الفصل الثاني - توبيخ !

151 13 3
                                    


نهاية الفصل الأول كانت عندما نادته المعلّمة
^_^



يعلم ما تريده بدقة، يعلم أنها ستلقي نفس محاضرتها المعهودة، أسطوانة قديمة كانت تحكيها له بمختلف الألحان الموسيقية، بمختلف اللغات، بمختلف الكلمات منذ بداية السنة الدراسية.

"هل أنت مجنون؟ أتجعلها تمتلك حياتك؟ أدرس، تعلم، ابحث عن وظيفة ... ستجد أَلَافَ النساء غَيْرَهَا ... ستجد أَلْفاً منها ينتظرون إشارة منك ..."

كلماتها، كان يجيب عنها في قرارات نفسه

"نعم حينها قد أجد أَلْفاً سِواها لكن هي ؟ لا أعتقد أنها ستكون ضمنهم"

هو يعلم أنها لن تحبه لكنه أصرّ على حبها هو يعلم أنها ستجد يوما ما من تحب، وتعيش معه ما تبقى من حياتها، لكنه يأبى أن يرى في الحب غيرها ...

من بين كل كلمات المعلّمة التي لا يسمع منها شيء، لاحت ذكرى على مخيلته ... ذلك اليوم، ذلك اليوم الذي علم اسمها ومعلوماتها الشخصية لم يخطأ من قال أن الجنون و الحب وجهان لعملة واحدة ..

كان أول يوم يتأخر فيه، فمن عادته أنه أول الحاضرين، اضطر إلى أن يتوجه إلى مكتب الحارس العام ليأخذ إذن السماح بالدخول.

دخل ببطء شديد، دون أن يصدر أي صوت، وقف أمام مكتب الحارس العام وقال

- مرحبا

- ماذا هناك ؟

نظر سعيد إلى جانبه، وهمس تحت شفتيه

- أريد كوب قهوة مع بعض الخبز وشكولاطة

نظر إليه الحارس العام من أعلى النظرات

- تكلم بوضوح فأنا لا أسمعك !

- لقد تأخرت وأحتاج إلى إذن السماح بالدخول

سحب الحارس العام مجموعة أوراق فصله، بعدما أخد شعبة سعيد ورقم فصله، بدأ يبحث في أسماء التلاميذ وسعيد يراقبه.

بين كل تلك الأسماء والصور، أتارة صورتها حواسه كلها، دون أي تفكير ترامت الكلمات من شفتيه كاللعاب عندما يشاهد وليمة

- أستاذ يبدوا أن أحد يناديك من الخارج.

نظر إليه الحارس العام في استغراب

- لا أسمع شيء

لكنه رغم ذلك نهض من مكانه ليتفقد، هل هناك أحد في الخارج؟

خرج الحارس وتوجه سعيد مباشرة إلى تلك البطاقة وصورتها بحجابها الأسود عليها ... على جانب البطاقة كتب الاسم (مريم) و أسفله كتب تاريخ الميلاد (السابع عشر من أيَّار)

لم يكمل باقي المعلومات، فدخول الحارس العام فجأة، أفسد عليه الأمر. لكنه علم اسمها على الأقل "مريم" اسم كان يعني له الكثير، سأل نفسه عديد المرات، أهذه الفتاة قدره؟ ...

حقا كان يحلم لو كان بإمكانه معرفة المزيد عنها بدت له كأنها أميرة أحلامه النائمة تنتظره ليوقظ قلبها.

من يعلم ربما كانت كذلك

وبخه الحارس العام لأنه لم يجد أحد خارج مكتبه، حرمه من الحصة الدراسية، وأعطاه إذن السماح بالدخول للحصة المقبلة، ضاعت منه ساعتان من التأمل .. لكنه لم يحزن فحينها كان قد علم اسمها وتاريخ ميلادها الذي لم يبقى له سوى شهر من الأن

بدأ يفكر أي هدية سيقدمها ...

ذكرياته تسبح أمام ناظريه ومعلمته لا تزل تكرر نفس كلامها

"اجتهد في دراستك يا أحمق، وأنهي تصرفات المراهقين هذه"

إنه رغم حداثة سنه فهو يعلم أن ما يحس به، أمر محال أن يكون مجرد إحساس عابر لمراهق. وهل من المراهقين من يبني حياة ثنائية في خيالاته، دون أي ينطق بكلمة؟ وهل الحمقى يفهمون معنى الحب الذي ملئ قلبه ...

لم يترك المعلمة تنهي كلامها فقد تذكر أنه غدا هو يوم ميلاد مريم، تذكر أنه لم ينهي الهدية بعد، الهدية التي بدأ في تهيئتها قبل شهر.

غادر القاعة دون أن تنهي معلمته كلامها، نادته مرات عديدة لكنه غادر دون أن يلتف خلفه، فكل تفكيره الأن كان الهدية.



هذا كان الفصل الثاني أتمنى أن ينال إعجابكم
وشكرا على متابعتكم ^_^

الفصل القادم بعنوان الهدية

الحب، الخجل - لقاءWhere stories live. Discover now