(♪)----------------------•♫•----------------------(♪)

 في الخَرطوم شرِق - حيّ الرِّياض : في فيلآ الأُستااذ سيف : قعد الأُستاذ سيف في وآحد من الكرآسي و مُنتظِر خآلد ، أمّا عمآد و الدِّكتور دخَلوا جوّا الصّالة عشآن خآلد يآخُد رآحتو ، و يآسر مشَى على قِسم الشُّرطة عشآان يجيب الشُّرطي ، كآنت الفيلآ فآضية .. هيفآء في جآمعتهاا أمّا ريم فكآنت في غُرفتهاا ، إلآ غيداء الكآنت قآعدة مع ريم ، أُستاذ سيف الكآن قآعد بتوتُّر على الكُرسي و يدّينو على الطّربيزة إبتسم و هو شآيف عربيَة سودآء بتقيف قدّام البَاب ، قآم على حيلو و عدّل عمّتو و مشى على بوّابة الفيلآ ، خآلد و عآين للفيلآ إبتسم و طلّع نظّارتو و مشى على دآخلهاا .. إستقبلو أُستاذ سيف بالأحضآن قآل بإبتسآمة مُفتعلة : أهلين ولد همّام ، ولآ اقول ليك أبو النّسب ! خآلد بفرحة : هههههههه أبو النّسب طبعاً .. أُستآذ سيف و مسكُو من يدُّو : ههههههه ، طيب زي مآ تحِب ، إتفضّل ! و دخلوا جوّ على الحوش و قعدوآ على الطّربيزة الكآن قآعد فيهاا أُستاذ سيف ، كآنوا تحِت مُراقبة عيون عمآد و الدِّكتور عصآم .. أُستاذ سيف بإبتسامة : و الله الصّراحة يآبني أناا لو لفّيت الدُّنيا دي كُلّهاا ما ح ألآقي زيّك لريم .. زول وآعي و فآهم و متحضِّر و مسؤول .. خآلد بفرحة : والله يآ أُستاذ أناا كمان لي الشّرف بنسبَك ..وقطّب حوآجبو بس يآ أُستاذ في مُشكلة .. أُستاذ سيف بإستغراب : مُشكلة ؟ الله لآ جآب المشآكل ، مُشكلة شنو ؟ خآلد : إنت عآرف أبوي و عدآوتو للمرحوم أُستاذ عادل ، عشآان كدآ أناا داير طلب وآحِد بس .. أُستاذ سيف : أأمُر يآ ولدي .. خآلد بغرور إنقطع الخيط بينو و بين الثِّقة : أناا طبعاً مآ بيتسئل عن أصلي ولآ فصلِي .. و عآرفني إنت و عآرف سيرتي السّمحة ، الحمدُلله .. أناا بس دآير زوآجنا يكون في السِّر ، سيف و رجّع ظهرو على الكُرسي و إصطنع الحيرة : أيوا .. بس لكِـ... قآطعوا خآلد بإبتسامة : و أوعِدك ريم ح تكون في عيوني ، على كلمتو الأخيرة سمِع صوت من ورآهو إلتفت كآن عمآد و معآهو الدِّكتور ، عمآد الكآن مآشِّي بخطوات وآثقِة عليه : طبعاً ح تخُتّهاا في عيونك يآ خآلد ، زي مآ ختّيتهاا في عيونك زمان مُش كِدا ؟ خآلد بدهشة وِقف على حيلو لمّا شآف عمآد مآشِّي مع الدكتور قآل بإنفعال : إنت تآني ؟ يآخي أناا مُش حذّرتك تبعِد من ريم ! عمآد وصِل عندهم : أناا ببعِد منّها ، بس بعد مآ أضمن إنّك زحّيت من طريقهاا .. خآلد و مسَك عمآاد من يآقة قميصو و قآل بإنفعال : ريم دي حقّتي أناا ، وإنت المُتطفِّل .. عمآد بإبتسامة ثِقة زحّ خآلد منو بهدوء شديد : أناا مُتطفِّل ؟ على الأقل أناا مآ قتلت ليهآا أبوهاا و عميتهاا ، و الغريب في الحِكاية دي إنّك بتحبّهاا ، طيب لو كُنت بتكرهها كُنت ح تعمل ليهاا شنو ! خآلد والدّهشة بآنت في عيونو عآين في الدِّكتور بإندهاش و مُفاجأة ، عمآد و حسّ بالنّصر و هو شآيف خآلد في الحآلة دي ، إبتسم و قآل : أناا سمعت مقولة "و مِن الحُبّ مآ قتل" ، بس صدّقني أول مرّة أشوفو .. خآلد و إستوعب كلآم عمآد قآل بدهشة : إِ...إنت بتقول في شنو ؟ سيف و وِقف على حيلو : لو مآ فِهمت من عمآد ، أفهم منّي أناا ، موضوعك إتكشف يآ خالد ، وبنت أخوي اللّفقت ليهاا التُّهمة دي و إتّهمتهاا إتّهام بآطل ، أناا بآخُد حقّهاا منك ! خآلد بعد مآ فِهم إنو مآفي مجآل للكَذب قآل بإنفعاال : آي عملت كدا ، وبعترِف بكدآ ، ح تعملوآ لي شنو ؟ إلتفت و هو بيسمع صُوت رجولي عسكري ورآهو كآنوا شُرطيين و معآهم يآسر قآل بثِقة : مآ هُم البيعملوآ يآ خالد ، نحنَ البنعمل ، و العدآلة بتعمَل و الحَق بيعمل و القآنون بيعمل ! خآلد بخوف و إرتبآك : مآفي حآجة بتثبِت الكلآم دا ! مآ عندكُم دليل وآضح غير شهآدة الدِّكتور دا .. دكتور مُعتصم و رمى الأوراق الفي يدُّو على الطّربيزة : فآكر الورَق دآ يا خالِد ؟ فآكر الشِّيكات و الأوراق حقّت المعمل ؟ أناا طول الفترَة دي مآ كُنت عآرف ليه إحتفظت بيهاا ، بس الليلة عرفت الإجابة .. الشُّرطي و مسك يدّين خآلد الكآن مُندهش من الكلآم البيسمعو دآ ، رجّع يدينو لورآ و كبّلها و قآل بثقة : خآلد همّام ! إنتهت أيآم البطش ! الشُّرطي التّاني و شآل الورَق الكآن على الطّربيزة عآين فيهو بإهتمام و رفع رآسو على الدِّكتور : دكتور مُعتصم ، إتفضّل معاناا القسم ، بصفتَك شآهد و مُشترك في الجريمة .. أُستاذ سيف و ختّ يدو على كتف الشُّرطي : الدِّكتور دآ سآعدناا كتير عشآن نكتشِف الحكآية دي ، إتوصّى بيهو ، تمام ؟ الُّشرطي : لآ هو أصلاً عقوبتو ح تكون أقل و أخف ، لأنو إعترف و لأنو مُشترك في الجريمة بس .. سيف بإبتسامة : أيوا الله يرضى عليك وإلتفت على خآلد بس الكلب دآ مآ ترحموهو ! خآلد و هو بحآول يفلِت من الدِّكتور : كلب أنا يآ سيف !! أناا بورِّيك .. سيف بسُخرية : خلآص أناا بجيك في السِّجن عشآن تورِّيني ، تمام ؟ هههههههههههه قآل يورّيني قآل ، الشُّرطي : طيب يآ أُستاذ ، نستأذنك .. عندنآ شُغل كتيييير مع الزول دا .. سيف : طيب في أماان الله ، و مشوا عنّهم و رِكبوا سيّارة الشُّرطة ، وبِقى يآسر الوآقف مكآنو بفرحة إلتفت على أبوهو : مُش قلت ليك يآ أبوي ريم مظلومة ! سيف بحسرَة : للأسف الكلآم دآ مآ إكتشفتوآ إلآ مُتأخِر جدّاً .. عمآد بإبتسامة : مآف حآجة فآتت يآ أُستااذ .. سيف إلتفت على يآسر : أمشي يآ يآسر سريع ، للجرآيد و المجلّات و محطات الإذاعة ، دآير الخبر دآ بُكرا يكون في سمَع النّاس كُلّهم ، يآسر بفرحة : أبشِر يآ أبوي ، وبسُرعة مشى عنّهم سيف إلتفت على عمآد و أشّر ليهو إنو يقعُد : أقعد يآ عمآد ، أقعُد .. عمآد الكآن مُبتسم قعد مُقآبل لسيف ، سيف و إتنهّد : شوف يآ عمااد ، بعد الحصَل دآ أناا مآ ح أفرِّط فيك ولآ دقيقة .. ح تشتغل معآي في فرِع شمبآت ، عمآد و عدّل قعدتو : يآ أُستـ... سيف قآطعو : لآلآ ولآ كلمة يآ عمآد ، أناا إتّخذت قرآري و حسمت أموري ، ح تشتغل معآي يعني ح تشتغل معآي ، و حرّم مآ تطلع من هنآ إلآ و إنت موآفق ، وإلآ ح تطلع من هنآ مكسّر .. عمآد : ههههههههههههههههههههههههه ، يآ أُستااذ ، مآ دآم الحكآية جآبت ليهاا عُنف أناا موافق سيف بإبتسامة : كُنت عآرف وقآل بخُبث دآخلي بس عشآن الموضوع دآ يكون رسمي ، لآزم نتنآسَب .. عمآد الكآن مُستغرِب : نتنآسب ؟ سيف : قول لي يآ عمآد ، رآيك شنو في ريم ؟ عمآد وفهِم كلآم سيف قآم على حيلو بإبتساامة : إعتبر الموضوع دآ مُنتهي يآ أُستااذ ، و بعدين نكمِّل كلآمناا فيهو ، سيف بإستغراب : مآشِّي وين ؟ عمآد بإبتساامة فرحة : مآشي أتطمّن على ريم .. سيف بضحكة : هههههههه ، طيب ، بس لآزم تمُر علي بعدين في الشّرِكة عشآن نكمِّل موضوع الشُّغل دآ و موضوع الزّواج دآ .. عمآد و أدّاهو ظهرو بإبتسامة : خير يآ أُستاآذ ، و مشَى بخطوآت سريعة بتسبق بعضهاا على حوش ريم ، لِقى غيداء قآعدة في وآحد من الطّرابيز و كأنهاا مُنتظراهو ، مشَى عليهاا بإبتسامة : غيدآء ! غيدآء بتتصنّع البرود : أهلين عمآد ، عمآد و حسّ إنو في شي قعد جنبهاا : مآلك يآ غيداء ؟ غيدآء و قرّبت من عمآد : عمآد ، أناا دآيرة أسألك سؤال وآحد بس .. عمآد بإستغراب : جدّاً إتفضّلي ، غيدآء : إنت مآ بتحِس يآ عمااد ؟ ريم دي من يوم مآ مشيت و هي في حآلة مآ بتنحسِد عليهاا ، أبت الأكِل و الموية و أبت النوم وأبتَ كُل شي ، في بُعدك رفضت الحيآة ، عآرف ليه ؟ لأنّهاا كآنت مُوقنة إنو مآفي حياة إلآ في قُربك .. بس إنت مآ كُنت فآهِم الحِكاية دي ، مشيت عنّهاا بكُل سهولة و خلّيتهاا عآيشة في جحيم إنت مآ حآسِّي بيهو ! وسكتت مسآفة ورجعت كمّلت ريم حبّتك يآ عماآد ، حبّتك جد والله ! عمآد و كُل كلمة من كلمآت غيدآء كآنت خنجر مآ بيرحم صدرو وقِف على حيلو : هي وين الآن ؟ غيدآء بإبتسامة : في غُرفتهاا .. عمآد و إتقدّم على غيدآء و طبَع بوسَة حنينة في رأسهاا و قآل بإبتسامة : أناا عُمري مآ أنسى ليك جميلِك دآ ! و بدون مآ ينتظِر ردّهاا مشى بسُرعة على غُرفة ريم .. فتَح البآب بهدوء بدون مآ يدقُّو و دخل عليهاا ، كآنت قآعدة في السّرير و غرقآنة في دموعهاا ، بدون مآ يحِس مشى عليهاا وقعد قدّامهاا ، ريم الكآنت مآ حاسّة بحآجة حولهاا ، رفعت رآسهاا ، إندهشَت لمّا شافت عماد قآل بحشرجة : عِـ...عمآد ! عمآد ألّمو منظر دموعهاا ، بحنآن مدّ أصابع يدُّو على خدّها و مسح دموعهآ قآل بإبتسامة هادئة : آخر مرّة شُفتِك فيها كُنتي بتبكِي ، و لمّا أرجع برضو ألقآك بتبكِي .. أناا مآ بستآهل دموعك دي كُلّهاا ، ريم و عيونهاا مُعلّقة بعمآد قآلت و نبرة بُكاهاا زادت : ليه خلّيتني يآ عماد وسَط الدُّنياا و النّاس و إنت عآرف إنو أناا إتعوّدت عليك ؟ عمآد و أصابع يدُّو بتتحسّس في خدّها : لأني كُنت غبي ! ريم على نفس حآلهاا : طيب ليه رجعت تآني ؟ عمآد بإبتساامة : عشآن جيت أسألك سُؤال وآحد ، آخر مرّة شُفتك فيهاا قُلتي لي كلمة أوجعتني بشدّة .. بتكرهيني يآ ريم ؟ ريم : أ..أنا قصَـدت .... عمآد و ختّ اصبع يدُّو على شفآيفهاا بهدوء و قآل بإبتسامة : أُششش ، دآ مآ سؤالي .. أناا عارف إنِّك بتحبِّيني ، بس سؤآلي هو .. إنتِ بتحبِّيني قدُر مآ أناا بحبِّك ؟ ريم و الدّهشة كمّمتهاا و منعتهاا من الكلآم .. عمآد و بمرِّر أصابعو في خدّهاا بهدوء و دفء قآل بإبتساامة : أناا بحبِّك يآ ريم !

بلقاك حلمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن