هل يا تُرى قد أعطاهُ القدر فُرصةً لبدايةٍ جديدة ام انّهُ سيجترّ ذكرياته المريرة عمّا قريب؟!.
عند هذا السؤال تزايدت دموعها غير راغِبةٍ بإيلام قلبه فمهما فعل من مساوئ سيظلُّ حُبّهُ محفورًا بقلبها كتعويذةٍ غير قابِلةٍ للزوال، وحُبّها لهُ يُحتّمُ عليها عدم جُرح فؤاده، لا يُمكِنهُ ان يذكُر ما فعله لكي لا يتألّم ولكن بذات الوقت لا تستطيع تحمُّل نسيانه لها.

- ألهِمني الصبر على تحمُّل هذا العذاب يا إلهي!
تمتمت بحسرةٍ قبا ان تمسح الدمع عن وجهها وتذهب لتناول العشاء، فرؤيته ولو لخِلسةٍ كفيلةً بتضميد جِراحها.
- لماذا لم تبقى كاميليا لتتناول معنا العشاء؟
تسائل كِنان الذي يتناول العشاء عقِب مجيئه من العمل، فأجابت ريفال بنبرةٍ تُضمِرُ الكثير من الإنزِعاج:
- ادهم سيعود اليوم من عمله لذلك لا ترغب بالتأخُر، حمدًا لله على مجيئه ليُنقِذها من لِسان والدته.

اعترضت اسمهان بعدم رضىً قائلة:
- لا تقولي هكذا يا ريفال؛ فإيناس إمرأةً طيّبة القلب فقط تخافُ على ابنائها اكثر من اللازِم.
زمّت ريفال شفتاها بضيق بعد تحذير عينا كِنان ولكنّها لم تستطِع منع نفسها من القول بغضبٍ مكتوم:
- هي محظوظة لأنّني لم اتزوّج إبنها وإلاّ لوقعت في مُصيبة كبيرة.
إبتسم كنان بينما لم يستطِع كريم كبح ضحكته المُتفاجِأة وعقبها قائلًا:
- انتِ مُثيرةً للإهتِمام يا زوجة أخي.

وجد أعيُن الجميع تُسلّط عليه وخاصّة أوس الذي إحتدّت ملامحه بغضب ليهمِس بإرتِباك:
- أعتذِر.
غامت عينا والدته بدموعٍ خائنة رفضت إظهارها وهي تدعوا ان يعود ابنها الذي تعرفه، بينما همست ريفال بتذمُّر تُخفّفُ من حِدّة الموقِف:
- حقًّا؟ إذن اقنِع أخيك بهذا فيبدوا انّني لم أعُد كذلك بالنِسبة لهُ.

نظر إليها كِنان مُتفاجِأً لتُشيح عيناها عنهُ بعبوس قبل ان تُضيف بعد مُدّة من الزمن:
- طلب رضوان فؤاد رؤيتكُم جميعًا غدًا، يبدوا انّهُ في لحظاته الأخيرة.
صمت الجميع وقد علا كِنان حُزن عميق على حالة جدّه فمهما فعل من ذنوب سيظلّ الرجُل الذي ربّاه وأخويه بعد وفاة والده.

تسائل كريم قائلًا:
- لماذا قطعتُم علاقتكُم مع جدّي؟ بالتأكيد هُنالِك سبب.
نظرت أسمهان لكِنان الذي أجاب بتردُد:
- إنها خِلافات عاديّة، لا تهتم للأمر؛ فأنتَ بحاجة للراحة.
نهض هامِسًا بحِدّة:
- لستُ طِفلًا لتُلهوني بهذه السخافات، والأفضل ان أعرِف مِنكُم بدلًا عن البحث عن غيركم.

غادر قبل ان يسمع ردّهم فهمست أسمهان بقلق:
- يا إلهي! ماذا سيحدُث الآن؟ كيف سنستطيعُ إخبارهُ بما حدث؟
- لن نُخبِرهُ بشيء.
قال كِنان بنبرةٍ قاطِعة موجّهًا حديثه للجميع لينهض أوس هامِسًا برفض:
- كما تشاء فالأمر لا يعنيني ولكن إياكَ ان تطلُب منّي ان أُعامِلهُ وكأنّ شيئًا لم يكُن لأنّني لن أفعل.

سُكّر غامِقWhere stories live. Discover now