◇كبرياء ظالم◇

1.6K 70 17
                                    

ركن زيد سيارته امام ذلك القصر المهجور ليلمح العدد الهائل من الحراس الذين يتواجدون في جميع اروقته و زواياه فتأكد من وجود آيات فيه.

نزل من السيارة و تقدم نحو القصر ليدخل إلا أن الحراس منعوه.

غضبه الذي كان يعميه قد تفاقم ليسدد لكمات نحوهم مما أدى إلى تهاويهم على الارض متألمين.

عدل ياقة قميصه و نظر نحوهم بإشمئزاز : عار عليكم..  رجال بالكلمة فقط.. لا بنية اجسادكم افادتكم و لا أسلحتكم.

تركهم على تلك الحال و دخل إلى القصر، توجه فوراً نحو غرف النوم يبحث فيها فيفتح واحدة ثم يغلقها و يفتح اخرى... إلى أن تهادى إلى سمعه صوت صراخ و نحيب ، ذلك الصوت الذي أجج النيران داخله و جعله كالثور الهائج .

فكرة وحيدة كان يرددها عقله 'أسرع قبل فوات الاوان هي في حاجة إليك ' .

ركض بأقصى قوة ليصل امام باب تلك الغرفة التي ينبعث منها صراخ أي الغرفة التي تتواجد فيها آيات.

فتح الباب ليرى أبشع المناظر امامه تلك المسكينه تقاومه بكل ما تملك من قوة و ذلك الحقير لا يكف عن ضربها .

تقدم نحوه و سدد له لكمة عنيفة جعلته يتهاوى أرضاً تلتها ركلات و لكمات أخرى.

رفع بصره من على وليد ليوجهه إلى آيات فيجدها في حالة يرثى لها، دموعها على خديها و وجهها المليئ بآثار الضرب،  دم ينزف من شفتيها و انفها ، يدها اليمنى تضعها على فمها لتكتم بها صراخاتها و الاخرى تحاوط جسدها بها. قميصها الاحمر المقطع في علو كتفها و شعرها المبعثر بإهمال على كتفيها. أسنانها التي تصطك ببعضها و جسدها المرجف.

ذاب قلبه لرؤيتها على تلك الحال و جمد الدم في عروقه.

تقدم نحوها لترفع هي بصرها و تتراجع إلى الخلف وهي تصرخ : إبتعد.. أرجوك توقف... توقف.

فعلم هو أنها لا تزال تحت وقع تلك الصدمة و تسمر في مكانه لا يقوى على الحركة متمنيا لو ان الارض تنشق و تبتلعه.

ظل يراقب ملامح وجهها الفزع إلى ان حلت محلها ملامح اخرى لم يفهمها .

كان قفصها الصدري يعلو و يهبط مطالبا بمزيد من الهواء و عينيها التي اغمضت شيئاً فشيئاً لتقع على الارض مغشياً عليها.

تقدم بسرعة نحوها و ضرب برفق على وجنتها حتى تستعيد وعيها و لكن لا حياة لمن تنادي بل ازدادت حالتها سوءاً.

حملها بسرعة بين يديه و نزل الدرج ثم تجاوز القصر ليضعها في سيارته في المقعد الخلفي و يركب هو مكانه ثم ينطلق ليقود بسرعة.

كان نظره مشتتاً بينها و بين الطريق مرة يلتفت إليها ليطمئن على حالتها فيتفاجئ بالعكس إذ بها تزداد سوءاً واخرى على الطريق.

أحببتها فخدعتني *قيد التعديل*Where stories live. Discover now