بكاء جعل غيث يشعر بالندم على مزاحه الثقيل ..تقدم بسرعة منها وهو يقول -اوووه انا لا احب الدموع ..لا تبكي ارجوك ..جلس بقربها وربت على كتفها وهو يقول -الحياة اسهل بكثير من ما نتخيله ..لا تكوني بهذا البؤوس !رفعت وجهها المليئ بالدموع اليه وهي تقول بصوت باكي مختنق -انت لا تعلم شيئا ...لماذا انقذتني ..لما ..لما لم تدعني اموت واتخلص من جميع همومي ..قالت كلامها وهي تضربه وتدفعه بعيدا عنها ..امسك غيث بها من يديها الاثنين وحملها بكل سهولة ووضعها على كتفه وقال لها وهو يحاول تفادي ضرباتها المستمرة له -حسنا ..لا تهتمي ..سوف احقق رغبتك ..تحرك بسرعة حاملا اياها على كتفه وخرج من الغرفة ...واصلت سجى ضربه ورفسه فامسك بساقيها العاريتان بيده الأخرى وهو مستمر في مسيرته نحو هدفه ..فتح الباب الخارجي وخرج من الكوخ الخشبي الصغير ومشى الى الامام دون ان يتأثر بصراخها -لماذا تصرخين ؟ ام تطلبي مني ان اعيدك الى البحر ...سوف اعيدك الى بحر اصغر وقبل ان تفهم ما كان يعنيه بلكلماته ..صرخت برعب وهي تقذف في وسط البركة التي كانت موجودة امام الكوخ .. شهقت بقوه من برودة المياه وحاولت الخروج من البركة وهي تضرب سطح الماء بغضب وحنق وتشتم بصوت عالي -تبا لك ايها الـــ..حقير ضحك بصوت عالي مستمتعا بغضبها -لما انت غاضبة الآن؟ام ترمي بنفسك البارحة في المياه ..هيا انتحري هنا جيدا ..لا تنسي ان تدخلي رأسك الى الماء حتى تختنقي بشكل جيد اشار بيده الى الاسفل وكأنه يغطس رأسها في الماء بيده ..عاد ادراجه الى الكوخ وهو يضحك بصوت عالي ...غضبت سجى وضربت سطح الماء بكلتا يديها بحركة تنم عن غضبها الشديد خرجت من البركة مخلفتا ورائها مياه غزيرة تجري من جسدها وقميصها الرجالي الواسع الذي التصق بجسدها دخلت الكوخ وضربت الارض برجلها بحركة غاضبه ورفعت سبابتها وقالت له بتوعد وكأنها تأنب طفلا صغيرا قام بعمل مشين -هذه حركات طفولية جدا !! رجل في مثل سنك لا يقوم بها استدار غيث ناحيتها وتجمدت نضراته على جسدها الذي بانت جميع اجزائه بسبب التصاق القميص بجسدها ..ابتلع ريقه وابعد عينيه بصعوبة وقال لها بصوت هادئ -كنت احاولك على اكمال ما بدأته انت البارحة ..هيا غيري ملابسك وتعالي لتناول الفطور وكفاك صراخا ..لا احب النساء ذوات الصوت العالي رمقته سجى بنضرة غاضبه ووهي متكتفة اليدين تضم يديها بقوة نحو جسدها ..

اهرب منك الليكWhere stories live. Discover now