وقفت مارجريت في مكانها بعد ان دعت سوزي الى منزلها ، ثم خطت نحو غرفتها لتجلس وتراقب صغيرها في انتظار المربية .
كانت تراقب الساعة وكأن عقاربها المتحركة تكاد تلدغها ، واضطرت للانتظار ما يقارب ثلث الساعة ريثما وصلت سوزي الذي فزعت من منظر الصحون المتكسرة, فخاطبتها مارجريت مطمئنة" كنت غاضبة ، تشاجرت مع زوجي في الامس وقد غادر المنزل مسرعا "
لم ترد الاعتراف بما جرى خوفا من ان ترتعب المربية وترفض مجالسة داني بينما تذهب مارجريت لملاقاة ذاك الغريب .
ارتبكت سوزي وقالت مرتعشة" نعم ، اسفة ظننت ان امرا سيئا قد حدث "
ضحكت مارجريت بتوتر وقالت
" لا ، لا نحن على ما يرام "
واخرجت مارجريت رسالة مطوية داخل مظروف مغلق ومختوم من جيبها ، ثم وضعتها في كفة يد سوزي وهمست
" اريدك ان ترسلي هذه الرسالة الى قسم الشرطة اذا ما لم اعد انا او زوجي في الغد "
" مركز ال.. ما الامر سيدتي ؟؟ هل انت بخير!؟"
" نعم نحن بخير لا تقلقي ، كل ما في الامر اني ساقضي مدة طويلة في البحث عن تايسون وقد لا يعود في الغد ، وقد كتبت في الرسالة رجاءا بوضع داني في ايدي امينة ريثما اعود وزوجي الى المنزل"
لم تكن مارجريت تكذب هذه المرة ، فهي حقا كتبت هذه العبارة في الرسالة ، وهي تدرك ان احدا من الشرطة لن يعر قضية اختفائها اهمية .
تريد على الاقل ضمان سلامة ابنها الوحيد !
ثم اردفت قائلة" واني اعلم مدى انشغالك هذه الفترة خصوصا بعد دخولك الجامعة ولا اريد ارباكك بعمل اضافي ، ساكون ممتنة اذا ما نفذتي كلامي "
ابتسمت سوزي وقالت بتقدير صادق
" لا تقلقي ، لن اخذلك "
ابتسمت مارجريت بارتجاف واتجهت نحو طفلها النائم في سريرها .
انحنت بثبات وقبلت جبينه النضر ، ثم ازاحت خصلات شعره اللامعة جانبا لتتمعن في تفاصيل وجهه وتقاطيعه ، كان كالملاك في نومه الهادئ ، وقبلته مارجريت مجددا واستنشقت رائحته الطفولية .التفتت لتجد ان سوزي قد غادرت الغرفة كي تحضر كتابا من المكتبة .
فنظرت الى طفلها نظرة اخيرة وغادرت الغرفة على عجل ، وادركت ان تشنج عضلاتها المتوترة يمنعها من الحركة ،فقررت اخذ حمام منعش قبل الموعد المقرر .ملأت حوض استحمامها بماء معطر برائحة الياسمين ،واسترخت في المياه الدافئة منتظرة مرور ساعة اضافية كي تخرج وترتدي ملابسها وتغادر المنزل نحو المكان المطلوب .
وبعد ان امضت وقتا كافيا في عزلتها المنعشة خرجت وقد عاد اليها توترها وقلقها القديم ثم ارتدت ملابسها على مهل .
سرحت شعرها شاردة وحدقت بصورتها في مرآة الحمام وقد اصابها الذهول لاقتراب نهايتها .
بعد نصف ساعة بالضبط كانت مارجريت في سيارة زوجها الزرقاء مجددا وهذه المرة دون طفلها الحبيب .
YOU ARE READING
احببت قاتلي ( النسخة المعدلة والنهائية )
Mystery / Thrillerسيتم نشر الفصول المعدلة بانتظام ، وعادت لكم احببت قاتلي بحلة جديدة واسلوب اخر مختلف عن الذي اعتدتموه... احداث جديدة .. واحداث حذفت تقليل الدراما وزيادة الحماس ، تقليل المبالغه والابتذال وتحويلها الى واقعية ولم تتخلى الرواية عن امورها المهمة كشخصي...