الفصل التاسع

Start from the beginning
                                    

صرخ بكل ما أوتي من قوة وهو يدخل المستشفى حاملا اياها ..اجتمعت الممرضات حوله فزعين من الصراخ ومن الدماء المغطية كلا من جسديهما ..تناول الاطباء والممرضات جسد سهى منه ووضعوه في النقالة وادخلوها الى غرفة الطوارئ

قال الطبيب لاهثا وهو يدفع النقالة مع باقي الممرضات

-مالذي حصل بالضبط ماكل هذه الكدمات ..

تمتم سامر بصوت غير مفهموم وكلمات متقطعة وهو شاحب الوجهه

-انا ..درج..سقطت ..لم اكن اقصد ... ـأأا وقبل ان يكمل جمله الغير مفهومه والغير مترابطة وصلت النقالة الى غرفة الطوارئ

لتدخل الممرضات والاطباء واحد تلو الأخر مغلقين الباب بوجه سامر الذي انهار على ركبتيه امام الباب الأبيض المغلق ...

-__

-لا يوجد وسيلة تنقل افضل من هذه ؟

ضحك غيث باقتضاب وهو يقول

-يا اميرة الساحل عليك الرضاء بهذه الوسيلة الوحيدة المتوفرة والا عدتي الى قصرك سيرا على الأقدام

نضرت سجى بريبة الى الدراجة النارية ذات اللون الاسود اللامع ..دارت برأسها في كل الاتجاهات لكي تتأكد من عدم وجود احدهم ..

-حسنا ..لكن هل هي آمينه ؟

امتطى غيث الدراجة النارية بمهارة وقال لها وهو يشغل المحرك ليزمجر بصوت عالي ..

-تشبثي جيدا ولن يصيبك شيء !! اعطيني الأكياس

قدمت له اكياس مشترياتها بقليل من التردد وقالت له وهي تركب خلفه ..

_ارجو ان توصلنا الى البيت دون اعاقات او اصابات

ضحك غيث بكل قوته وهو يحرك الدراجة الى الأمام قليلا ..صرخت سجى عندما اختل توازنها فقال لها على الفور

-قل لك تشبثي بي ..هيا سوف ننطلق الآن

انطلقت الدراجة النارية بسرعة مجتازه كل الطرقات والتكتلات

الزحامية للسيارات بسهوله وسلاسه لصغر حجمها ..تشبثت به بكل قوتها ..رائحة جسده التي اختلطت مع رائحة البحر والرمال تغلغلت الى انفها ..تحسست عضلاته القوية من فوق قميصه الخفيف ..حبست انفاسها ولجمت احساسيها وواسندت رأسها على ضهره في صمت تام ..احست بـألم في خديها بسبب ضرب خصلات شعرها على خدها من سرعة القيادة والهواء الشديد

-ها قد وصلنا !

رفعت رأسها ببطئ وكسل وكأنها كانت في حلم ..شعرت بالخواء بسبب ابتعاده عنها ..نضرت الى القصر البارد المحاط بالأسيجة والاسلاك الشائكة الممتدة فوق السياج وكآنه سجن سياسي ..احست بالانقباض بسبب عودتها الى البيت ..لكم تمنت قضاء كل يومها هناك بالقرب من البحر ..بالقرب من السكينة ..البعيد عن الوحش الساكن في هذا البيت المليء بالحقد والجشع والطمع

اهرب منك الليكWhere stories live. Discover now