الفَصلُ السَّادِس.

Start from the beginning
                                    

تذَكَّرتُ ما حدثَ البَارِحَة لأترَاجَع وأُقَرِّر الخُروجَ من هذا المَمر، لم أُكمِل الخُطوَتين للخَلفِ ووجَدتُّهُ أمَامى.. رائِع.

"هل سأرَاكِ بِكُلِّ مَكانٍ أذهَبُ إليهِ!"
صرَخَ فى وَجهي بِشدَّة جَعلَتني أترَاجَع للوَراءِ قَليلًا.

"لِمَ مازِلتِ هُنا؟ هذا ليسَ فُندُقًا، اذهَبِ للجَحيمِ الذى أتَيتِ مِنه ولا تَعودِ هَل سَمِعتِ!"
أكمَل صُرَاخَهُ علىَّ واحمَرَّ وَجههُ لِدرَجة أبرَزت عُروقهِ.

"ا-انا فقط.."
حاوَلتُ تَجميعَ كَلِماتي لأرُدَّ عَليهِ؛ لَكِن هذا لم يُزِدهُ إلَّا غَضبًا لِيَكسِرَ المِزهَريَّة فَوقَ المِنضَدة ويتَناثَر الزُّجَاج فى كُلِّ مَكانٍ.

"أُغرُبِ عَن وَجهي لا أُريدُ رؤيَتَكِ ثَانِيةً!"
بِهذَا سارَعتُ بالخُروجِ مِنَ المَمر والمَنزِل بأكمَلهِ، وجَدتُّ هارلي فى الحَديقَة وعِندَما رآني أركُض ركَضَ هوَ الآخَر باتِّجاهي وخَرَجنا مِنَ المَنزِل.

لم أستَطِع الإكمَال بسَببِ الشَّهقَات الصَّادِرَة مِنِّى فـ أوقَفتُ سيَّارَة أُجرَة، فى البِدَايَة لَمْ يَفهَم مِنِّى وصفَ الطَّريقِ لَكن بعدَ مُحاوَلاتٍ وصلَت وهأنذا.

•END OF FLASH BACK•

ظَللتُ أبكِي فى غُرفَتي وهارلي بِجانِبي لا يُريدُ تَركي، أنا لا أبكي بِسبب هاري كُليًا فـ أنا أتفَهَّم كَونَهُ لا يُريدُني فى مَنزِلهِ لكن لا أفهَم سببَ كُرهِه لى، أنا لم أفعَل لهُ شيئًا يَقودُه لِمُعَامَلتى بِهَذهِ الطَّريقَة.

لِذا سأفعَلُ ما طَلَبهُ مِنِّى 'لن أُريه وَجهى ثَانيًة' فـ أنا لَن أحتَمِل إهَانَةً أُخرى.. كانَ يَجِب علَىَّ الرَّحيلُ منذُ الأمس بَعدَ الإهانَةِ الأُولى.

قُطِعَت أفكارِي وبُكائي قَرعٌ على البَاب، مسَحتُ وَجهي بيَداي سَريعًا وخرَجتُ لأفتَح؛ لِيُقابِلُني وَجه نايل ومُستَنِدًا بِرِسغهِ على حافَّةِ البَاب.

"لِمَ غادَرتي بَاكِرًا؟"
سألَ بِتَعبٍ وَاضِحٍ لأفتَح الباب أوسَع دَعوَةً ليَدخُل..
"فقَط أرَدتُّ العَودَة." أغلَقتُ البابَ خَلفَهُ.

"أحضَرتُ لَكِ أشيَاءكِ مِنَ الأمس." رفَعَ الأكيَاس لآخُذهم مِنهُ "لقَد نَسيتُهم." قَهقهتُ بِخِفَّةٍ ولاحَظتُ هُدوءَ نايل الغَير مُعتاد.. فـ نايل فالطَّبيعىِّ صَاخِبٌ.

"أهُنَاكَ شَئٌ؟ مابِك؟"
"مُرهَقٌ فقَط لَمْ أنَم." دعَك عَينَيهِ لأُقرِّر إغاظَتهُ.
"بِمَن تُفكِّر أيُّها العَاشِق؟"
"بِكِ."
قالَها بِتلقَائيَّة و بِدون أىِّ تعَابيرِ مُزاحٍ لأصمُت؛ وأظُنُّهُ أدرَك ما قَالَهُ لإنَّنى تصَنَّمتُ مَكاني ولم أرُد.

Evanglin | H.SWhere stories live. Discover now