الذاكرة المفقودة ( مكتملة )

البارت 21

امتلأت ملابس ريوتو بالثلج وهو يسير بين الشوارع
هو لم يشعر بالبرد ابدا فعقله المشغول بالتفكير قد جمد كل احاسيسه
جلس على اريكة في احدى الحدائق كان المكان فارغا والجوء بارد جدا وهو لايرتدي شيئا ليدفئه
كان يفكر الى اين سيذهب ؟ منزلهم محروق كما قيل له ولا يعرف احدا يذهب اليه ، لقد شاجر فرانس وقال له انه لايريد رؤيته ثانية فكيف سيذهب اليه الان ؟ هذا لايمكن
ومنزل يوري بعيد جدا جدا من هنا وقد يتجمد من البرد قبل ان يصل اليه
هو لايعرف احدا اخر غيرهما ولايعرف هذه المدينة جيدا
أيطرق اي باب من الابواب فقط ليتوارى من البرد ؟
مضت تلك العشر دقائق ببطء شديد وكانها ساعات
.
.
.

كاد عقل كودا ان يتوقف من شدة تفكيره بالامر فإن عاد والده في المساء وعلم بان امه قد طردت ريوتو فقد تتفرق هذه العائلة الى الابد فوالده لاينسى من خدمه طول حياته اضافة لذلك  ان ريوتو لم يكن سيئا فقد كان يحاول طوال مدة بقاءه هنا ان يساعده ويغيره فهو بالنهاية الولد الوحيد للعائلة ولابد ان يكون قادرا على تحمل مسؤلية عائلته اذا ما كبر والداه ولهذا هما انجباه
حتى عندما قام كودا بضربه ، هو لم يخبر كازو بان من فعل به هذا هو كودا لانه خاف عليه من بطش والده انما وشى به من كان يعتقد انهم اصدقاءه ، هو لم يكن مضطرا لفعل هذا ومع ذلك فعله

نهض كودا وارتدى معطفه واخذ مظلته واتجه للباب وعندما رأته امه سألته ( الى اين ؟؟) اجاب ( ساعود سريعا )

بدأ ريوتو يفقد الشعور بقدميه ويديه فالبرد قد سرى بهما فهو قد جلس هنا طويلا وكل هذا بسبب تفكيره بماحدث فما اسواء ان لا يكون لك قريب تثق به !!  وما اسواء هذه الحياة عندما تنقلب ضدك وانت المظلوم فيها دائما !! حقا ما اسواءها !!

انتبه ريوتو الى ان الثلج قد توقف عن الهطول فوق رأسه فرفعه لتظهر له تلك المظلة التي حمته ووجه نظره لصاحبها والذي لم يكن سوى كودا
تفأجا ريوتو ولكنه لم يظهر ذلك  انما اشاح وجهه عنه فقال كودا بصوت هادئ ( ريوتو...عد الى المنزل ) ابتسم ريوتو بسخرية وقال ( عذرا ولكنني لست مثلك...انا املك كرامة تمنعني ) ابتلع كودا هذا الكلام رغم قسوته فقال ( انسى ماحدث ريوتو...لقد كان ماضي...) ابتسم ريوتو مجددا وقال ( عجبا...ثلاث سنوات لم تجعل مابيننا ماضيا ولكن الان الثلاثة ايام اصبحت ماضيا !! لما لم تفكر هكذا اتجاهي؟ لما لم تعتبر ان ماحدث كان ماضي ؟؟) لم يعرف كودا بما يرد فكلام ريوتو صحيح هو قد اعماه قضبه عن معرفة ان ماحدث مضى عليه الكثير من الوقت
قال كودا ( سامحني...رجاءا ) قال ريوتو ( انا لم اكن غاضبا عليك حتى اسامحك كودا ماحدث الان انت لست سببا فيه .....) ثم نهض وغادر

بقي كودا ينظر لريوتو الذي بدأ يختفي عن نظره وهو يبتسم فعلى الاقل هو ليس قاضبا منه رغم كل مافعله له وهذه خطوة جيدة

اخذ ريوتو يسير حتى احس بان اوصاله تجمدت واخذ الصداع طريقه اليه وحتما قد بدأ الدم يتجمد في جسده
لم يعد يحتمل السير اكثر فقرر ان يطرق اي باب ويدخل فاتجه الى اقرب منزل وطرق بابه مرة ولكن لارد وطرقه مرة اخرى فجاءه صوت انثوي ( قادمة...لحظة ) ثم انفتح الباب لتظهر من خلفة شابة في منتصف العشرينات ذات شعر اسود يصل لكتفيها وبشرة بيضاء وعندما رأت ريوتو بهذه الحال قالت ( ياللهي..ادخل هيا ) ادخلته دون ان تعلم ماقصته واجلسته على المقعد وهي تقول ( ملابسك مبللة هل هطل المطر وانت في الخارج ؟؟) ثم نظرت من خلال النافذة وقد كانت الامطار تهطل بالفعل فقالت ( اجل انها تمطر...انا اكره فصل الشتاء حقا ) ثم التفتت الى ريوتو وقالت ( ساحضر لك ملابس...لابد ان تبدل هذه الملابس وإلا اصبت بالزكام يا...) صمتت قليلا ثم تابعت ( عذرا ولكن ما اسمك ؟؟) همس ريوتو ( ريو..تو ) قالت الفتاة ( انت ترتجف من البرد ساعود سريعا ، انا اسمي كريستين...تشرفنا ) ثم دخلت الى احدى الغرف بسرعة واحضرت له ملابس كانت قريبة من قياسه ، ارتداها وحضرت له شرابا ساخنا واخذت تتحدث معه ولكنه لم يتطرق ابدا لقصة طرده من المنزل فقط اخبرها ان منزله بعيد من هنا وسيبقى حتى الصباح ان لم تمانع وهي لم تمانع ابدا