بارت 45

12.4K 760 27
                                    

الصدفة احيانا تلعب دور كبير في حياة الانسان هذا ماكنا نقراه ونتعلمه لكن في القانون الالهي لايوجد شي اسمه صدفة كل شي يمر ويسير وفق مسار ومناهج وقانون لايمكن ان يخطئ

اتقدم سامي خطوات سريعة نحو اخته وهو يحاول ان يعرف شخصية الشاب اللي واكف معاها واستجمع ذاكرته بسرعة
وراسا اتقدم نحوها  ولزمها من ايدها على كيف
-شعندج اتاخرتي؟
--عزة سامي ؟
-سامي؟  شلونك اخويه شلون صحتك
---الحمد لله عبد الكريم مو؟
-- اي نعم !
--ممكن اعرف شعندك ويه اختي واندار بعينه داير مداير الساحة وهو يسمع نفس اخته المتسارع وسط هدوء المكان وخلوه من الطلاب
يعني شنو معناها واكفين وحدكم ومحد ماكو بالساحة؟
---لا والله اخويه اني اسف كلش مو قصدي يس بالصدفة شفت الاخت اسمهان فكتلها اذا تحاج اي شي اني موجود!
اني سنة رابعة واخر  سنه اليه فحبيت اقدم مساعدة بحكم معرفتنا فقط لاغير واعتذر  مرة اخرى منك ومن اخت اسمهان اذا سببتلكم اي احراج

وانسحب ببطء بينما عيون سامي كانت اتركزت على اسمهان الي ماعت من خوفها وغاصت جوة الكاع
بس سامي يعرف اخته جبانه ويمكن كلام عبد الكريم صحيح
فسالها وهو يمشي وهي تمي وراه
-- شعندج وياه ومنين عرف انت اختي!
--ماعندي شي والله عزة قابل شعندي
--- منين يعرفج
-- يكول شافني بالعزة مال بيبي  الله يرحمها
بيبي ام زهير
هو جان
جان واتبعلمت وهي تعبر الشارع ورة اخوها اللي بدى ياشر للتكسي
-وهو جان جاي ويه ابو ابو غازي تتذكره مو اكيد تعرفه
-- اي اتذكرت كافي عاد انلصمي
صعدت اسما بالتكسي وكلبها يدك من الخوف وظلت الطريق كله دموعها تنزل بسكوت
الشوارع كلها مطر والتكسي يحاول يخلص من زحمة الباصات والخطوط مالت الطلبة وهوسة الطلاب اللي تعبر على الشارع
عيون سامي كانت تتبع الحلوات منهن
بينما عيون اسمهان كانت تبحث عن شخص اخر
مرت الدقايق للوصول  للبيت كانه ساعات
على الرغم من الجو الحلو والغريب انه جانت مطر والشمس طالعة والهوا البارد يلفح الوجه
هداءت اسمهان شويه
اول مادخلت ركضت لغرفتها ومن هالحركة عرفت نوريه بتها مسويه شي
بس سامي جان طبيعي نوعا ما ماحجى ويه اخته شي
حط قوري الجاي على الطباخ وكعد بالصالة شال التلفون وخلاه بحضنه وبدى يفرفر بالقرص مالته
راحت نورية على بتها واتفاجاءت من شافت اسما دتبجي
---شبيج شصاير
شو انت تبجين وسامي مدلغم
شكو؟
---ماكو شي ماما والله ماكو شي
--- احجي ولج لعد شكو تبجين
كعدت بصف بته وجرت راسها لحضنها وكلتلها احجيلي يمه شكو ليش هيجي تشهكين
---ماما اليوم
من اجى
سامي للكلية
--اي ادري اني دزيته ابوج قبل شويه رجع جا متاجر
---شافني ويه طالب ويانه
--عزة
وشعندج واكفه وياه مو نبه عليج من هالسوالف
يمه والله
وقاطع كلامهم زهير يصيح على نورية للمرة الثالثة ان تجي تصب الغدا
-يله كومي اتغدي وامسحي دموعج كانه ماكو شي
يله كومي
من كعدوا على الغدا صبته نورية على ميز الطعام مجانت تكدر تكعد بالكاع يفرشون وياكلون مثل قبل علمود ظهرها
جانت مسويه مركة بتيتة وتمن
وسامي مايحب هذا الاكل فكللها هم اليوم مغثة وهم مركة بتيتة
-هسه المغثة افتهمناها طول عمرك شايل خشمك ومغثوث من الهوا الي يضرب صلعتك  مركة البتيتة شبيها ساله ابوه وهو متضايق من تصرفات ابنه
---اممم ...
اندار على بته وهي كوة تاكل كانه بلا نفس وكللها كون انت هم معاجبتج مركة البتيتة !!
--- لايابه عاجبها بس يرادلها جرة اذن جاوبه سامي وعيونه اتمركزت على امه
-- خير ليش شصايرشنو هالحجي
-- شفت الافندية واكفة ويه عبد الكريم ابن ابو غازي وحدهم بالساحة
---يا ابو غازي صديق خالك ؟
--- اي يابه
--- وشجابج عليج بابا؟ وين يعرفج وين شافج ؟
--- والله بابا ماكو شي هو يكول شايفني بالفاتحة مالت بيبي الله يرحمه وقبلها جاي للجادر مال اسم اسم الله نزار الله يرجعه بسلامة وهو طالب ويانه بالكلية مرحلة رابعة اجى سلم عليه وكالي اذا تحتاجين شي اني موجود وبالخدمة
ونصت صوتها ودنكت راسها حيلل اصلا هو خاطب بابا يعني مجرد راد يساعد
باوع عليها سامي وحط ايده على خده وصفن مركز عليها كانه يكوللها اشو مدااصدكج!!
---جاوبها ابوها وهو يكمل اخر لقماته مابيها شي بابا اعرفه ابو غازي كلش خوش انسان ومحترم والعائلة سمعتها ذهب وعادي مانكلبت الدنيا من واحد يحجي ويه زميلته بالكليه وباوع بنظرة استغراب لابنه كانه يذكره باللي سواه ايام مجان هوهم  بالكلية !!
لكن اسمهان مكالت كل الحقيقة
اسمهان اتعرفت على عبد الكريم بالمرحلة اللي فاتت وبالفعل مثل مكالت هو شافها بالفاتحة مالت بيبتها ومن شافها عرف هاي البنية شايفها بالكلية وحاجين هو واصدقائه عنها
عن جمالها ونزاكتها وعيونها الحلوة
ومن داومت  اجى حجى وياها
بعدها صار تواصل مستمر
وبدى عبد الكريم بشخصيته الرزنه واسلوب الهادئ يدخل قلب اسما الطفولي البريئ
بداها عبد الكريم يتقرب من اسمهان شويه شويه اول شي عن طريق المحاضرات القديمة
وبعدين بالظهور فجاءة بكل بريك وطبعا كلها  صدفة !!
وبدت امور الغيرة تطغى عليه بحجة انت من معارفي وتهميني وسمعتج من سمعتي واللي يغثج يغثني ومن هالسوالف
صار يلاحقها مثل ظلها
ويخاف عليها من اي شي يضاقيها
حتى ايهاب هو اللي منعها عنه وبعده عن طريقها
انه هذا مو من مستواج
وانت تستاهلين الاحسن منه
وبدوا يلتقون بعد المحاضرات
صارت اسما هي اللي ادور عليه اذا غاب وتستفقده
وهي الي تدور حجج حتى تلتقي بيه
العائق الوحيد اللي جان يخليها مترددة باستمرار علاقتها وياه
هو ذاك الخاتم البلاتيني باليمنى
خاطب!!
عبد الكريم كان شاب عشريني حنطاوي متوسط القامة وشعره اسود  كمعظم الشباب العراقيين وكما معظمهم بذلك الوقت ايضا كان مربوع يميل الى النحافة
عيونه سود وواسعة غائرة تحيطها هالة داكنه خفيفة نتيجة السهر والتفكير والتعب
هو ايضا يشتغل ويه ابوه اضافة الى دراسته
كان ذو طبيعة انطوائيه حزينه يمكن لما مر بيه خلال ايام حياته فقد اخوه الكبير وهو صغير وتلاه وفاة والدته بعد معاناة طويله مع المرض وجوده وحده بالبيت لفترة مو قصيرة تنتهي بزواج والده الي خلاه ينعزل اكثر
لكن مع ذلك كان طالب محبوب من قبل زملاءه نوعا ما
وعلى الرغم من وجود هذه النظرة الحزينه الي تشعر المقابيل انه في داخله كم هائل من الحزن
كان عبد الكريم يعمل جاهدا على ان يفرغ كل عواطفه في شخصية اسمهان البريئة
كان يشعرها بالخوف عليها والحرص
كونه بمرحلة نهائية متقدمة عليها
كان يحاول دائما يذكرها انه هذه الامور هو مار بيها قبل والافضل تسمع كلامه وبالفعل تدريجيا صارت اسمهان تتبع حتى ظله
اهتمامه ولهفته وخوفه عليها خلاه يدخل قلب اسما بدون تردد
الكثير والكثير من المواقف اثبتتلها انه متعلق بيها
كان يصر على انه يجي يساعدها بفهم بعض المواد حتى بايام الاوف مالته
وبايام المطر يقوم هو باستنساخ المحاضرات ونقلها الها
ينتظرها برة المختبرات حتى يشوف شلون جاوبت !
ومايروح للبيت الا يطمن انه هي صعدت السيارة او الخط
ومرات كان يراقبها من بعيد لما يكون ابوها جاي عليها
معظم الطلاب انتبهوا عليهم
وبدوا صديقات اسما ينبهوها انه هذا الولد خاطب ومن سنين
ويلوموها علمود خطيبته وانه مالها حق بيه
هذا الشي كان ياذي اسما كلش
والغريب انه هي ماتكدر تبعده عنها
بالعكس صارت ترجع للبيت تبقى وحدها لفترات طويله ترجع تستعيد احداث اليوم وياه
هناك وكفلي وانتظرني
وبالنادي كعد مقابيلي
باوع عليه مرتين ومرة بابتسامة
وبنهاية الاسبوع تسترجع كل الاحداث حتى مرات كانت تحب تشارك بعغضها ويه صدديقاتها
تحسسهم انه هذا الشخص معجب بيه لا وحيموت عليه همين !!
لكن مع كل هذا كانت اسما ممرتاحة
لانه وبعد مرور كل هذه الفترة عبد الكريم مصرح بمشاعره الها
الا قبل بضعة ايام فقط
من طلبت منه بعد مايجي عليها للقاعات
ولاينتظرها صارت تنحرج من كلام الطلاب وخوصصا انه الكل يحجي عليها تمشي ويه شخص خاطب
ولحد ذاك اليوم بالذات اطرق عبد الكريم لخطيبته
وطلب منها يروحون يكعدون بالنادي حتى يحجيلها كلشي
واثنااء مديجيب شي يشربوه كلبت اسما بكتبه ومحاضراته
وانتبهت على اسمها خاطه عبد الكريم بخط كلش حلوو ومتقن
هي تعرف بيه انه خطاط
كان يهتم يتعلم هذا الفن ويتقنه وبالفعل كان مميز بيه
خط اسمهان كانه اوزة او لوحة فنيه بحد ذاتها
ابتسمت لكن بغصة بالقلب شيريد يكول يعني اعوف خطيبتي واجي عليج !!!
شيريد يكول اسما انه يحبج ومراح يعوفج !!
ظلت اسما اتدانش نفسها وعيونها تتكلب مع الصفحات
و اول مابدى الحديث بيناتهم كانت اسما محرجة  حست انه الطلاب كلهم يراقبوها ويباعون عليها
ظلت خجلانه وتكلب بكتابه وعيونه تراقبها
هو اكيد حس وعرف لكن كان يستمتع بتلك اللحظات اللي تكون حبيبة قلبه كدامه كطفلة صغيرة تتهرب من امتحان ما
فسالها وهو يمسح شواربه من بقايا الشراب
عجبتج المخطوطات
--- تخبل هذه عبد الكريم كلش حلوة مجنت اعرف بيك هيجي فنان كانه لوحات مو بس خط
--- اي اني كلش احب الخط العربي واتفنن بيه هذه اللي بيدج بالخط الكوفي واسمج كان بخط الثلث
ابتسمت ودنكت
فهو كمل
--- اي تريدين بعد منتحاجى ولا اجي عليج مو ؟
يعني اعدامي بورقة رسميه
كالها وهو صافن على حلقته ويدور بيها
مجاوبت اسما لكن حاولت تهرب بعيونها الى ابعد نقطة ممكنة حاولت تبين لنفسها وللكل انه ماكو شي
وانه كلامه عادي جدا لكن الحقيقة كانت شي اخر
استطرق عبد الكريم لحياته من الطفوله وكيف شعر بفراغ كبير بعد وفاة والدته وبقائه وحده هو وابوه
كيف مرت الايام عليه وهو وحيد بالبيت ومحد يمه
خواته الكبار كلهم اتزوجوا وحتى وهو صغير
--- جنت صغير اسما واتوفت امي
امي اللي شفتها شلون اتعذبت ورة وفاة اخويه الجبير الله يرحمه مرات محد جان يمها بس اني
اسمع صوت بجيها وونينها
خواتي الكبار كلهم اتزوجوا
وكاعدات بالبصرة ووين ماوين جانت وحده بيهم تجي تبقى مدة وتروح
يمكن بس حنان من جانت تجي للعراق تبقى يمنا فترة طويله حنان اختي يمكن انت شايفتها !!
وبقية الايام جانت خالتي تجي يمنا
خالتي هم بيتهم بالزعفرنية يعني مو كلش قريبين علينا
جانوا يجون ينظفون البيت ويروحون
اتبهذلنا كلش
وابويه ماقبل يكسر بقلب امي ويتزوج عليها
رغم اتذكر شكد جنت اسمع كرايبنا يكولوله اتزوج انت رجال ومحتاج مرة بصفك
مايفكرون انه هذه المراءة المسكينة ايضا محتاجه رجل بصفها !!!
اتعلمت بذيج الفترة اعتمد على نفسي شويه شويه وخصوصا بعد وفاة والدتي الله يرحمها
اتعلمت اطبخ واغسل هدوم وانظف البيت
وحتى مرات اني اتسوك
بس تعرفين البيت يرادله مرة
تنطيه ذيج اللمسة النسائيه
كالها وصارت عينه بعيونها الناعسة اللي اتلمعت بدموع رقيقة وقفت على مقلتيها تتراوح بالنزول
سكت عبد الكريم
وكللها ضوجتج مو !! قصة حزينه ولا قصص الافلام الهندية  هههه
---لا بالعكس كريم كمل الله عليك
---شكمل اسما شكمل
اتنهد وكال تعاسة ووحدة
بقينا اني وابويه محتاجين احد يدارينا ومنها الدراسه همين
جنت اريد اصير شي زين
يعني حبيت اصير مهندس والي اسمي انسان ناجح مثل مايكولون ردت اوصل جنت احس بنفسي اكدر 
و الحمد لله جبت صيدلة وحبيتها كلش
جانت خالتي وبتها اللي هي اصغر مني بسنه
رفع راسه وكللها اسمها مها
حبابه وفقيرة حيل
وكلش شاغوله
جانت تجي تلمع البيت وترتبه وتروح هي وخالتي
واول مدخلت كلية ابويه خطبها اليه وهو راح اتزوج
ههههه
فحسيت غربة حتى بالبيت
جنت استحي حيل من مرة ابويه وهي مرة شابه صغيرة ارمله
فمجنت اطلع من  غرفتي من ابويه مموجود
لانه هي جانت تاخذ راحتها باللبس 
ومرات اطلع برة البيت الى ان يرجع ابويه من يجون اهلها يزوروها
يعني هيجي شي

نساء مخمليات Where stories live. Discover now