ابتسمت جودي شاكرة مديحه هذا ، وابتدا توترها يخف قليلا وهما يتبعان مارى جونسون هى ايضا ، مخبرة جودي بانها هى ايضا كانت معلمة ، رغم انها تركت المهنة منذ وقت طويل 0

-قلقت ابنتنا قليلا فى البداية عندما سمعت بانك تؤيدين المزج بين نظرية التعليم التقليدية والالعاب التربوية . لكنها اصبحت معجبة تماما الان ، فهى لا تنفك تحدثنا عن تحسن مواهب هنرى بالنسبة الى قدرته على القراءة 0

فقالت جودي : اننا نحب ان نشجع تلامذنا من كل النواحى . اننا نشعر بمعنوياتنا ترتفع اذا استطعنا تشجيع كل تلميذ على اكتشاف المجال الذى يتمكن من العمل فيه جيدا 0

-فهمت من ابنتى انك تجعلين الاباء يسجلون اسماء اولادهم فى المدرسة حال ولادتهم تقريبا 0

فضحكت جودي : حسنا ، ربما ليس بهذا الشكل تماما ، لكننا حتما وجدنا صيتنا ينتشر من فم الى فم . اننا فوق الحد الادنى الذى نحتاجه لنرضى السلطة التعليمية بالنسبة الى التلاميذ ، ومن المحتمل ان تبقى كذلك الا اذا اقفل المصنع ابوابه طبعا 0

نظرت جودي الى غراهام متسائلة وهى تقول ذلك ، فقالت بلطف : القرار النهائى يعود الى ليو جفرسن وهذا هو سبب دعوتى له للعشاء معنا الليلة . كانت هذه فكرة نايجل وهى جيدة حقا ، فقد تنجح الامور اذا التقيتما معا بشكل غير رسمى . واظن انه ، من وجهه نظره بصفته رجل اعمال ، لم يفكر جفرسن فى تاثير اغلاق المصنع على مدرسة القرية . وطبعا ، ليس ثمة ما يمنع من ابقاء المصنع مفتوحا ، لانه كما فهمت ، من اربع مصانع لن يفقل سوى مصنعين 0

لم تكن جودي تصغى اليه فقد توقفت عن الاصغاء بشكل كامل منذ اللحظة النى نطق بها بتلك الكلمات المخيفة ( دعوته للعشاء معنا الليلة ) 0

ليو جفرسن سياتى الى هنا الليلة للعشاء وستضطر الى الجلوس معه فى نفس الغرفة ، وربما مقابلة له على المائدة 0

شعرت بالغثيان ، وبانها مشلولة من الخوف . وانتبهت حين قرع الجرس وسار غراهام لفتح الباب 0

نظرت بذعر الى الباب المؤدى الى الشرفة متلهفة للهرب منه . لكن الوقت كان قد فات ، فقد عاد غراهام الى الغرفة يرافقة ليو جفرسن ... الرجل الذى نامت فى سريره 0

*****

كان ليو يصغى بادب الى مضيفه وهو يسير به الى غرفة الجلوس ، ثم يفتح الباب ويشير الى ليو بالدخول ، ثم يتبعه ليقدمه الى الجالسين . ولكن فى اللحظة التى خطا ليو فيها من العتبة ، لم يعد يسمع كلمة مما كان غراهام يقوله ، وهو يحدق الى جودي باستنكار عنيف 0

كانت تقف بجانب باب الشرفة ، تنظر الى العالم باجمعه وكانها شهيدة على وشك ان تؤخذ لقطع عنقها ، وعيناها متسعتان للغاية 

ليلة مع العدوWhere stories live. Discover now