الفصْل الخامس عَشَر.

Start from the beginning
                                    

--

مرّ النهار كاملًا و هو يحوم بأرجاء المدينة الضخمة

و قد امتلأ رأسه الصغير بأفكارٍ و أمورٍ جديدة

فبعالمه الذي يعرف، ظلامٌ و دماء، و إطلاقًا لم يشعر بالحياة و مُتعتها

لكنه وجدها هنا، و أُعجِب بها

أخذ لنفسه مكانًا على كرسيٍّ أسفل شجرةٍ ضخمة

استغرب و هو يسمع رنين جرسٍ قريبٍ منه، فيكتشف بالنهاية أنه بباحة مدرسة

و الطُلّاب بدؤوا بالخروج، فالمساء قد حلّ، و الساعة تتم على الرابعة

لم يرغب بالتحرّك من مكانه، ففضوله عن حياة البشر المدرسية تُرغمه على البقاء و رؤيتها

خلال عشرة دقائق كانت المدرسة خَلَت من أكثر من نصف طُلّابها

عجبًا لسُرعة انتشارهم! إنهم كالذُباب!

تثاءب بملل، و هو يُفكّر بأفكارٍ سخيفة عن العيش بهذه المدينة و ترك عالمه الكئيب

لكنه طرد كلّ شيء حينما التقط أنفه رائحة دمٍ شهية جدًا!

ميّزها جيّدًا، فيندُر وجود مثل هذه النوعية الفاخرة من الدماء

و لرغبته الطبيعية المغروسة بأعماقه، قرّر معرفة صاحب الرائحة، و اللحاق به

لاحقًا خرجن مجموعة فتياتٍ تتضاحكن، و ألسنتهُنّ لم تتوقّف عن الثرثرة

خرجن من بوابة المدرسة، لينهض هو بدوره مُلاحِقًا صاحبة دمه الفاخر

اكتشف من هي تحديدًا، و بقي يتبعها حتى وصلت لمنزلها

بعدها عاد لذات البوابة و لمنزله~

لَيلتها بقي يُفكّر مُطوّلًا، و الأفكار تسبح به يمنةً و يَسرة

حتى أخذ النوم مكانه بعينيه~

و في اليوم التالي قامَ بذات الأمر، بقي يتتبّع الفتاة و ما تفعله؛ بدافع الفضول

--

مرّ أسبوعٌ و هو على هذه الحال

يفيق صباحًا باكرًا، يذهب للبوابة التي حفِظ مكانها منذ أوّل نظرة، و لمُراقبة تفاصيل حياة فتاته

إلّا أنه و كفتى ببداية المُراهقة، وقع سريعًا بحبها، فهي تمتلك روحًا جميلة قبل الملامح اللطيفة

و لِفَخَامتك سيّدي.. سأرقُص.Where stories live. Discover now