❤الفصل الثاني❤

127K 4.4K 184
                                    

الفصل الثاني....

يونس بهمس وكأنه يجرب الاسم علي لسانه : بدر البدور ....
إيمان : بتقول حاجه يا حبيبي ...
يونس بتوهان : نعم ؟! لا لا انا بس كنت بفكر ....
-طيب يلا ساعدني اشيل الهم التقيل ده ... انا حاسه انك هتتجوز كتبك ومشاريع دي ف الاخر ....مش ناوي تفرحنا بقا ولا ايه .....
كلام والدته اعادته الي تلك العيون العسليه فرد بهدوء وابتسامه .....
- ان شاء الله يا ماما كله في وقته ماتستعجلنيش....
بدأ كلاهما ينقلان اشيائه من غرفته الي الشقه المقابله ...فهم يعيشون في بناء مكون من طابقين و كل طابق به شقتان ...الطابق السفلي مجهز للضيوف اما الطابق العلوي فشقه لعائلتهم وشقه لجابر الذي عاش معهم منذ وفاة أبيه ... وهو نادرا ما يبقي فيها الا للنوم وكل حياته وطعامه معهم فهو مثل يونس تماما بالنسبه اليهم....
في هذه الاثناء وصل توفيق وبدور وجابر الذي ارهقهما من الضحك طوال الطريق ....
جابر بمرح : لا والله ابدا انا اللي هشيل الشنط هو انا كيس جوافه...
ضحكت بدور و كادت ان تزيل الخمار للتحدث معه ولكنها لا تريد ان تغضب عمها ولا تعلم كيف سيكون الامر بينهم فهو لم يذكر شئ عن خلعها له...
بدور بعيون مبتسمه : شكرا هتعبك..
توفيق بضحك : والله ما انا مزعلك وفي صناديق ف العربيه ابقي طلعهم معاك ...
تأفف جابر في سره : كان لازم اعمل فيها ابو زيد الهلالي ..اشرب بقااا وشيل....
امسك توفيق يد بدور يربت عليها و قال : يلااا بينا دي مرات عمك مستنياكي علي نار ....
صعد توفيق وكان يشعر بتوتر بسيط من موقف ابنه تجاهها...
توفيق لنفسه : اومال لو عرف بقي اني دبسته في جوازه هيعمل ايه !! يعمل اللي يعمله بقا هو هيلاقي احسن من بنت اخويا فين...صحيح هو رمه بس البنت مفيش زيها ما شاء الله عليها...
وجد باب الشقتين علي وسعهم فعلم انهم مازالوا ينقلون الاغراض دخل هو وبدور فوجد يونس يخرج من غرفته ومعه ملابس بعلاقاتها....
تسمر يونس في مكانه عندما رأي بدور امامه مع والده  و كل شئ اسود حولها وكأنها ترتدي خيمه وليس شال ...عيونها العسليه التي تشع ضوء نظرت له مباشرا....التقت عيناهما لحظه توقف فيها الزمن من حولهم ...لحظه لن يشعر بها سواهم ....لحظه فاق منها يونس اولا وهو يحاول السيطره علي دقات قلبه...
يونس : حمد الله علي السلامه..
توفيق بابتسامه ورضا : الله يسلمك يابني روح شيل اللي في ايدك ده وتعالي عشان تسلم علي بدور... ولو تعرف تجيب الحاجه مع جابر من تحت يكون كتر خيرك...
رمقها يونس بنظرة اخري فوجدها تنظر له وكالعاده نظرت للجهه الاخري بسرعه وكأن شئ لم يكن...
-حاضر يا بابا ....
ابتعدوا عن الباب قليلا حتي يمر بينهم فلفحه عطرها بقوة ،اغمض عينيه علي امل ان يحتفظ بها في انفه طوال العمر و ذهب بسرعه ...
يونس لنفسه بضيق : هي حاطه كل الكحل ده ف عينها ليه اساسا !!! اكيد كل اللي شافها هيتجن من عينها دي ..
سكت لحظه ثم قال لنفسه : انت مالك انت !! خليك في حالك مش عايزين مشاكل ...
اما بدور فشعرت بوجهها احمر كالورود من لقاءها لعينيه ورائحته الرجوليه الجذابه وحمدت الله علي ارتداءها للشال الذي اخفاها عن انظار الجميع...
بدور لنفسها : في ايه اعقلي مالك !!! عمرك ما شفتي رجاله قبل كده وبعدين ده ابن عمك وفي مقام اخوكي ... انتي مش ناقصه مصايب ابوكي حاطك في دماغه خليكي ورا حلمك احسن....
خرجت إيمان عندما سمعت اصواتهم : حبيببببببتي حمدلله علي السلامه ياقلبي وحشتيني اوي يا بدور ...
بدور بسعادة : وانتي اكتر يا مرات عمي وحشتيني اوي اوي اوي ...
-يابت قوليلي يا ماما انتي فاكرة نفسك كبرتي عليا ولا ايه .... بس حقيقي مش مصدقه ان ابوكي رضي اخيرا يخليكي تيجي عندنا ..
-هههههههههه احلي ام في الدنيا ...اسكتي خلي كلامنا خفيف عليه...
توفيق بضحك : تعالي ياسوسه اقعدي ارتاحي روحي يا ام يونس هاتلها عصير ولا حاجه..
بدور برفض : لا يا ماما متتعبيش نفسك ونبي..
إيمان بسعاده : بس يا بت روحي اقعدي جنب عمك ثواني ورجعالكم ....
عاد يونس اليهم ..ووجهه يظهر عليه علامات الضيق...
توفيق بتحذير : احم اقعد يا يونس عايزين نتكلم في شويه حاجات مهمه بس بدور ترتاح شويه ..
بدور بسرعه : انا اكتر من مرتاحه والله ياعمي ...قول اللي عايزة...
استغرب يونس من لهجتها التي لا اثر للهجه الصعيدي بها ...
يونس بشئ من السخريه : انتي بتتكلمي عادي ولا كأنك من الصعيد يعني هو عمي اتمدن امتي ؟!
شعرت بدور بحرج واحست بدموع في عينيها ...و ما ان خرجت الكلمات من فمه حتي ندم بشده واراد لو يسترجعها...
توفيق بحده : يونس انت اتجنيت !! اتكلم عن عمك كويس...
اغمض يونس عينيه ولم يرد علي والده و حاول ان يلتقي بعيناها ولكنها ابت النظر اليه مرة اخري ...
توفيق : احم اقلعي يابنتي اللي علي وشك ده انا عارف ايه اللي ابوكي بيلبسهولك ده !!!
ارادت بدور الرفض فهي تريد الاختفاء عن انظار يونس في هذه اللحظه ولكنها استسلمت لرغبه عمها...
نظر لها يونس بترقب وشعر بدقاق قلبه في سائر جسده...
رفعت بدور شالها لتظهر ملامحها الفاتنه وبشرتها البيضاء التي لم تمسها الشمس وعينيها البارزة والتي تحرص علي اظهار جمالها بكحلها الاسود وكأنها تتمرد علي هذا الشال التي تجبر علي ارتداءه ....
نظر لها يونس بذهول ودقات قلبه متسارعه ،خطفت انفاسه بجمالها الشرقي الاصيل وبساطتها في هذه اللحظه....

أسري القلبWhere stories live. Discover now