الفصل السابع << الأرض (( لا اريد ان أخسرك مرة أخرى >>الملعونة))

34 1 3
                                    


هذه الأرض تصرخ بأنين صامت ،امتلأت أحشائها بأشلاء الجثث وثملت من الشراب الاحمر الذي تجرعته طوال هذه السنين ، هذه الارض المبتلة لم ينبت عليها أي اخضرار ، تجرعت سم الكره مراراً وتكراراً حتى صارت عقيمة لا تثمر مستقبلا!!

أي لعنة اصابتك ؟ بأي ذنب اخذت؟ اي حقد يلتهب في اعماقك؟

لو اعطتها صوت لصرخت !! سحقا لبشر !! سحقا لأطماعهم !! سحقا لأحقادهم!!

اكتفيت !! اكتفيت !!....فتحل لعنتي على ابناء هذه الأمة!!

هذه السماء تصيح بصوت يصم الأذان ، تلوثت هوائها برائحة الموت جاثم على أرضها !! اختنقت ،صرخت ،بكيت، زئيره هل هناك من مجيب !!

لم لا يسمعون؟ لم لا يرون؟ لم لا يحسون؟

تلبست الظلام ، قلبها الصافي تمزق لقطع صغيرة ، وهي تنوح !! الموت للبشر !! الموت لأحلامهم !! الموت لأمالهم!!

المزيد !! المزيد !! .....لعنتهم بستار من السوداء يعمي ابصارهم!!

ارتعش جسدها عندما لامست أقدامها هذه الارض ، تهيجت رئتها وهي تحس بسم يخترقهما !! نظر لهذه الارض الطينية الحمراء القاحلة !! وهي تتسأل كيف هذا لا يوجد بها أي نبات !! و ليست جافة !!....تقدمت نحو مكان لا يعيش عليه سوى الآثام ، نفوس أكلها الظلام ،أجساد بلا أرواح!!

التفت حولها وهي تقول بصوت مرتعش: أهذه الأرض مهجورة؟

ضحك سيزر ببراءة ظاهرة على وجهه ولكن قلبه مستفحلة فيه الظلام حاله كحال الجميع هنا ، أيديهم غارقة في الدماء و انفسهم محملة بالذنوب و أرواحهم بيعت للشيطان وهو يقول: انت محقة أميرتي !! تبدوا كالأرض مهجورة لقلة الناس هنا!!

هزت ماري رأسها وهي لا تصدق كلمة مما قال وقالت في بالها: هذه الارض خالية من ملامح الحياة!! كيف يعيش عليها أحد!!

اقتحم رجال باب المستشفى واقفين على يمين ويسار كجدارين لمنع حتى الهواء من مرور استغرب جميع من في صالة الاستقبال وتقدمت احد الموظفات لترى ما الذي يجري !!

وقف امامها ذلك الشاب الذي يرتدي النظارات وهو يظهر ابتسامة تبدو على وجهه لطيفةً لغرباء ولكن لمن يعرفه جدا كانت نذير للشؤم ،نزع نظارته وهو يقول: مرحبا!!أيتها الأنسة!!

ابهجت تلك الابتسامة وجهها المرهق من العمل وابتسمت خجلا وهي تقول: أهلا !! بم أساعدك سيدي!!

نظر نحوها واسرت هي بعينيه الرماديتان النادرتان اللاتان يدلى على القوة وهو يقول: في أي غرفة توجد الانسة ماري ريو؟

قاطعه صوت شجار يتعالى في المستشفى ، رفع رأسه وهو يقول: ما الذي يجري؟

ردت عليه الموظفة بصوت لطيف وهي تركز على الحاسب: صديقتها مفقودة وهي تحمل المسؤولية للمستشفى!!.....اتسعت عينيها من الصدمة وهي تقول في بالها: الفتاة مفقودة !! إنها نفس الفتاة التي يبحث عنها هذا الشاب!!....رفعت رأسها لتكلمه ولكنها تفاجأت به متجها نحو المشاجرة!!...ظهرت ملامح الخوف على وجهها وهي تنظر للرجال الذين معه وهي تقول: سنكون في ورطة كبيرة!!

♞ The meeting is impossible ♞ اللقاء مستحيل ♞Where stories live. Discover now