ليرفع رأسه للأعلى..
صحيح أنه يبدو في ستيناته ويحتاج وقتاً للتذكر لكن لا وقت لدي أنا!

"أيرتدي معطفاً اسود اللون.. ذو وجه بريء؟"
طفلة اجابتني تبدو بعامها السابع لتلوح بحلواها هواءاً مستفسرة..

"أجل أجل هو.. هل تعلمين من أين اتجه!؟"
صرخت بها عشوائياً لأجثو امامها..

"حسناً هو كان يلعب بلطف ليخرج ملوحاً لي عندما إتجه بهذا الإتجاه..!"
قالتها لتشير على الجهة اليمنى من المتجر لأبتسم تجاهها..

"شكراً لكِ.."
اجبتها مسرعة بإبتسامة مشرقة.. على الأقل علمت الطريق الذي سلكه..

.......................

صوت سيارات الأسعاف المتداخل ببعضه كان قادماً من جهتي اليمنى..
بينما عيناي تأبى رفع حملقتها عن أبشع منظر كان قد صادفني في جهتي اليسرى..

هم فقدوا ارواحهم أمامي! بالتحديد!..
دمائهم كانت قد تطايرت لتطبع بصمتها على الأرض في هذا اليوم المنحوس..

جثث هامدة على بعد أمتار مني تحمل ملامح هادئة تبكي الصخر كانت قد أصيبت نتيجة إصطدام الحافلة بـقاطعي طريق العبور..

الطريق الذي كنتُ سأسلكه قبلهم بغضون دقائق! والذي كان قد سلكه هو قبلي! هو سلكه قبلي!..

"جميعكم إبتعدوا عن موقع الحادث.."
شرطي كان قد زمجر بها ليلوح بذراعيه محاولاً إبعاد الناس المتجمهرة في الأنحاء..

تدافع قوي حصل الآن لأستنتج أنني الجثة الوحيدة هنا.. إرتعاش أطرافي كان قد تعدى مراحله ليصل لحاله من عدم إحساسي بها..

عيناي اللتان تحملتا كل ما شاهدته الآن لم تعودا تستطيعان التشبث بجفناي لأطبقهما..

تجاهلت الصراخ حولي دون إرادتي لأشدد بقبضتا يداي..

بيكهيون.. لن يترك البينوكيو الخاص به يعاني وحده.. هو لن يتركني وحدي أعاني هنا..
هو لن يكون ممن فقد روحه الآن..

هو بخير!.. بيكهيون بخير الآن!..

عقدتُ كفاي مقربة بهما من صدري لأصلي متمنية أن يكون قد تخطى هذا الحادث..

كنتُ قد قيدتُ دموعي حابسة إياها في زنزانة.. إطلاق سراحها سيكون من سابع المستحيلات حتى اتأكد من وجود بيكهيون..
أقسم أنني لن أبكي اليوم! اقسم بذلك! احتاج للتحلي بالقوة لأستطيع التكيف مع الأحداث التي تجري حولي الآن..

أعَتذِرْ ! لَكِنها مِلْكيْ || B.BHWhere stories live. Discover now