11

3.2K 411 50
                                    

نطقت إيما بصدمة: من أنتِ أين هو أبي ألبرت!!!

شهقت إيما بخفوت فصرحت بصوت باكٍ: أرجوكِ أهربي منه إنه يخدعكِ أنا أرجوكِ... لا تقفلي أرجوكِ أهربي منه، صرخت: لا!!!

رطمت السماعة بمكانها لتضع يديها على رأسها ودموعها تنساب

تحدث لويس بذهول: م_ماذا حدث!؟

إيما بصوت مرتجف: أرجوك اقتلني... أرجوك!

إزدرء لويس ريقه ليتفوه: أنا لا أفهم ماذا قال لكِ!؟

إيما بصوت باكٍ: لقد تزوج... مرة أخرى... أقسم أنه يخدعها... يجب أن تهرب منه... لويس أرجوك إفعل شيئ

لويس: مهلاً مهلاً أنا لم أفهم إهدئي أرجوكِ وأخبريني ماذا حصل

أخذت إيما نفس عميق وكفكفت دموعها لتصرح: إن أبي_ تزوج مرة أخرى لقد ردت علي زوجته وسألتها أين أبي وأخبرتني أن زوجها لم يتزوج قبلاً وقد تزوجا منذ يومين _ لقد نسى أبي أني مختطفة تماماً وذهب ليتزوج!

لويس: أظن أنه هناك قصة طويلة

إيما: لا!، ليس علي أن أخبرك عن مشاكلي

لويس: ولكني أخبرتكِ مشكلتي لما لا تفعلين أيضاً!؟

إيما: حسناً لكن عدني أن لا تخبر أحد فهذه مشاكل عائلية!

لويس: أعدكِ بقطع رقبتي

إيما: لنجلس لأن الحكاية طويلة

جلسا على الأريكة فتحدث لويس: هل أحضّر لكِ قهوة لتهدأي...

إبتسمت إيما بعفوية لتصرح: أنا أشكرك لا أحب القهوة

حك لويس عنقه ليتفوه: ماذا عن العصير...

تأففت إيما لتتلفظ: لا ترتبك أنا أعلم بالأمر

إبتلع لويس ريقه ليتفوه: تعلمين ماذا!؟

إيما بملل: أعلم أنك واقع بحبي

خفق قلب لويس بشدة فأخذ نفس عميق ليتلفظ: ك_كيف عرفتِ!؟

إيما بملل: إنه واضح كالشمس و أيضاً حافظ على المسافة بيني وبينك

أومأ لها لويس بارتباك ليصرح: أنا آسف

إيما: إنسى الأمر واسمعني جيداً تزوجت أمي من أبي بالإكراه فقد كان أكبر منها بعشر سنوات ثم انفصلا عن بعضهما عندما كنت في الخامسة من عمري ومنذ ذلك الوقت لم أرى أمي أو أسمع عنها أبداً
في الحقيقة إن أبي يخدع الزوجة الجديدة لأنها تفاجأت وغضبت عندما قُلت "أين أبي ألبرت" فبالتأكيد هو لم يخبرها أنه كان متزوج من قبل ولديه إبنة شابة أيضاً

لويس: ماذا سيفعل للزوجة الجديدة إن علمت أنه كان متزوج!؟

إيما ببرود: لا أدري ربما يأخذ أعضاءها أيضاً

تنهد لويس تنهيدة طويلة فتلفظ: حياتكِ معقدة جداً

إيما ببرود: أتمنى أن يتذكر أبي أنه لديه إبنة

أما عند ألبرت#

قد كان يسير في غرفة المعيشة ويفكر كيف سيقضي عى الحشرة التي وقفت في طريقه والذي هو خاطف إبنته حتى بتر حبل أفكاره صوت الجرس

صرخ ألبرت: أين الخدم فليفتحوا الباب!!

فتحت الخادمة الباب لكنها لم تجد أحد سوى علبة متوسطة الحجم من الورق المقوى على الأرض

حملت العلبة والتفتت لتخبر ألبرت عنها لكن زوجته أمسكت بالعلبة وتفوهت: عودي لعملك أنا سأعطيه إياها، هي لم تنسى صوت إيما وهي تصرخ لها أنه يخدعها لذلك بدأ الشك يستحوذ على أفكارها وقررت أن تراقبه مثل الجميع

صعدت لغرفتها بهدوء كي لا يشعر بها ألبرت وفتحت العلبة، لتجد فيها رسالة، سرعانما التقطت الرسالة وجدت تحتها كيسين فيهما خصلات شعر سوداء

قطبت حاجبيها باستغراب لتتمتم: ما هذا!؟، أليس من الغريب أن يرسل لك أحدهم شعره

فتحت الرسالة لتقرأ محتواها "هذا جزء من ابنتك وصديقها إن لم تسرع بجلب المال فسأجلب لك ذراعهما في المرة القادمة"

اتسعت عيناها لتتمتم: ما معنى هذا!؟... هل يقصد أن ألبرت لديه إبنة!!!... لقد قالت أين أبي ألبرت... هل يعقل أنه فعلاً يخدعني

خفق قلبها بشدة عندما سمعت صوته من خلف الباب: "ميفس" هل أنتِ هنا!؟

بلحظة سماعها صوت مقبض الباب دفعت العلبة لأسفل السرير

دخل ألبرت للغرفة ليتفوه: أأنتِ بخير عزيزتي لماذا تجلسين وحدك!؟

تحدثت ميفس محاولة أن لا تظهر إرتباكها: بالطبع أنا بخير لماذا تسأل!؟

رفع ألبرت حاجبه الأيمن ليتفوه: عندما يجلس أحدهم وحده ويكون وجهه شاحب ونبرته مرتجفة فبالطبع هو ليس بخير

إبتلعت ميفس ريقها لتتلفظ: أ_أنا أشعر بالغثيان فقط

ألبرت: حسناً إذاً خذي قسطاً من الراحة أنا لدي عمل مهم يجب أن أذهب وربما أعود غداً

أومأت له ميفس بعدم حيلة ليلتفت هو الآخر ويرحل

زفرت ميفس أنفاسها براحة لتتمتم: يجب أن أعرف ما معنى هذا... يجب أن أدخل غرفة ألبرت

رغم أنهما زوجان جديدان إلا أن ألبرت لديه غرفة أخرى يقضي بها معظم وقته واتفقا أن لا تدخل ميفس لهناك أبداً

نبهت ميفس الخدم بأن لا يخبروا ألبرت بشيئ ودخلت تلك الغرفة، وقد كانت مكتب فوضوي أوراق في كل مكان الكثير من الحبر الأزرق يلطخ الأرضية وهذا يدل على أنه حذر الخدم بعدم دخولهم الغرفة، لكن لفت نظرها لوحة ذات ألوان داكنة مشعّة تزعج البصر

تمتمت ميفس: هل يمكن أن يكون هذا ألبرت الذي أعرفه فوضوي لهذه الدرجة في عمله!

بحثت في أدراج المكتب حتى في النهاية شدت مقبض أحد الخزائن لكنه كان مقفل

تأففت لتنظر حولها باحثة عن أي مفتاح لكنها لم تجد شيئ

قضمت شفاهها السفلى ثم خرجت من الغرفة بسرعة وجلست في غرفة المعيشة وأمامها الهاتف تنتظر أي إتصال من تلك الفتاة التي تدّعي أنها إبنة زوجها لتتمكن من إطلاق سراح أسألتها من سجن عقلها

حتى لمعت عينيها بسعادة عندما سمعته يرن وكأن القدر قال لها إجلسي هناك سيأتي ما تريدين

فتحت السماعة بلهفة وصرحت: ألو....

بعيد عن الأنظارDove le storie prendono vita. Scoprilo ora