الفصل التاسع.

45.6K 3.5K 1.1K
                                    






لوريا تدور بمنزل " إيرالد " بحثًا عن مخرج منذ مُدّةٍ لا تقِلّ عن نصف ساعة

و لم يعُد أيًّا منهما بعد، و الشمسُ ودّعت المدينة ليحلّ القمر مكانها، المُكتمل وقتها

في الدور الأرضي، حيث ما زالت لوريا تحوم به كذُبابة

دخلت لممرٍ يُضاء من خلال الشموع المُعلّقة على الحائط يمينًا و يسارًا

وجدت طاولةً صغيرة عليها هاتفٌ منزليّ، لتُسَرّ كثيرًا؛ فالفَرَج أمامها!

أسرعت ناحيته لترفع السمّاعة و تتصل بهاتف والدتها، لكن طنين الهاتف الذي كانت تسمعه قد اختفى

عاودت الاتصال و ذات الأمر يحدث، غيّرت الرقم لتتصل بصديقتها نيسا، لكن ما حدث بالاتصال الأول حدث ذاته بالآخر

أغلقت الهاتف بضِيق، و هي تُفكّر

فجأةً؛ سمعت صوت إيرالد من جِوارها يقول : مرحبًا، ماذا تفعلين هنا؟

التفتت يمينًا حيث يقف، لترى ملامحه المُبتسمة، و كأنّ لا مُصيبةً وقعت فيها

قالت بانفعال : و أخيرًا عُدتما! لقد قلتما لي أنكما لن تتأخّرا

نظر حوله سريعًا ليعود و ينظر لها باستغرابٍ ليقول و هو يُشير لنفسه : كما ترين، إني لوحدي هنا، لمَ تتحدّثين بصيغة المُثنّى؟

ألقت نظرها خلفه كالأطفال بإمالةِ الرأس، لتقول : أورو.. ا أين هو؟
أكملت بصوتٍ مبحوحٍ مُتفاجئ : ألم يعُد بعد؟؟؟

ربَّت على رأسها قائلًا : لم يعُد، و لن أؤذيكِ؛ فقد أوصاني العناية بكِ

ابتعدت عنه باحتراس لتقول : أوصاك؟ لمَ من هو ليفعل ذلك؟

بهدوءٍ شديد قال : تعالي لنتحدّث سويًا، لديّ أمرٌ مهمٌ لكِ

ثم أمسك بيدها ليحثّها على السير معه، و فعلًا فعلت بِلا اعتراض

بغرفةِ المعيشة جلسا مُتقابلان

قال بهدوء : أترغبين بأيّ مشروب؟ أو طعام؟

أومأت نفيًا، ثم قالت : رجاءً أخبرني أين ذهب؟

ضرب كفّه بالأخرى مرةً واحدة، ليدخل أحد خدمه فيأمره بإحضار الشاي لهما

ليقول بعدها : عُذرًا لمُقاطعتكِ سيّدتي

فاهُها خانها و بقي مفتوحًا بدهشة، و بعض الإعجاب، فالذي أمامها يبدو حقًا كالأُمراء!

و لِفَخَامتك سيّدي.. سأرقُص.Where stories live. Discover now