البارت 10

1.8K 181 10
                                    


توقف كازو امام منزل شكله الخارجي جميل رغم انه ليس كبيرا وقد طوقه سور ابيض ليس كبيرا جدا وبه حديقة صغيرة بها عدد من الشجيرات والازهار  قال كازو منبها ( فيما انت شارد ؟ هيا انزل ) نزل ريوتو من السيارة وهو يحاول ان يتذكر هذا المنزل فهو حتما سيكون قد زاره في الماضي مرات عديدة
اتجه كازو الى باب المنزل واخرج مفاتيحا كثيرة اختار مفتاحا من بينها وادخله في قفل الباب ففتح الباب
دخل كازو وقال مخاطبا ريوتو ( ادخل ) دخل هو الاخر واخذ يقلب بصره في المنزل كان جميلا رغم بساطته اثاثاته قد رتبت بشكل جميل ومجموعة اصائص زهور اصطناعية وزعت في اركان المنزل وواضح ان به اربعة غرف بالاضافة لحمامين ومطبخ كبير
سمع صوتا انثويا ( عدت ؟؟ انت مبكر اليوم ) اطلت امرأة في نهاية الثلاثينيات بشعر بني متوسط الطول وقد ربطته للخلف بشريط وكانت ترتدي مأزرا ابيض اللون وواضح انها كانت تعمل في المطبخ
ابتسم كازو وقال ( هذا ريوتو ياهيلين لقد اخبرتك عن امره ) ثم نظر الى ريوتو قائلا ( هذه زوجتي هيلين وصديقة مقربة لوالدتك ) بقيت تلك المرأة تنظر الى ريوتو بنظرات غريبة مزيج من الاندهاش والخوف والشفقة
قال ريوتو ( اهلا سيدتي ) استيقظت من شرودها وقالت بصوت خافت ( اهلا ) ثم اتجهت للمطبخ وهي تقول ( طعام العشاء جاهز ، ساحضره بعد قليل )  قال كازو ( حسنا ساذهب لاخذ حمام دافئ واغير ملابسي في هذه الاثناء )
بعد نصف ساعة تقريبا كان ثلاثتهم على مائدة العشاء يأكلون كان الجوء هادئا جدا فقط هيلين تسأل كازو عن عمله واسئلة معتادة هكذا ليعم الصمت من جديد
اما ريوتو فكان يأكل قليلا فعقله مشغول بالتفكير في هيلين هذه فهي تبدوء وكأنها تعرفه ولكنها لم تكن تتكلم معه حتى انها كانت ترد عليه ببرود وصوت خافت
نهض ريوتو بعد مدة  فقال كازو ( انت لم تأكل بعد ) قال ( لا ، لقد شبعت ) واخذ صحنه الى المطبخ فنهض خلفه كازو وقال له ( تعال سأريك غرفتك ) اتجه الى غرفة مجاورة لغرفة ذات باب احمر  ففتح كازو باب الغرفة وقال ( هذه هي ادخل ونم فانت تحتاج الى الراحة ) دخل ريوتو الى تلك الغرفة التي رغم صغرها كانت مرتبة وجميلة
سرير كبير قرب النافذة وطاولة دراسة صغيرة بكرسيها في احد الاركان وعلى ركن اخر كانت تقبع خزنة ملابس متوسطة الحجم كانت بها ملابس قليلة جدا
ومكتبة كتب صغيرة قرب طاولة المذاكرة وستائر بلون بني غامق وسجاد فرو احمر جميل
اتجه ريوتو بعد ان تمعن الغرفة الى السرير ورمى نفسه فيه انه مريح اكثر من سرير المشفى القاسي
كان متعبا جدا لذلك نام سريعا
هناك خارج الغرفة جلس كازو مع زوجته يتحدث اليها قائلا ( ماذا هنالك ياهلين ؟؟ لقد كنتي متشوقة لرؤيته !! ولكن عندما رأيته ...لما تتصرفين هكذا ؟ توقعت منك عند رؤيته ردة فعل اقوى من تلك..) قال هيلين وهي تنظر الى صحنها شبه الفارغ ( معك حق ، لكنني احسست بالخوف فجأة عندما رأيته تذكرت الماضي وكل شخص فيه
كلما نظرت اليه حضرت في ذهني صورة والدته فاشعر بالخوف ، اشعر ان هذا الصبي سيجلب المشاكل لهذا المنزل ...) قال كازو بغضب ( ماهذا ياهيلين ؟؟ انسيتي مافعله ادورد من اجلنا ، لولاه لما كنا تحت سقف هذا المنزل ، ولولاه لكان ابنك الان يقضي ايامه في السجن ، فكري بعقلانية ولو قليلا هيلين ، القي نظرة عليه لايوجد موضع في جسده إلا وبه جروح... أيا كان ماحدث لذلك الصبي فقد عانى كثيرا ..) تنهد كازو بقوة ثم نهض قائلا ( انا متعب ساذهب لانام )
.
.
.
استيقظ  ريوتو على صوت طرق في باب غرفته وصوت هيلين ينادى ( ريوتو...ريوتو ) نهض ريوتو ونظر للساعة التي اشارت الى الثالثة صباحا ،فتح الباب فدخلت هيلين وهي تحمل صينية طعام بين يديها
وضعتها في الطاولة الصغيرة التي قرب السرير وجلست فيه قرب ريوتو وقالت ( انت لم تأكل جيدا ياريوتو ، ستمرض هكذا ، لقد حضرت لك طعاما تحبه على حسب ما اذكر ) ابتسم ريوتو قائلا ( شكرا جزيلا هذا لطف منك ) كانت هيلين تحمل البوم صور صغير فقالت لريوتو ( اخر مرة ذهبت فيها الى منزلكم اخذت هذا الالبوم معي بدون قصد بعد ان كانت والدتك تريني اياه ولكن بعد ذلك باسبوع حصلت الحادثة ...هذه الصور هي اخر ماتبقى من عائلتك انظر اليها ) فتحه وخذ يقلب في الصور كانت صور اطفال بالابيض والاسود وصور اخرى ملونة وصور عائلية كثيرة وكان واضح جدا ان عائلته كانت كبيرة
توقف عند صورة يظهر فيها رجل اشقر وقربه امرأة ذات شعر اسود طويل وامامهم طفلان احدهما في العاشرة والاخر في السابعة وكانت المرأة تحمل طفلا رضيعا بين يديها اشارت هيلين الى الصورة قائلة ( هذا والدك وهذه والدتك ) ثم اشارت للطفل الرضيع ( هذا شقيقك الصغير ) واشارت للصبي ذو العاشرة وقالت ( هذا شقيقك الكبير اما هذا الولد الاوسط فهو انت ، لقد التقطت هذه الصورة قبل سبعة اعوام من الحادثة ) بقيت هيلين تخبره باصحاب الصور حتى انهى كل الالبوم ...علم عن خالتاه وابناءهما وعماه وابناءهما وعن جدته والدة امه وهؤلاء جميعا ماتو في الحادثة اما جده والد والده فقد مات قبل الحادثة بسنتين  اغلق ريوتو الالبوم  ومده لهيلين قائلا ( شكرا لك ) حركت هيلين راسها نافية وقالت ( لا انه لك،  انت احق به ) اخذه ريوتو وادخله الدرج وشكرها مجددا
ضمته هيلين اليه في تلك اللحظة ثم قالت ( رغم كل ماحدث...رائحة والدتك لاتزال عالقة بك ..لاتعلم كم انني سعيدة برؤيتك مجددا ياريوتو ) كان ريوتو سعيدا بضمة هيلين له فهو حقا لايتذكر حضن امه
ابتعدت عنه واتجهت الى الخارج قائلة ( تناول طعامك وان احتجت لاي شئ انا موجودة ) ثم اتبعتها بابتسامة عذبة وخرجت
كان ريوتو متعجبا وكأنها ليست المرأة التي قابلها قبل ساعات.

الذاكرة المفقودة ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن