الرسالة الثانية

2.9K 322 22
                                    


بكى صرخ قاوم ذلك الألم لمحاولة الوقوف على قدميه فبكل ما أوتي من قوة أمسك كرسيه وحاول أن ينهض ،حاول أن يتحرر من هذا القَدر الذي كتب عليه طوال حياته
فأي حياة تلك التي بقي له أيام معدودة معها بفضل مرضه اللعين مرضه الذي جعل فرصته أن يعيش سعيد رغم اعاقته تختفي تماما
لكن مجيئها غير له حياته و غرس في قلبه بعض الأمل في العيش كبقية الناس
ماريآن عشق كل حرف من إسمها كان ينتظر بفارغ الصبر ساعات دخولها أو خروجها ليراقبها من زجاج نافذته أو الشرفة

لطالما حاول أن يرمي رسالة لها لكن خوفه من نفسه من شكله من مرضه منعه من ذلك لكن البارحة كان مختلفا
البارحة قرر أن يكتب قصة حبه بنفسه ولتفعل الأيام ما تريد فالحب بنى العديد من البيوت وحان الوقت ليبني له بيته

تجمعت كل الأفكار في رأس هاري دفعة واحدة مما جعلت قوة تهب في جسده ليحاول مرة أخرى الوقوف لكن إنتهى به الأمر مرميا على الأرض يبكي على  عجزه  

جاء خادمه جونز بسرعة بعد سماعه لصوت سقوط يتبعه صراخ و بكاء

" سيدي كيف حدث لك هذا؟! "

قال جونز وهو يحمله ليجلسه فوق كرسيه المتحرك ثانية لكن هاري رفض و طلب منه أن يأخذه إلى سريره
كان هاري يشعر ببعض الخجل وهو محمول من طرف خادمه ذو البنية الضخمة
فلطالما شعر بالغيرة منه كونه يمشي و يجري رغم كونه خادما 

وضعه في سريره وغادر بعد أن تمنى له ليلة سعيدة

" أي سعادة "

تمتم هاري بعد خروج جونز

----------

" لقد تأخرت "

صرخت ماريآن وهي تركض نحو الخزانة لتجلب ملابسها فعادة هي تختارها قبل النوم كنوع من الاحتياط ليوم كهذا
لبست بسرعة و حملت قطعة خبز لتاكلها في طريقها إلى الجامعة

بعد تعب وصلت فلمحت فتاة تقف عند باب القاعة تصرخ و تتأفف فعرفت ماريان إنها تحاول أن تقنع الدكتور ليدخلها للمحاظرة لكن هذا الدكتور بطبعه عنيد و صعب المحاورة

فجأة أغلق الباب في وجهها لتتمتم الفتاة بكلام لم تسمعه ماريآن لكنها متأكدة إنها تشتمه
تحركت تلك الفتاة الطويلة بإتجاه ماريآن و قالت  بعصبية

" لا تحاولي فقد رفض ادخالي "

" ومن قال أنني كنت سأحاول " ردت  ماريآن بسخرية ثم حملت حقيبتها و اتجهت بها نحو إحد المقاعد

كان لها كبرياء و عزة نفس كبيرة فهي لم ولن تترجى أحد من قبل لفعل أي شيء لها فدائما كانت تأمن بأن لا أحد سوف يساعدها سوى نفسها..... نفسها فقط
تقدمت لها تلك الفتاة من جديد  لتنظر لها ماريآن بطرف عين و اشاحت بنظرها مجددا

فتى الشرفة ( مسابقة سبارتينا )Where stories live. Discover now