الفصْل الخامس عَشَر.

31.5K 2.4K 958
                                    




بالمنزل الذي تسكن فيه نيسا

تجاهل أوروس اعترافها، ليخرج من الغرفة، فما سمِعه منها سابقًا كان أهمّ بكثير من التفكير بمشاعرها

عاد لقصره ( قصر ميوريل سابقًا )

لا يعرف لما قادته نفسه للدخول للغرفة التي كانت لوريا تسكُن بها

ما زال أريج رائحتها يعبق بالمكان، أو ربما لأن حاسّة شمِّه قوية؟

نظر لأرجاء الغرفة قبل أن يقترب من السرير، المُغطّى بفراشٍ ثقيل ذا لونٍ أبيض

رمى بجسده عليه، غير مُكترثٍ بشعره الذي تبعثر، رغم أن الفوضوية عدوّته الأولى

أغمض عينيه ليسترجع أحداث ماضٍ جميل، دومًا ما ترنّمت ذكرياته بعقله و دغدغته، فيبتسم

-عودة للماضي، قبل أربعة سنوات-

أوروس، بعُمر السِتة عَشرة عام

كان دائمُ التجوّل خارج منزله، ففِكرة أنّ هناك أربعة جُدرانٍ تحبسه ليومٍ كامل تؤرِّقه و تكتم أنفاسه

في يوم ما، صُدفةً عَثر أثناء سيره لوحده على بوابةٍ كانت مفتوحة، تؤدّي لعالم البشر

و لم يكُن على دِراية بماهِيّتها، و لا أين تؤدّي

جهل كذلك : من فتحها؟ و متى ستُغلق؟

رُغم أنّ شكًّا عن كونه يتعلّق بعالم البشر يُراوده، لم يعرف لمَ؟

لكن ما يعرفه يقينًا أن رغبته في رؤية ما يُخبِّئ ازدادت، و ها هي فرصةٌ أمامه ربما لن تتكرّر!

تلفّت من حوله بشكلٍ سريع، ثم و بتهوّرٍ منه، خَطى خطوة فثلاثة، ليدخل من خلال البوابة "غريبة الشكل"

و ما إن انتهى بالطرف الآخر، ليرى نفسه بمكانٍ ما، مُختلف كلّ الاختلاف عمّا كان يعيش به

حيث الحياة، أصواتٌ تصدَح من حوله، و الروائح التي يستنشقها سِحرٌ آخر

بعيدًا عن روائح الدم المُنتشرة، هناك روائح جميلة

ظنّها عطور، فالبشر حتمًا يعشقونها! فقد سَبَق له و تعامل معهم

تأكّد أنه وقع بين البشر، بل الملايّين منهم

بعدها انطلق برحلته لاكتشاف عالمهم الغريب عليه، فهذه أوّل مرةٍ له

لكنه قبل كلّ شيء، حفظ مكان البوابة للعودة~

و لِفَخَامتك سيّدي.. سأرقُص.Where stories live. Discover now