حركت مارجريت اصابعها المرتعشة بتوتر تحت تأثير نظرة مديرها الغاضب ، مدركة ان مديرها لن يسامحها هذه المرة لتأخرها عن العمل .
وكانت مارجريت تعمل في احدى مكاتب بيع العقارات .
رفعت بصرها نحو مديرها روبرت ثم عادت لتحريك اصابعها بعصبية .فقال لها بغضب ظاهر
" هل لديك اي تبرير ؟ "
فتحت فمها لتتكلم وتجيبه بقوة لكنها عادت لصمتها وحركت كتفيها كعلامة لاستسلامها .
لن يفيدها الرد فيبدو ان روبرت عازم على فصلها من العمل .
وفي الحقيقة فإن مارجريت ترحب بهذا الطرد برحابة صدر .
فتربية طفلها البالغ من العمر عدة اشهر ، تحتاج وقت اكبر كهذا الذي تقضيه في عملها .ثم انها لا تحتاج للكثير من المال نظرا لوجود زوجها تايسون والذي يعمل كطبيب للجراحة .
شعرت ببعض الضيق سرعان ما تخلصت منه بعد ان امسكت بحقيبتها واجابت ببرود" لا تتعب نفسك ، فأنا استقيل "
نظر اليها باستغراب كونه لم ينوي يوما طردها ،لكنه يحب اغاظتها واستفزازها .
والتخلي عنها سيكون صعبا كونها مجتهدة في عملها وتكن الشغف لمهنتها .
ابتسمت بسخرية حين لاحظت نظراته المترددة وادارت له ظهرها ثم غادرت المكتب بسرعة .
وما ان استقلت المصعد الكهربائي حتى تنفست الصعداء وزفرت الهواء وكأنها كانت في حاجة له طيلة مكالمتها لمديرها .خرجت من المبنى بفرح لتتجه نحو اقرب هاتف عمومي .
فكرت انها ستهاتف مربية طفلها لتعلمها بموعد عودتها المبكر الى المنزل .ولكن مربية صغيرها لم ترد على اي من المكالمات المتكررة التي اجرتها مارجريت
" تباً ، اين انتِ ماريا "
شعرت ببعض الغضب والقلق ، لكنها ما لبثت ان اقنعت نفسها بامكانية انشغال ماريا حاليا بطفلها وعدم تمكنها من الرد على الهاتف .
وقررت بعد برهة ان تكمل مشيها لتعود لمنزلها .
رفعت مارجريت راسها عاليا تحدق بالغيوم ، وفكرت انه من المحتمل ان تمطر اليوم بغزارة .
اسرعت بخطواتها نحو المكان الذي ركنت فيه سيارتها الفضية .ثم قادت بحذر الى ان وصلت حديقة منزلها ، حيث ركنت سيارتها في المرآب وخرجت منها بعد ان اطفئت المحرك .
لكنها شعرت بقلق مفاجئ حين لاحظت عدم وجود اثر لسيارة ماريا مربية طفلها داني .
هرعت نحو مدخل منزلها المكون من طابقين ، ودخلت من الباب بهدوء ، وكانت الغرف مظلمة فشعرت بالرهبة والهلع .ثم بدأت الافكار السيئة تجول في خاطرها .
نادت بإسم ماريا عدة مرات دون اي رد ، فركضت على السلالم متجهة نحو غرفة صغيرها داني .
ثم فتحت باب غرفته لتجده نائما في سريره بسلام ، لكن لا اثر لماريا ." اين ذهبت بحق السماء ؟ " تمتمت مارجريت بغضب .
والقت نظرة اخرى نحو صغيرها داني لتخرج من الغرفة بسرعة .
وقد قررت البحث مجددا عن ماريا في الطابق الارضي ، علَّها لم تسمع نداء مارجريت في البداية .
وما ان وصلت الى الطابق الارضي وبدأت بمناداة ماريا حتى سمعت صوت خطوات ثقيلة في الطابق العلوي .وكان المنزل هادئا بشدة سوى من ذلك الصوت المنخفض الذي اثار ريبة مارجريت وحيرتها .
فكرت باحتمالية كون ماريا هي مصدر الصوت لكنها عادت لتنفي ذلك بعد ان ادركت كون ماريا لا تملك جسدا ثقيلا يمكنها من اصدار هذا الصوت اثناء سيرها .تحركت مارجريت بتوتر ، لا تدري ماذا تفعل وحاولت اقناع نفسها ان ماريا هي من في الاعلى .
لكن حبها لطفلها جعلها تتوهم الكثير من الامور فسارعت في امساك سكين المطبخ الموضوع في مكانه .وصعدت السلالم بحذر متمنية ان تسير الامور على خير ما يرام وان تقابل مربية طفلها في الاعلى .
وما ان اقتربت من باب غرفة رضيعها حتى سمعت همسا خفيضاً صادر من الداخل ولا ينذر بخير .
ذعرت حين ادركت ان رجلا غريبا يقف في غرفة صغيرها .وارتفع صوت بكاء داني ليزداد الهمس في الداخل .
فورا رفعت مارجريت السكين الى مستوى كتفها باصابع مرتعشة ودخلت الغرفة .
**********
أنت تقرأ
احببت قاتلي ( النسخة المعدلة والنهائية )
Mystery / Thrillerسيتم نشر الفصول المعدلة بانتظام ، وعادت لكم احببت قاتلي بحلة جديدة واسلوب اخر مختلف عن الذي اعتدتموه... احداث جديدة .. واحداث حذفت تقليل الدراما وزيادة الحماس ، تقليل المبالغه والابتذال وتحويلها الى واقعية ولم تتخلى الرواية عن امورها المهمة كشخصي...