الفصل الثامن و العشرون.

21.1K 1.6K 1.2K
                                    




حديثُ نفسٍ راحَ يُداعب خاطِرها :

رحَل أوروس و يبدو الغضبُ عليهِ واضِحًا

هل قُلتُ كلامًا لم يجب عليّ قوله؟

أكُنتُ قاسيةً عليه لهذهِ الدرجة؟

حسنًا، الأمرُ حلّ و انتهى، فالتفكير فيه غير مُجدٍ!

--

فرُغ عقلها من الأفكار، لتتذكّر -بلحظةٍ ما- أنهُ لم يُخبرها بعد بالسِرِّ الكامِن خلفها

بقيتْ تتساءل، و تُفكّر بتفاصيلٍ عميقة لما حدَث لها بالماضي، و بواقعها كذلك

هل ستبقى بعالمهم؟ فقد تحوّلت لواحدةٍ منهم بالنهاية!

أخذت تعبث بشعرها بعنف، و الدموع تحجّرت بمُقلتيها تأبى الانسياب و الخضوع للضُعف، فما فائدةُ البُكاء الآن؟

أخذت تُتمتم : الوحوش لا تذرِف الدموع!

مرّت مُدّة و هي على هذه الحال، حتّى ارتفع صوتُ أحدٍ بالغرفة مُقاطِعًا الوضع

بنبرةٍ مُميّزة نَطق : ماذا تفعلين؟

هلِعتْ من الصوت المُفاجئ القادم من اللامكان! لترفع رأسها بحثًا عنه

فتجد صاحبه ما هو إلّا للمُغطّى بالسواد، صاحِب الردود القاسية المُغلّفة بالبرود

مسحت دمعةً كانت قد تهوّرت و سقطت من عينها، لتقول : أنت؟! ما الذي تفعله؟

اتّكأ بجسده على الحائط خلفه، ليضمّ ذراعيه لبعضٍ بملل

فيقول : ما الذي تفلعينه أنتِ؟

توتّرت و لم تعرف ما تُجيبه به، لتستوعب أمرًا فتُهاجمه قائلة : أنت شقيق أوروس؟

أطلق نَفَسًا ساخرًا على استيعابها البطيء للغاية، ليقول : بالطبع أنا هو، ألم أُخبركِ بذلك مُسبًقا؟

أردف ساخرًا : أو أنكِ من النوع الذي ينسى كثيرًا؟

تنرفزت، لكن قالت بهدوءٍ عكس طبيعتها المُنفعلة : لا، بالمناسبة لم تُخبرني باسمك بعد

رفع حاجبًا باستغراب، ليقول : أنا لم أفعل؟

أطلق ضحكة ساخرة خفيفة، ليردف : لا بُدّ أنّي نسيت

استغربت انقلاب شخصيّته، فقد ظنّته سيسخر منها كعادته

تبسّمت للُطفه، لكنّه صدمها بقوله : ما حاجتكِ لاسمي الآن؟

و لِفَخَامتك سيّدي.. سأرقُص.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن