الفصل الخامس

Start from the beginning
                                    

أكملت تنظيف المطبخ ودخلت إلى الحمام لتأخذ حمام سريع فرائحةُ الطبخ مازالت ملتصقة بها
خرجت من الحمام وهي تلف المنشفة حول جسدها...نظرت إلى السرير ..وجدته يغط في نوم عميق
دخل مصطفى إلى الغرفه وهو يبكي ويسحب غطائه الأزرق المرسوم عليه وجه باندا
:ماماااا
..وضعت سهى إصبعها على فمها وأشارت لمصطفى أن يصمت

سهى:أسكت حبيبي بابا نائم لا تزعجه
مصطفى دائم البكاء عندما يستيقظ من النوم ..حملته سهى وقالت: له عد إلى النوم يا حبيبي
وضعته على السرير بجانب سامر فعاد ليغط في النوم من جديد
ارتدت ملابسها واتجهت لتخرج من الباب فنظرت إليهم قبل أن تخرج
ضحكت بصوت خافت وهي ترى مصطفى ينام كما ينام والده بالضبط ..من شابه أباه فما ظلم
خرجت إلى المطبخ وقررت صنع بعض الكعك ..حماتها تنام في غرفة مصطفى الصغيرة ..يبدو أن شخيرها أزعج الطفل وجعله يلوذ بالفرار من الغرفة

باشرت في صنع الكعك وحرصت على أن لا تصدر صوتاً ..حتى لا يستيقظ أحد من الوحوش الثلاثة
أكملت صنعه ..فسهى معروفة بأنها طباخةٌ ماهرةٌ جداً مثل والدتها تماماً ..تصنع من اللاشيء عجائب بوصفاتها السحرية

استيقظ سامر وجلس في غرفة الجلوس وبعده مصطفى الذي جلس في حضن ابيه ليشاهد التلفاز
كان يريد أن يرى الرسوم المتحركة .."بابا كارتنون "
قام بتغيير المحطة لتدخل سهى في نفس الوقت وهي تحمل صينية فيها قطع من أنواع الكعك الذي صنعته و أكواب شاي ساخنة مع القرفة ..
أكل سامر من الكعك وشرب الشاي دون أن يقول لها شيئاً !
حاولت سهى أن تكسر الصمت فقالت
:حبيبي لقد صنعتها بنفسي ما رأيك؟
أجاب سامر بفتور :لذيذة
قالت سهى وهي تنظر الى أظافرها

:سامر أنا أشعر بالضجر
:اذهبي إلى أمك
أجابت بسرعة لتكشف عن عصبيتها
:أقول لك أني أشعر بالضجر لتقول لي اذهبي إلى أمك ؟ !! لو كنت خالتك أو إحدى بنات خالاتك لخرجت في منتصف الظهر لتأخذني إلى أي مكان أريد !

أبعد سامر مصطفى من حضنه وقال لها بصوت يشبه الصراخ

:ألا تملين من هذا الحديث أبداً ..خالتك أمك ..أختك
سهى : لا وكيف أمِل من أحباب قلبك يا حبيب قلبي ! اليسوا رقم واحد في حياتك ..فهم كذلك في حياتي
سامر : سهى أنا لم أعهدك تافهة هكذا !! قال سامر وهو يقف
سهى : تافهة لأني مللت ..مللت من إهمالك المستمر يا سامر
توجه نحو باب الصالة فقالت بصوت عالي
: كالعادة ها أنت تهرب مجدداً
سامر :سنخرج ... أنت تجعلين الميت ينطق من شدة ازعاجك ...قومي وغيري ملابسك
أجابت سهى وقد رقت ملامحها وابتسمت ابتسامه عريضة
:إلى أين ؟
سامر : سوف أخذك لبيت خالتي
تجهم وجهها على الفور وقالت
:سااااااامر
ضحك سامر بصوت عالي وهي ترمي عليه الوسائد الموجودة على الكنبات و هو يحاول صدها بيديه

:ونترك مصطفى عند أمك... أنا أمزح قومي هيا سوف نتناول العشاء خارجاً "

ارتدت سهى ثوباً عاجيَّ اللون ذو حمالات رفيعة و فوقه سترة جينز قصيرة الكم مع صندل مصنوع من الجينز كذلك ..فتحت شعرها الأسود الطويل ووضعت طوق أبيض ليرجع غرتها إلى الخلف ..أغدقت نفسها بالعطر وحملت حقيبتها وخرجت

اهرب منك الليكWhere stories live. Discover now