يتسائل مع نفسه,,ها أنا احاول ارضائك ايتها الفاتنة.
فــمشتاق الذي تعوّد أن يشير بإصبعه فيقوم الجميع على خدمته,,ها هو يدخل المطبخ ويقوم بتحضير وجبة الفطور لأجلك..

وضع كوب الشاي والسندويشة أمامها على الطاولة ووقف عند شباك المطبخ مولياً ظهره اليها.
أكملت طعامها ودفعت الكرسي لتنهض,,تقدم نحوها وسحب حقيبتها ووضع فيها النقود التي لم تأخذها لإسبوع قائلاً:
هذا مصروفج وبطّلي الخبال اللي انتي بيه..اذا زعلانة وياية لتعاقبيني بهالطريقة افتهمتي.

كان الصمت جوابها,,عن أيّ عقاب يتحدث,,هل هو يتألم لأجلها؟
فليتألم كما آلمها..هي لا تريد التفكير به اصلا.
أخذت حقيبتها وخرجت دون حتى كلمة شُكر.
أقنع نفسه,,,حسَناً هو لا يحتاج للشُكر فلا شكر على واجب..وواجبه ان يهتمّ بها وبصحتها .

استمرت ايامهما كما هي ,,عادت انفال الى الدوام لكن هذه المرة قررت دجلة ان تخفي عنها ما حصل,,فأنفال تحتاج للراحة قليلا..
وصلنا الى فترة الامتحانات التي مرّت بصعوبتها وقلقها على دجلة..
جائت العطلة الصيفية,,ولم يكن هناك ما تفعله في البيت فكانت تقضي وقتها بين بيت عمها او بيت جدها او بيت أهلها حيث اختها وأمها,,
استأذنته لمرتين او ثلاث مرات لزيارة أنفال وهناك ولأول مرة كانت تخفي عن انفال ما يقلقها .
وبعد فترة ليست بالقصيرة,,وبينما هم في انتظار النتائج النهائية..
خرجت من الصالة بإتجاه غرفتها.

مشتاق ناداها من غرفته:دجلة تعالي شوية.
وقفت عند الباب:نعم.

رفع رأسه ليراها منشغلة بمراقبة اظافرها بينما تنتظر ان يتكلم بما يريد.

يا الهي لِمَ لَمْ تعد ترد عليه بعناد..هو أدمن عنادها لأنه بهذا فقط يقترب منها ويستطيع النظر في عينيها وقراءة افكارها ..أما وهي على هذه الحال من الطاعة العجيبة فلا أمل له.
أشار لها ان تأتي..فلم ترفض .
جلست دون ان يطلب وأجابت: نعم ابن عمي أكو شي؟

مشتاق:اليوم خابرني استاذ هيثم...
خفق قلبها بخوف ورفعت عينها بعينه:النتائج طالعة؟
مشتاق صمت قليلاً كيّ لا يقطع تلك اللحظة.
أخفضت عينها فأكمل كلامه: وإنتي من الاوائل واحتمال تترشحين وتصيرين معيدة.
دجلة زفرت بإرتياح: الحمد لله رب العالمين.
إرتاح بدوره لإرتياحها: وإذا تحبين آني أروح للجامعة وأجيب الشهادة مالتج.
دجلة بإعتراض: لااا..ماكو داعي,,آني أحب اروح بنفسي وأستلمها.
نهضت من مكانها: اشكرك..يلا اسمحلي.
نهض هو الآخر وقبل ان تخرج عرض َ عليها خدماته:آآ..دجلة اذا تحبين اتوسطلج حتى تتعينين معيدة بسرعة فــ....
قاطعته: اشكرك ابن عمي ..اتعين أو ما أتعين كل شي نصيب ومحّد ياخذ اكثر من نصيبه.
أذهلته بجوابها وخرجت من غرفته وإتجهت مرة ثانية للصالة وإتصلت بوالدتها تبشرها.
.
دجلة بمرح :مااما باركيلي نجحت ومن الاوائل واحتمال اتعين معيدة بالكلية وبشّري بابا مازن وبشّري دنيا.
الام وهي تبكي:بتحكي عن جد,,ولييه ماني مسدئة ..يا ربي وأخيرا كبرتي وتخرجتي.
دجلة بعيون دامعة:اي ماما كله بفضلكم بعد فضل رب العالمين..يلا انطيني بابا حتى ابشّره.
استلم مازن الهاتف وهو يمسح دموعه:مبروووك يا بنتي,,ربنا يفرحك زي ما فرّحتي قلوبنا.
دجلة بصدق:اللهم آميـــن بس ادعولي انتوو.
ثمّ أكملت كلامها مع دموع:ومثل ما وعدتك بابا بس تصير عندي وظيفة,بسرعة نروح للعمرة آني وياك وآني اللي ادفع الكرسي الخاص بيك بيدي ليش كم أب عندي آني؟.
مازن وهو يمسح دموعا ًأنزلتها الابنة التي ليست من صلبه:الله يرضى عليكي يا بنتي سدئيني هلأ أنا إرتاحيت واطمنت عليكي إنتي وإختك.
إستقبل الجميع خبر نجاح دجلة وتفوقها بالسرور وأول المُهنئين كان جدها الذي أقام غداءا خاصا بهذه المناسبة.
في الحقيقة هو لم يسبق إن احتفلَ بنجاح احدى حفيداته لأن نجاحهن كان نجاحاً عاديا واحيانا يتم بـ(الواسطة) لكن حفيدة جدها تلك لم تحتاج لإسم جدها او معارفه لكي تنجح وتتفوق فكانت تستحق الاحتفاء بها..
والدها هو الآخر كان فخوراً بما وصلت اليه الإبنة البعيدة بإرادتها القريبة من قلبه..

انا وابن عمي Where stories live. Discover now