تتزوجيني ؟

ابدأ من البداية
                                    

فغرت فمها المُلتهِب من النواح و طرفت برمشيها لتتساقط غلالة من الدموع التي شوّشت عيناها لترى رجُلاً بشعرٍ مُجعّد يُطالِعها بإبتِسامة حانيه لتُعيد نظراتها لكِنان بتساؤلٍ طفولي برق بعيناها ليومئ اليها كنان فتأخذ المنديل - الذي يحمِلُ رائحة ورد الفُلّ المُميزة - لتُجفّف به عيناها و تعود للبُكاء مرّةً اُخرى وهي تسرُدُ ما حدث اثناء الحفل .

إبتعدت عن صخب الحفل لتختلي بنفسِها قليلاً واخذت تتنعّم بهواء الخريف المُنعِش ففردت ذراعيها واغمضت عينيها بإبتسامة شارِدة قبل ان تشعُر بيد تقبِضُ على خصرها من الخلف لتشهق بفزع وقد تجمّعت دموعها بهلع وهي تشعُرُ بأنفاسٍ برائحة الخمر تهمِسُ بجانب اُذُنها
- جميلة الحارة والاماكِن المُجاوِرة .. كم انتِ رائعة يا بائعة الحلوى .

صرخت ببكاء وجسدها يتلوّى بجنون في مُحاولة للفكاك من براثِن ذلك الوحش النتِن الاّ انهُ ادارها اليه بقوّة بالرغم مِن سُكره واخذ يلتهِمُ ملامِحها بعينان زائغتان الى ان إقترب هامِساً امام فمِها مُباشرةً ورائحة الكحول تكاد تُفقِدها وعيها
- احببتُ هذه العينان مُنذ ان لمحتها .. سأخطِفكِ يا حلوتي لأنعم بالنظر اليها كُلّ صباح .

إنتحبت دون صوت وتداعت قوّتها وقد شعرت بأن روحها تُستلّ من جسدِها عندما إقترب اكثر فأفلتت مِنها صرخةً باكِية قبل ان تجِدهُ مُلقاً على الارض ورأسه ينزِفُ بشدّة وقبل ان تستوعِب ما يحدُك كانت ريفال قد القت بالجاروف الزراعيّ بعيداً بعد ان حطّ على رأس ذلك الحقير ولم تكتفي بعد إذ إقتربت منه وخذت تلكمه بعُنف صارِخة بجنون
- يا حقير ، تقترِبُ من اُختي انا ؟ حسناً سأُريكَ يا حُثالة البشر

نعتتهُ بأقذر الألفاظ التي مرّت على حياتها مُرفقةً إياها بلكمات وضربات عنيفة الى ان ابعدوها عنهُ بالقوّة و طلبوا الإسعاف للرجل الذي تبيّن انهُ احد اصدقاء العريس الحقير الآخر .

شهقت هامِسة بنحيب
- انا السبب .. انا من اجبرتها على القُدوم .. ليت لِساني إنقطع قبل ان اُرغِمها على المجيئ .. اذا مات ذلك الحقير ستظلّ حبيسة السجون الى الأبد .. يا الهي !
عادت للبُكاء ليحتضِنها اوس - الصامِت بحُزن - ويقول بنبرةٍ جافّة بالرغم من خفوتها
- ستخرُج من هُنا وسأُربّي ذلك السافِل .. لا تبكي .

غامت عينا كِنان بغضبٍ اهوج فسارع للدخول لمركز الشُرطة يتبعهُ شِهاب وعلى ملامِحه الحيرة المُمتزِجة بالدهشة الخالِصة . الى ان دلفا لمركز الضابط المسؤول ليهدِر كِنان بعُنف
- اخرجوها الآن ! كيف لكُم ان تحبِسوها دون وجه حق بينما المُتحرِش الحقير خارج اسوار العدالة .
نهض الضابط ذو الملامِح الصارِمة وقد بدى مُرتبِكاً من هجوم كِنان القوي ليهمِس بنبرة هادئة مُعتذِرة
- إهدأ سيّد كِنان .. من تقصِد بحديثك ؟ من هي الفتاة التي حبسناها دون وجه حقّ ؟!

سُكّر غامِقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن