الفصل الحادي عشر

4.3K 438 175
                                    

-
جمع رِباط جأشُه لينهض مجدداً بعد السقطَة الخامسة نتيجة الارض الزَلِقة الخاصة بالمشفي،او رُبما دموعه التي لا تتوقف هي من تجعلهُ لا يستطيع الرؤية بوضوح لتجعلهُ غير قادراً علي السير بثبات،لربما كون قدماه ترتجفتان رُعباً هو من يجعله يُقبّل الارضيّة الباردة بين الحين و الاخر

حذائه المُلطخ بالطين جعله يُعكِّر بياض الارضية الناصِع،كان اليوم مُمطراً كاليوم الذي اخبر تايلين ان تأتي اليه و مِن ثُم ينفصل عنها،كُلما تذكر ذلك اليوم لعن نفسه الف مرة،يُريد العود بالزمن الي الخلف ليحبسْها بين احضانهُ بدلاً من ان ينفصل عنها،يُخبرها انها عالمهُ الدافئ و مَصْدر قوته،انه غبي لعين كي يُفكر ان ينفصل عنها رغم انه يعلم انها كانت بحَاجته،ليُخبرها انه سيعتني بها وبأخيها ان كلّف الامر،ان حُبها لا يزال يكمُن داخله،ويُخبرها انها هي من جعلته يُغيّر فكرته عن الحُب،انها هي اول حُب له،اول قُبلة،اول نبضة قلب،يُخبرها انها هي كالسُكّر وهو كـ كوب الشاي خاصتها،لا يحلو إلاّ بها،مهما حدث سيكون بحاجتها برفقتهُ دائماً

"تايلين! اوقفوا ما يحدُث الان!"
صرخ راكضاً في الممرات وكأن احدهم يُلاحقه ليردف:

"اوقفوا تلك العملية اللعينة الان!"

لكن،كان هُناك من يُلاحقه بالفعل وهو غير مُهتم البتّة،فـ رجال الامن يحاولون إقافه عن الصُراخ و صُنع الضوضاء لانه يُشكل مصدراً للإزعاج،لكنه لا يشعُر ولا يسمَع لمن حوله بالوقت الحالي،فقط يركُض و يركُض بلا إنقطاع كي يجعلهُم يتوقفون عن إيذاء حبيبته،وطِفله الذي لم يكتمل نموّه حتي

اقتَحم غُرفة العمليات لكن امسَك به افراد الأمن ليخرجوه و هو يصرخ ليقوموا بإفلاته،لكن بلا جَدوي،هُم بالفعل اقوي منه ليقوموا بسحبه برفقتهم و هو يبكي كطفلٍ قد كُسِرَت لُعْبته المُفضّلة

"اتركوني! اتركوني اخبرها عن ما يُخفيه كبريائي اللعين!"

صرخ بهستيريا بينما يحاول دفعهم بعيداً عنه ليقوموا بإستدعاء احد المُمرضين ويقوموا بإعطائه حُقنة مُخدرة بعروق رقبتهُ البارزة،ليرتخي جسده تدريجياً

و يسقُط في ظُلمة قاحِلة
.
.
.
"اسف"
كلمة تفوه بها الطبيب فور استيقاظ هاري وعلي وجهه ملامح الشفَقة جعلته يشعر بأن قفصهُ الصدري لا يتسِع لذلك الكمَ من النبضات المُتسارعة،الهواء لم يختلّ رئتيهِ ليتمسّك بالطبيب بكُل قواه الخائِرة ليساعدهُ بالنهوض و يترجل خارجاً بخُطواتٍ مهزوزة و عينان شارِدتان،هل اسف لانه لم يستطع إيقاف عملية الاجهاض،ام اسف لانه فقَد المريضة التي هي تايلين؟

دلف للغُرفة ليجدهم قد قاموا بنزع جهاز التنفُس عنها و هي تبدو شاحبة للغاية و خالية من الحياة،ليسقط علي ركبتيه جاثياً ثم يضع يداه فوق رأسه باكياً بحسرة بينما يُتمتم بـ'لا'،لم يستطع النهوض ليزحف جهة السرير القابعة عليه تايلين بينما الشهقات تُغادر شفتاه بلا توقف،حتي ان وتيرة تنفسه قد اصبحَت ضعيفة

تمسّك بحافة السرير لينهض ببطئ ثم يستلقي بجُسده بجانب جسدها الساكن الخاوي من الروح،وقلبها الذي يُصيبه الخُمود،احتواها بين ذراعايهِ ليتوقف عن البُكاء فجأة وهو ينظر لها مُتحسساً خُصلات شعرها ليُقبّل وجنتها الصَغيرة هامساً

"هيي.."
اردف ببلاهة:

"انتِ بخير؟"
نظر لها نظرةً تائِهة،ثم وضَع إصبعهُ الإبهام علي جفنها لِيقوم برفعه ويجد نظرها مُحلقاً في اللاشيئ،ابتلع لُعابهُ هامساً بإرتجاف

"انتِ لم،انتِ لم تذهبِ،صحيح؟"
لم تُجب،ظل يتحسس وجهها بلُطف علّها تستيقظ لكن،لا شيئ يحدث،تجمعت الدموع بعينيه ليقضِم علي شفتهُ السُفلية بألم وجسدهُ بدأ يرتجِف فجأة،حاوَل السيطرة علي دمُوعه لكنهُ فشل،ليضع رأسهُ علي رأسها مُغمض العينان وهو يعاود البُكاء ليتحدث بإرتجاف:

"تـ تايلين،ارجوكِ اتوسل اليكِ لـ لا تفعلِ!"
شَهَق بينما يعتصِر جسدها بين يداه وإزداد بُكائه ليصرُخ بقهرٍ:

"لا تايلين،لم اخبركِ كم احبك،لم اجعلكِ تغفري لي خطاياي،ارجوكِ عودي"

همس بأخر كلامه فاتحاً كلتا عيناه الغارقة بالدموع لينظر لها بألم و حُبٍ صادق،حُب قد حاول إخمادهُ حتي لا ينكسر كِبريائه،لكن،هل استفاد شيئاً منهُ الان؟

"لِمَ تايلين"
شهقة
"لِمَ؟ لِمَ يُعاقبني الإله فيكِ؟ لِمَ لم يقبض روحي انا اخبريني!!!"
اعتصرها بقوة اكبر ليرفع رأسهُ للسماء صارخاً:

"اهكذا تُعاقبني علي خطاياي!! تأخُذ منّي كُل من اُحِب دون سابق إنذار،ياربِ ارحمني قد اكتفيت! اكتفيت حقاً!"
عانقها لصدره مرة اخري بقوة صارخاً بضعف و قلة حيلة ليتحدث هامساً قبل ان يفقِد إتصالهُ بالعالَم الخارجي:

"إسحبيني برفقتكِ"

رحلَت!
-
النهاية الفصل الجاي🤦‍♀️
حد اتأثر؟ طيب😂
تتوقعوا اية النهاية؟
لاڤ يووهه شراشيبي❤️❤️

ثَمِل » هاري ستايلزWhere stories live. Discover now