《الْفَصْلُ الْأَوَّلَ》

2.3K 201 72
                                    

تقبعُ علي أحد مقاعد الأنتظار الباردة، بِأنتظار أحد الممرضين أن يأتي و يُخبرها أنَ ذلك الفتي يزالُ علي قيد الحياة، يكادُ القلق يُمزق معدتِها إرباً.

صنعت طريقها نحو الطبيب الذي خرج للتو و أخبرها بِأن الفتي علي ما يُرام لِتتنهد بِراحةٍ شاكرةً رَبِها أنهُ لم يمسهُ أذي.

كانت سوف ترحل و لكن رجعت أدراجِها بعد، لكن هُناك شيئاً أخبرها بِأن تذهب لهُ، خطت لِداخل الغُرفة التي يمكُث بِها و التي أرشدتها إليها أحد الممرضات، جلست علي المقعد الذي بِجوارهُ، بينما كانت تتمعن بِنظر لِشعرهُ البُني المنثور علي الوسادة، و رموشهُ الكثيفة، بدأ بِفتح جيفناه ببطئ كاشفاً عن زُمردتيه الساحرتين.

"أين أنا و مَن أنتِ؟"سأل صاحب الزُمردتان بِصوتٍ يتضح بِه التعب.

"أنتَ في المستشفي و أنا من أحضرك هُنا؛ لأنكَ جرحت رسغك"شرحت إليه و هو فقط أومأ بِملامح غير مفهمومة.

"ما هو أسمك؟"
سألتهُ قاطعتاً الصمت الذي دام إلي لاحظاتٍ.

"هارولد ستايلز و أنتِ؟"
أجاب بِصوتهُ الأجش و هو يُحدق بِها بِنفس تِلك الملامح، "إيفان سمون"رّدت بِبساطةٍ.

أزدرت ريقها و تحدثت"ما فعلتهُ أنتَ ما كان إلا قرار نهائي لِأشياءٍ مؤقتة"

إمتلأت الغُرفة الساكنة بِصوت ضحكاتهُ، و مِن ثُم ثبت نظرهُ عليها، و أزال الدموع المُتجمعة بِعينهُ أثر الضحك، و أردف بِنبرةٍ يستحوذُ تلبها الجمود"وحيد بلا عمل و لا مئوي و لا عائلة، ماذا تُريدي منب أن أفعل !"

برغم من أنهُ غُريب إلا أن حديثهُ فطَر قلبِها.

"أنا يُمكنني أن أساعدك في أيجاد وظيفة و مسكن"عرضتُ عليه لتنمو أبتسامة عليّ وجهه تُظهر تلك الفجوة التي بخدة لأبتسم إليه بالمقابل مُتناسيه كُل أحزانِ.

****

قابلت أشعة الشمس الذهبية عيناها الخضراء اللامعة، لامست قداميها الصغيرتان الأرض الباردة، وقفت أمام المرآه و كان اللون الأحمر يُلون وجنتاها، عدلت مظهرها قليلاً و خرجت من غُرفتها، و ذهبت لِتعُد بعض القهوة.

"صباح الخير إيفان"قال صاحب الزمردتان لتلتفت محدقةً بِه بِخوفٍ.

"صباح الخير هارولد"قالت و هي تتنهد و تبتسم بِسخريةٍ علي ردّ فعلِها ، "أسف لم أقصد إفزاعكِ"أَرْدَفَ.

"لا عليك أنا فقط لم أعتاد أن يكون هُناك أحداً بِرفقتي"عَقَّبت، و ناولتهٌ كوب القهوة خاصته.

منتصف الليل [H.S]Where stories live. Discover now