الفصل الثالث

5K 538 131
                                    

-
النسمات الباردة تسللُ من النافذة الشبه مُحطمة لتُصيبها بالقشعريرة و تضم جسد ذلك الصغير المستلقي بعناقها اكثر حتي لا يشعر بالبرد و يستيقظ،عيناه مُغلقتان بهدوء و مُستكين بعناقها الدافئ لتبتسم بضعف،لربما هو الوحيد الذي يُخفف عنها من قساوة الحياة و مساوئها،هي لا تعتبره حملاً علي عاتقها البتّة،بل شاكرة كونه متواجداً بحياتها.

شقيقها الصغير ذو العشرون عاماً المُصاب بالتوحد،الذي لطالما اعتبرته طفلها الصغير،تحويه و تهتم به،وكانت النتيجة خسارة حب حياتها و مصدر قوت يومها،لكنها ليست نادمة لمراعتها له ابداً،بل نادمة لانها احبت الشخص الخطأ،الذي تخلي عنها رغم انه يعلم بظروفها القاسية،،بأكثر وقتٍ كانت هي بأمسّ الحاجة اليه بجانبها

"نايل حبيبي"
همست بلطف بينما تعبث بخصلات شعره القصيرة ليتأوه متذمراً.

"هيا نايل،سأصطحبك في نُزهة"
حينما انهت حديثها فتح احدي عيناه لينظر لها بمعني 'حقاً؟' لتومئ هي مبتسمة بخفة ليتسلل و يدفن رأسه بعناقها اكثر هامساً بعفوية
"انا احبك"
.
.
"ثم حينها ق-قام الرجل العنكبوت برفع يده ل-ليخرُج منها الخيط الرفيع و-و يقوم بجذب السيارة ق-قبل ان تصطدم بالحافلة ا-الصغيرة"
ىتحدث نايل بتلعثُمه المعتاد بينما تقوم تايلين بجعله يرتدي ملابسه،كانت تنصت له مبتسمة لتردف:

"حقاً؟ وماذا ايضاً؟"اخذت القبعة الصوفية لتلبسها له و هو عاود الحديث قائلاً

"ل-لحق بحفل تخرجه بالثانوية،ح-حينها قد سقطت نائماً و ل-لم استطع اكمال الفيلم"قهقه بنهاية حديثه لتبتسم هي مجدداً مقبلة جبينه لتمسك بيده مردفة

"لنذهب"
.
.
"اتريد المزيد من حلوي الخُطمي؟"سألته بلطف بينما تسير برفقته ليبتسم ثم يومئ بخفة،قبلت وجنته الصغيرة ثم اجلسته علي احد المقاعد لتذهب و تُحضر له ما يريده

"تايلين!"
كادت ان تذهب لكن صوت نايل المذعور اوقفها،امسك بيدها لتنظر له بقلق و استفهام،اشار علي احدهم يقف بعيداً قبل ان يهمس بحزن قائلاً

"ذ-ذلك الشخص،جاء المنزل ق-قبلاً وهو من اخبرني انني ح-حملاً علي عاتقك"

التفتت هي سريعاً لتنظر للمكان الذي اشار اليه تواً،لمعت عيناها شوقاً و الماً لتهمس بحزن ودهشة

"هاري!"

صدمة مُحزِنة!
-

ثَمِل » هاري ستايلزWo Geschichten leben. Entdecke jetzt