الرسالة الثالثة

2.6K 308 31
                                    

صوت رشاش المياه الذي ينبعث من حمام ماريآن

اليوم هو عطلة وفي العادة ليس لها  شيء محدد لتفعله لذا هي تفضل الجلوس في المنزل أو الذهاب للتجول قليلا وبما أن رأس السنة قريب لذلك ستكون المدينة بأبهى حللها
قررت الخروج و الذهاب لوسط المدينة حيث الاحتفالات و المهرجانات بهذه المناسبة

" سأخرج في المساء "

تمتمت  وهي تتجه للاريكة ، أمسكت جهاز التحكم وأخذت تقلب قنوات التلفاز بملل لعلها تجد شيئا يجذب انتباهها
وفي الأخير وجدت فلم كوميديا قررت متابعته

لم تستطع ماريآن  أن  تمسك ضحكاتها فأخذت تضحك من قلبها بسبب الفلم حتى
شعرت بدموع تسقط من شدة الضحك

" لا بأس اسقطي فأنتي محبوسة من زمن "

قالت ماريآن كأنها تخاطب دموعها التي وجدت طريقا على خدها
إنتهى الفلم وهذا ازعجها  قليلا فهي كانت تتمنى أن لا ينتهي لأنه  كان سببا في ضحكها التي انطلقت دون إذن منها

نظرت للساعة لتجدها الثالثة والنصف فنهضت لتغير ملابسها ، لبست سروال جينز مع قميص أبيض اللون فمزاجها جيد اليوم و لبست فوقهم جاكيت أسود وخرجت تركض بفرح
تعمدت اليوم ترك شعرها منسدلا على ظهرها
فشعرها كان يطير معها أثناء ركضها كأنه سعيد بحريته

مشت ببطىء وهي تضع سماعات الأذن تستمع إلى أحد الأغاني الهادئة بينما توقفت  تتأمل  زرقة البحر و عالمه المخفي خلف امواجه التي تحمل أسرار اعتاد البحر على سماعها من الناس دون شكوى أو ملل

----

دخلت إلى إحدى المقاهي لتحتسي بعض الشاي فاتجهت نحو طاولة فارغة وجلست
بعد أخذ طلبها

بقيت ماريآن  تتأمل المكان لكنها تفاجأت بدخول تلك المزعجة
ومن غيرها " كايت "

أدارت ماريآن وجهها بسرعة لكي لا تلمحها لكنها فشلت فلقد تقدمت كايت لها بخطوات سريعة ووجه بشوش

" مرحبا ماري  "

قالت كيت وهي تمد يدها لتصافح ماريان

" أهلا " ردت عليها باقتضاب

" كيف حالك؟ " عادت تقول بتلك الابتسامة

" جيدة و أنتي " قالت ماريآن وهي تحاول أن تصنع وجها سعيدا كوجه كايت

" رائعة مممم إذن هل أنت وحدك " سألت وبما أن ماريآن أسوء كاذبة فدائما يكشف كذبها من أعينها لذا قررت أن تقول الحقيقة فحركت رأسها إيجابا

" رائع فأنا أيضا وحدي " قالت  وهي تأخذ كرسيا لتجلس عليه بينما ماريآن تراقبها بصمت

"إذن ماذا تفعلين هنا " سألت كايت وهي تضم يديها إلى خدها منتظرة جواب ماري

" بصراحة لا شىء محدد فقط اتنزه بما ان اليوم عطلة "

ردت ماريآن

قررت أن تتخلى عن وحدتها اليوم في محاولة لإنشاء بعض الأصدقاء فكايت تبدوا مهتمة بحديثها القصير

" جميل بصراحة حتى أنا لم أجد ما أفعله وبما أن حظي جيد اليوم التقيت بك "

قالت بحماس ونبرة سعيدة مما ادهش ماريآن فهل يعقل أنها  سعيدة بلقاءها هكذا بينما هي تحاول التهرب

" إذن كايت هل نتجول معا "

قالت ماريآن  ببعض التردد وهي تنظر للطاولة  لكن كايت نهضت بسرعة وامسكت بيدها

" هيا ماذا تنتظرين " أجابت  وهي تسحبها وراءها لتخرجا معا من المقهى

كانت كايت تتكلم كثيرا بينما ماريآن تنظر لها بابتسامة فقد أحبت كيت ربما لأنها مرحة و طيبة

" كايت "

قالت ماريآن فجأة لتنظر لها بمعنى تكلمي

" كيف يمكنكي أن تكوني هكذا " قالت ماريان بهدوء كعادتها لكن كايت قطبت حاجبيها

" أعني انت تضحكين و تبتسمين كأنك أسعد شخص على وجه الأرض " عادت تقول بنفس الهدوء ونظرت لكايت التي وجدتها مبتسمة

" اتعرفين شيء ماري " بدأت كايت تقول  بينما توقفتا عن المشي

" ماذا "

أجابت ماريآن

" هناك جملة اتذكرها كلما شعرت بالحزن أو الضيق "

" ماهي "

" الإنسان يولد مرة و يعيش مرة و يموت مرة وايضا يحب مرة "

كلتاهما صامتتان

كلمات كايت دخلت قلب ماريآن كأنها تقوم بمسح ذلك الغبار الذي طغى على قلبها من أعوام
كلمات كايت دخلت اذنيها لتتذكر كيف عاشت هي حياتها
كلمات كايت دخلت عقلها لتذكرها بتلك الرسائل التي لم تلقي لها بال وذلك المعجب السري الذي أغلقت له قلبها

" كايت أنا سوف أعود للمنزل "

قالت ماريآن بينما إبتسمت كيت وأخذت تراقبها وهي تبتعد بخطواتها لكنها دارت لها

" شكرا على كلماتك و على هذه النزهة الجميلة سوف تلتقي غدا " صرخت  ماريآن ثم لوحت لكايت وذهبت

صعدت الدرج بسرعة لتصل إلى شقتها
نزعت حذاءها و معطفها واتجهت إلى الشرفة بسرعة لتجد رسالة جديدة
أخذتها ودخلت بها للداخل

" أحببت صوت ضحكاتك فدخلت إلى أذني كأنها لحن من أروع الألحان
جميلة كنتي اليوم بذلك الشعر الذي أطلق صراحه اليوم
انا مدين لذلك الذي جعلك سعيدة هكذا فقط من أجلي كوني سعيدة... من أجلي......h "

أعادت قراءتها كثيرا ....ألم تلاحظ من قبل جمال عباراته أم أنها كانت تتعمد العمى

فجأة شيء سقط من الأعلى فأسرعت تذهب
لتجد وردة حمراء جميلة جدا وذات رائحة عطرة
امسكتها ماريان وقربتها لانفها لتنعم بتلك الرائحة الزكية
" شكرا "

صرخت ماريآن ليسمعها
--

أراد  أن يجيبها بعفوا أو سعيد بأنها اعجبتكي لكنه اختار الصمت و........الصمت

فتى الشرفة ( مسابقة سبارتينا )Where stories live. Discover now