الفصل الرابع

12.3K 288 4
                                    

الفصل الرابع

دوت كلمة الزواج بك في الحجرة ودارت في راس سالي لكنها لم تتوصل لان تعي معناها,,جحظت عيناها تتامله وهو واقف امامها كما لو كنت تنتظر تفسيرا للكلمة,,انتظرت ثم فاقدة الامل ,اغمضت عينيها.
انفلت من بين شفتيها المتيبستين تاوه ناابع من اعماقها,,ارتعشت كتفاها اخيرا,نهضت وهمهمت بكلمات غير مفهومة.

وخرجت من الحجرة وهي تجري ودخلت الى المطبخ كما لو كان ملاذا لها.
_اين تذهبين ؟سالي يجب اننتحدث؟
_دقيقة من فضلك.
فتحت دولابا,تحسست داخله باحثة عن علبة فول سوادني,,لقد نفد التموين,تعبت من البحث ,,اخذت علبة شوكولاته واحدة لكنها انشرت في حلقها ,وصل جاك:
_اخيرا ,ماذا بك ياسالي؟

كان واقفا خلفها تماما ولم يوار قلقه,تيبست ,قالت بصعوبة:
_ توقفت قطعة شكولولاته في حلقي.
ثم خطت خطوتين نحو النافذة,املة في ايجاد نجدة خارجية,, رجعت وعيناها تطوفان في الغرفة متجنبة ان تلتقيا بعيني ضيفها ,,اخيرا نجحت في ابتلاع الشوكولاته .

ونظرت اليه بعينين يائستين :
_انت لاتفكر فيما تقول,اليس كذلك؟
_لقد قلت واكرر اننا سنتزوج.
_هذا ما يخيفني اسمع ياسيد هاموند,,اقصد جاك !انت تاخذ هذا الحمل باهمية مبالغ فيها,,نحن في القرن العشرين,لم يعد الزواج ارتباطا مقدسا وغير قابل للحل,, لقد تحررت المراة كما تعرف,لقد نلنا حق التصويت !,, يمكننا نفس المناصب التي يتولاها الرجال ! يمكننا تربية اسرة دون مساعدة الزوج,,لااحد يتوقع ان يشعر رجل باضطراره للزواج من سيدة بحجة انها حامل,,هذه البطولة ليست من سمات هذا العصر.

بعد هذا الحديث القصير,والذي راته واضحا جدا,انتظرت اجابة.
لكن طوى جاك اعتراضها كما لو كان دون اي قيمة:
_سلوك الرجال الاخرين لايهمني في شيء,لست حريصا على القيام بعمل بطولي,,اردت ان اتصرف على احسن وجه,هذا كل شيء.

_الم تفكر في الامر؟ زواج ! ,,لماذا يتزوج شخصان لايعرفان بعضهما البعض بالقدر الكافي ؟بسبب طفل؟,, لكني قادرة تماما على تربيته دون مساعدة احد,اكرر لك ذلك.
امسك جاك مقعد المطبخ وجلس في مواجهتها ,,وبحركة اصبحت مالوفة لديها امسك يد سالي بين يديه.

اتخذ صوته نبرة هادئة ومريحة كما لو كان يتحدث الى طفلة:
_لااحد يقول العكس,انا لااشكك في قدراتك كربة اسرة,,امراة وحيدة يمكنها رعاية طفلها على اكمل وجه,هذا مؤكد ,,لكنك تحرصين على الايلومك احد في شيء,اليس كذلك؟
بعينين مثبتتين على يدها بين كفيه,اجابت مدافعة:
_لاارى الى اين تريد الوصول؟

_هذا بسيط جدا,هناك العديد من السيدات المطلقات ,,اللاتي يجدن تربية اطفالهن لكنك لست مطلقة حتى لو كنا نعيش في القرن العشرين ,فبعض المعتقدات مازالت باقية,,ماذا يحدث اذا سال زميل لطفلك اين ابوه؟ مالاجابة التي ستستطيع النطق بها؟اختفى والدي ؟,,او والدي ليسا متزوجين,ياله من احراج !يالها من اهانة لهذاالصغير المسكين !

صمت انه لايذكر انه ذات يوم بهذه النبرة المقنعة او ,,انه اتخذ هذا الاسلوب الملح ليحقق صفقة قيمة.
_سيكون ابننا غير شرعي ياسالي ,ربما ستقال له ,,مرة واحدة في حياته لكنها ستكون كافية لتؤثر فيه الى الابد.
,,صاحت سالي مرتعشة:
_لا !لا اريده ان يعاني ذلك,لن اتحمل معاناته.

ترك يد سالي ونهض وخطا نحو نافذة المطبخ.
لم ينطق بكلمة ,نظر الى السماء منتظرا ان يحدث تغير داخلي في عقل سالي.
اما هي فكانت تنظر اليه ,,الان وقد بعد عنها فقد زال عنها الاضطراب ,,اخذت تتامل هيئته المهيبة باعجاب.

اخرجها صوت جاك القوي من احلامها وعاد بها الى ارض الواقع:
_سيطلقون عليه ابنا غير شرعي ومهما اعتبرت ,,دالاس مدينة عالمية تحتضن العديد من الحضارات ,فستظل النظرة الى الابن الذ لا يعرف والده نظرة ارتياب.

,,امام عبوها استطر د على نفس الوتيرة:
_كانت لي صديقة ممتازة ,انجبت طفلا بدون زواج,,كانت فخورا بطفلها الى حد بعيدو.... ايه حسنا للاسف ادت الشائعات والاقاويل الى اصابة جهازها العصبي قبل ان يكمل طفلها عامه الاول,,انهارت لم تجد حلا الا ان تهرب ,لم تترك دالاس فقد بل تكساس باسرها حتى تجد السلام وحتى ,,لايعاتبها ابنها عندما يكبر لانها ربته في مناخ متسمم.

خطا بضع خطوات في المطبخ,وقد علت ملامحه علامات القلق.
_اخر مرة اتصلت بي ,كانت تبدو بخير,,لكنها كانت تعيش على انها ارملة ,,قالت انه يجب انتكذب حتى يتقبلها المجتمع .
تفحص وجه سالي ليعرف اثر حديثه عليها.
_حسنا ,حسنا ربما كانت صديقتي مرهفة الحس,,ولن اقول ان االمر سيكون بالمثل بالنسبة لك ,,,لكن هل من المعقول المخاطرة بتوازن الطفل النفسي ,بساطة لان فكرة الزواج تخيفك؟ ,,انا لااستطيع تحمل فكرة ان يعاني طفلي مثل هذا الموقف,, وخاصة ان بامكاننا ان نتجنبه ذلك بسهولة.

اثناء حديثه تذكرتسالي طفولتها الحزينة وجراحها التي لم تندمل بعد,,هل فكر والداها في اتخاذ الاحتياطات ليضمنا لها الامان والثقة بالنفس ؟الاجابة بالتاكيد لا.
اجابت :
_ببساطة ؟انت اكثر خيالا مني ,,الزواج بانسانة لاتكاد تعرفها ,ليس مشروعا عاقلا,,ليس من الامانة في شيء,سبعون بالمائة من الزيجات التي ,,تتم بين شخصين لم يتعرفا سنتين على الاقل تؤدي الى الطلاق ,انها احصاءات رسيمة.

_بالتاكيد لكن من يجبرنا على العيش الى الابد معا ؟,,الاهمية تكمن في ان لطفل اب وام لحظة ميلاده ,يجب اذن ان نتزوج.
واضاف متظاهرا بلا مبالاة :
_يمكننا ان نعيش في ظل زواج افلاطوني وبعد مولد الطفل نطلب الطلاق ,,هل ترين؟ ليس هناك ارتباط نهائي فيما اقترحه عليك حريتك ليست مهددة ولاحتى من بعيد.؟

اومات براسها مفكرة:
_بسماعك ,يبدو كل شيئا سهلا وطبيعيا,,وعلى الرغم من ذلك اشعر ان اقتراحك مبالغ فيه.
_لانك لم تفكري بالقدر الكافي ! ,,اسالك ان تعرضيه على د. ماتياس وعلى .....مااسم طبيبتك النفسية؟

_جانين وايت.
_يجب ان تكلميها في هذا الشان وستتاكدين ان اقتراحي ليس مبالغا فيه على حد قولك.
خرج من المطبخ تبعه سالي وفي راسها افكار مظلمة,,وصل الى حجرة المعيشة والتفت فجاة اليها ,,وبابتسامته الساحرة التي يجيد استخدامها .

,,قال بصوت مقنع لايقاوم:
_تبينت ان الامور تتطور سريعا ,لكن لايجب اضاعة الوقت في الندم ,,اليس كذلك؟ احاول دائما استخراج قدر اكبر من العناصر الايجابية في كل ,,موقف يواجهني ,ان هذا يعد افضل حل بالنسبة لكلينا.

قدم ذراعه وضع يده بخفة على شعرها المشعث,,ثم بطرف اصبعه داعب طرف ذقنها:
_هل سيكون مفزعا حقا ان تكوني زوجتي ! ,,سيمكننا ان نصبح صديقين جيدين ,اليس كذلك؟
لم تتحرك ملامح وجهها الشاحب, بينما اخذ تنفسها ايقاعا سريعا ,,مال جاك وطبع قبلة طويلة اغلقة عينيها,,انتشرت حرارة القبلة في كل اوصالها فشعرت بالسعادة تغمرها.

_ابتسمت سالي ورفعت عينيها ببطء كانت عيناه ,,الزرقاوان تلمعان محدقين فيها .....قالت سالي كالطفلة النهمة :
_واحدة اخرى ؟
انفجرضاحكا وطوق خصرها النحيل بذراعيه وطبع قبلة دافئة على شفتيها .
ثم رفع راسه وقال:
_اشعر ان الشهور القادمة تدخر لنا المفاجات.
تركها وقبل ان تعي حركته,فتح الباب واختفى
***
_ماالذي يقلقك في اقتراحه؟
فكرت سالي في السؤال,,تخلصت من حذائها وثنت ساقيها اتخذت جلسة مريحة .
نظرت الى جانين وايت في حيرة .
انتظرت الطيبة النفسية الاجابة .
_مايزعجك ليس فقط خطر الزواج بشخص لاتعرفينه اليس كذلك؟,,انا اعرف جيدا حتى ادرك ان هناك سببا اخر.
_انت تدركين تماما ,اني حامل من رجل لااعرفه,,ويجب ان اتزوج هذا الرجل ! اليس ذلك امرا غريبا؟ لن نتزوج حتى مولد الطفل ,,مايقرب من خمسة شهور اعيشها جنبا الى جنب مع رجل لااكاد اعرفه.

_هل هذا مايزعجك؟ هيا سالي ,حاولي ان تعرفي مايور بداخلك ,ماذا حدث عندما جاء ليراك؟
هامت عينا سالي واتخذ صوتها نبرة غير معتادة تحدثت كانها تحت تاثير مخدر:
_اولا كان كل شيء طبيعيا وثم بدا يخلع ملابسه ويتبعني من حجرة الى اخرى,,كنت اموت رعبا ,لكني ام افقد هدوء اعصابي ,,دافعت عن نفسي جيدا حتى عندما نجح ان يضع يده علي.

قاطعتها جانين :
_سالي توقفي .
_كنا في الحمام كان يمسك في يده سوطا ,سوطا حريريا احمر .
_اوقفي اوهامك!
قالت سالي :
_خمني ماذا ارادني ان افعل؟
رقصت عيني سالي لمعة حيرة وعندما شعرت ,,بغضب الطبيبة هدات وتنهدت بعمق وسكتت.

قالت جانين :
_لقد طوفت بي كثيرا في الخيال والان حان وقت ,,لتوضحي لي لماذا يثير فيك هذا الرجل هذا الشعور بالرفض على الرغم من انك تتصرفين امامه ,,بعكس ماتتصرفين امام الرجال لاخرين,اليس كذلك؟
_بلى كذلك, لست ادري لماذا ,لااشعر معه بالاشمئزاز الذي اشعر به مع الرجال الاخرين,,هذا يضايقني ,مع الاخرين اشعر بمجرد ان يقتربوا مني بتوك وتيبس في يدي هذا مزعج ومثير للاضطراب,,معه تداهمني مشاعر اكثر تعقيدا في داخلي ,لكني لااتوصل الى تحليلها.

واستطردت باطناب:
-كل شيء على مايرام بالنسبة لي,كنت اعتدت الحياة التي اعيشها,,كنت قد رضيت بالعجز الذي اشعر به امام الاقتراب من الرجال وفجاة يحدث هذا الحمل ,,يجب ان اتاقلم على هذا الوضع الجديد,وعلى رجل بالطبع.
_ربما تشعرين نحوه بانجذاب جسدي ؟

_لا !
اندفعت اجابتها بقوة,شعرت سالي باندفاعها فشرحت بصوت اكثر هدوءا.
_لم انجذب جسديا ابدا لرجل في العالم لماذا ساتغير؟
_يمكننا ان نعرف !ماالذي يجذب شخصين احدهما للاخر؟,,انه ليس مظهرهما الجسدي فقط ,اه اكثر قوة ربما انعكاس كيميائي او عقلي من يدري؟
_لا..... لست حساسة الى ذلك النوع من الانجذاب ,,على اية حال هذا لن يغير شيئا في مشكلتي الحالية.

_خطا !انه مهم لكي تقرري بنفسك اذا كنت ستقبلين فرصة الزواج ,,لقد رفضت الاجهاض ولديك فرصة الزواج بالاب,,,فاذا كنت لاتتحملين هذا الاب,فانه يخشى ان تؤدي معاشرته الى اصابتك بنوبات عصبية.
-انتبهي !لن يكون هناك لعلاقة زوجية كاملة ! سيكون زواجا افلاطونيا !

_لكنكما ستعيشان معا.....ماذا لو حاول تقبيلك؟
_ايه حسنا..... لقد قبلني فعلا, وجدت قبلاته غريبة جدا,,لاني لم اجد اي رغبة فيها ولكني شعرت بلذة وبدفء يعتريان جسدي كله كما لو اني غطست في حمام بخار ,هل تدركين؟
لمع في عيني جانين المكر واخذت تحرك قلمها بين اصابعها:
-اتقاومين تقرب اي رجل منك في فزع؟

-نعم في فزع واشمئزاز,لكن الامر مختلف مع جاك ,,اريد ان اقول انه عندما يقبلني لااتيبس ,بل على العكس...
_اذا كنت تشعرين بلذة ففي هذه الحالة ,ليس هناك مجال للقلق بشان الزواج.

فكرت سالي من جديد,,هل شرحت جيدا ماتشعرين به؟
لكن بم شعرت عندما قبلها جاك؟,, كم هو صعب ان تقول الحقيقة عن مشاعر معقدة بهذا الشكل!
_اريد ان اوضح ان قبلاته تزعجني في نفس الوقت,,احيانا ارى عيني جاك تتفحصانني مما يثيرني لاني لااعرف فيم يفكر؟

_اتوقع ان تعتادي بسرعة وجود جاك هاموند اذا قررت العيش معه,,لكن حدثي نفسك بانه ليس هناك على الارض من شخص ليس مضطرا لتغيير حياته من ان لاخر وان يتاقلم مع بيئته,,هذا يحدث بسهولة او بصعوبة لكنها تجربة تستحق المحاولة,,هل يخيفك تغيير نمط حياتك؟
_انا ...... لا ,انا لااعتقد.

القت جانين نظرة الى ساعة معصمها ,,عرفت جانين ان الجلسة اشرفت على الانتهاء ,فردت ساقيهاولبست حذاءها.
_بما انه اقترح عيلك زواجا افلاطونيا ,,لاارى في ذلك ما يزعجك.
نهضت سالي رافقتها جانين حتى الباب
_لن يسبب ذلك تغيرا كبيرا في حياتك,,حتى لحظة طلاقك,ستكون المسالة ان تستطيعي احتمال ,,العيش مع جاك هاموند كاخ واخت خلال بضعة شهور.

-لكن هل تعتقدين انني يجب ان اتزوجه اذن؟
ارتسم القلق على وجه سالي وظهر في نظرتها الحائرة المتسائلة .
ابتسمت جانين ابتسامة غامضة .
_عليك انت ان تقرري ياسالي باكستر.
***
اشترت سالي الفيشار ودخلت الى الحديقة العامة.
بمجردان لمحت مقعدا خاليا اتجهت صوبه على الفور.
جلست وجالت ببصرها في المكان.
لقد فكرت وفكرت في المشكلة ولم يطف الى ذهنها اي حل واضح,,يجب على سالي اتخاذ القرار وحدها.
جاء احد المتنزهين جلس الى جوارها فقطع حبل افكارها ,,وتبادلا الابتسام انها تعرف منذ زمن هذا الرجل الطيب الذي اسمته ليون الفيلسوف والذي ,,كان يبث في نفسها المرح لطريقته في مقابلة الحياة.

قال وهو يصلح من شعره الابيض الجميل.
_العصافير تتضور جوعا هذا الصباح,,لكن اذا استمررت في منحها الفيشار ,فلن تتقبل فتات الخبز ,,وسينتهي بها الامر الى طلب الحلوى بالشوكولاته.
ابتسمت سالي انها تعشق هذا النوع من التفكير المرح.

_سيكون لها الحق في الحلوى بالشكولاته اذا قبلت ,,ارتداء رابطة العنق والاحذية الجلدية الايطالية.
_احذية ايطالية ؟ ياالهي !لقد انتهت صيحتها حتى بالنسبة للحمام.
وبعد دائق من الحديث المرح قررت سالي ان تطلب مشورته.

_ليون اتخيل انه قد حدث لك عدة مرات ان اتخذت ,,قرارا مهما اليس كذلك؟ كيف لك ان تختار قرارا سديدا؟
_عزيزتي بما اني رجل متسكع منذ سنوات, لست بالتاكيد من يطلب نصحه.
على الرغم من كونه متسكع الا انه كان نظيف الملبس ,,شعره نظيف ,حليق الذقن ,عن قرب ,,يلاحظ قدم ملابسه عند الرقبة والرسغ .

_هل انت رجل متسكع حقا؟
_لقد تناقشت في ذلك طويلا مع امثالي,, ودون ان نصل لاجابة قاطعة ,اعتبر نفسي متسكعا.
كان يتحدث كما لو انه قد نال وساما.

_خلال سنين , حاولت ان اعيش مثل الاخرين,وفي النهاية توصلت الى اني قد اضعت وقتي.
وتابع قائلا:
_بما اني لاازعج احدا بطريقتي في الحياة فانا احب الناس ,,ولاابخل على احد بالنصيحة اذا طلبها, انت تعلمين انني كنت استاذ فلسفة في احدى الجامعات ,,كنت احاضر اعدادا غفيرة من الطلبة المنتبهين ظاهريا الا ان القليل منهم كانوا يسمعون ويعون ماادرسه,,لذلك قررت ان من يريد ان يتعلم سيتعلم بدوني ,,والاخرون سيكتفون بشراء الكتب والانغماس فيها.

القت سالي ببعض حبات الفيشار في فمها .
-هل تريد القول انك اخترت طواعية ان تكون متسكعا؟
_تماما.
_لكن اذا ماواجهتك مشكلة ,اذا رزقت بطفل مثلا ,فماذا كنت ستفعل ؟

قال مفكرا :
_نحن نتطرق لمشكلة مختلفة ,,اذا القي الي بمسؤولية شخص اخر غيري فسيكون اهتمامي بهذا الاخر ,,عندي احساس بالواجب يا عزيزي ,لااتصرف مثل الحيواني الاناني,,على الاقل سافعل ما استطيع.
وتابع قوله :
_لقد اكتشفت ياطفلتي العزيزة,,انك لاتجدين السعادة عندما تضحين بسعادة غيرك,,اذا كان لك الخيار فاختاري مايسعدك ويسعد الاخرين,لكن التمسي اولا سعادة الاخرين,,يصعب هذا الامر احيانا ,فلا يعرف المرء اين الواجب بالضبط.

الواجب؟ هل هناك عليها واجب تجاه هذا الطفل الذي لم يولد بعد؟,,نعم دون اي شك,ماافضل قرارا بالنسبة له؟ ان يكون للطفل اب؟
مهما كان شعورها نحو جاك هاموند فانها لاتستطيع ان تنكر ان في وجوده مصلحة كبيرة بالنسبة لطفلها ,,انه يحب هذا المخلوق الصغير ويريد ان يبني له بيتا بالامكانات التي يمتلكها ,,انه يحرص ايضا على متابعة الحمل, كما لو كان هذا الطفل ,,ثمرة لعلاقة غير عادية اوكنز كبيرا.

وبمجرد ان اتضح في ذهن سالي قرارها ,,شعرت بالارتياح اي ارتياح ,نهضت من فوق مقعدها والقت ,,بما تبقى من الفيشار تحت الشجرة .
_شكرا ياليون لقد افدتني اكثر من طبيبتي النفسية,, لقد اشرت الي بالطريق الذي يجب ان اسلكه وسافعل.

صاح اليها وهي تبتعد:
_هيه سالي ,ماالذي ستيغير؟
_حياتي .
ابتسمت اليه ورحلت في خطى مسرعة.

نهاية الفصل الرابع

 البلهاء الذكية_ عبير دار ميوزيك Where stories live. Discover now