مرت ساعة على انقطاع التيار الكهربائي ، شعرت سهام بالملل ، لذا أخبرت ابنتيها انها ذاهبة للنوم ، لكن قبل ان تذهب ، طُرِق الباب بقوة كبيرة افزعتهم ثلاثتهن ، ذهبت لتفتح الباب والفتيات يلحقنها .
غالية لا تعلم ماذا حصل لها فقد شعرت بخوف شديد ، قلبها يخبرها ان هناك شيئاً سيئاً سيحدث ، وحقاً ، بعد ان فتحت سهام الباب تفاجئت بالجمع الغفير من اهالي القرية متجمهرون حول منزلهم ، لكن ما فاجئها وارعبها هؤلاء الرجال اصحاب الملابس السوداء التي تخفي كل شيء ما عدا اعينهم ، صرخت بفزع وهي تتلعثم
" مـ ، مـ ، مـن أأ أنتم "
لكنهم لم يجيبوها ، اومأ احدهم لرجاله ان يدخلوا المنزل ، زينة وغالية لم تساعدهن قدماهن على الهرب ، فما الجدوى من المقاومة فقد حلت النهاية عليهن ، تجمع الرجال حول الفتاتين ، وقاموا بإمساكهن من معصمهن بقوة وجرهن الى الخارج .جن جنون سهام وهي ترى هؤلاء الرجال ، يقتادون ابنتيها بعيداً ، بدأت بالصراخ والركض ورائهم وهي تتوسل وتبكي متضرعة ، علهم يرأفون بحالها ويحررون الفتاتان، لكن دون جدوى .
غالية كانت متماسكة وصامدة لم تخاف كثيراً منهم ، على عكس زينة التي تصرخ وتتوسل ان يتركوها ، اما والدة غالية فما زالت تركض ورائهم وسط جمهور القرية المتفرج ، لكنها لم تستطع ان تقف مكتوفة اليدين ، لذا بدأت بضرب هؤلاء الرجال بيدها ، انزعج منها أحدهم فقام بدفعها والصراخ عليها " توقفي يا امرأة والا سنعتقلك انت ايضا " لم تستمع سهام الى التهديد ولا يهمها ذلك فحياة ابنتها على المحك ، لكن هنا غضبت غالية وثارت
" إياك ان تؤذي والدتي " وقد رفعت يدها لتضربه ، لكنه قام بامساك ذراعها قبل ان تتمكن من ضربه ، و وجه إليها ضربة شديدة اردتها على الارض ، ابتسم من خلف اللثام وقد أخبرها بتهكم واضح
" حسناً لن أأوذيها بل سأنهي عذابها " وقد على صوت ضحكته وضحكات الرجال الذين معه ، لكن غالية فهمت ماعناه بهذه الجملة واغرورقت عيناها بالدموع وبدأت تتوسل به
" أرجوك ، لا تفعل ذلك " لكنه لم يهتم ، بل قام باخراج سلاحه ، وتوجه الى ام غالية التي كانت واقعة ارضاً والوحل قد غطى ملابسها ،
انتفظت غالية واقفة بسرعة وهي تصرخ وتبكي " لا ، لا أرجوك ، دع والدتي " كذلك زينة بدأت تتوسل بالشخص الذي يمسكها ودموعها تجري كالنهر
" أرجوك سيدي اوقفه
لا دخل لخالتي بذلك ،
انا هي المذنبة ،
دعوا صديقتي و والدتها "أرادت غالية اللحاق بهذا الرجل ، كي توقفه لكن قام بإمساكها رجلاً اخر ، اقترب هذا الرجل الملثم من أم غالية وقام بتوجيه سلاحه الى جبهتها ، لم تكن سهام خائفة بل كانت تطالع ابنتها بنضرات امرأة صامدة قوية ، لا تخشى أحدا سوى الله ، وعندما حانت لحظتها ابتسمت بدفء لابنتها ان لا تقلق عليها ، وهي تنطق الشهادتين في قلبها .
صوت رصاصة من سلاح المجرم أردتها قتيلة فورا ، عم الصمت الأرجاء ، غالية أصابها الصم فلم تنطق شيئا ، قامت بإفلات يد الارهابي عنها ، لتتجه نحو جثة امها وهي ما زالت غير مصدقة ماحدث للتو ، جلست تطالع الجثة ، وهي تبتسم ببلاهة ، والدموع تغطي وجنتيها وتحدثها
" هههههه لا لا لم تموتي يا امي ، اعلم انكِ نائمة فقط ، أليس كذلك؟ ، هيا استيقظي هيا ، لم تتركيني لتلحقي بإبراهيم ، صحيح ؟ أرجوك استيقظي ، امي ردي علي أرجوكِ ، أتوسل إليكِ ، لما لا تردي ، لماذا لا تستيقظي ؟ ، لا تتركيني الان ، أتوسل إليكِ انهضي "
![](https://img.wattpad.com/cover/69271368-288-k890664.jpg)
YOU ARE READING
حب تحت راية داعش
General Fictionهذه قصة حب لا تشبه اي قصص الحب الاخرى .. بين ارهابي قاتل وشابة عشرينية الهوى تحيا سعيدة بين اهلها واصدقائها .. هو تعلم القتل منذ شب عوده فنسى قلبه و ترك ضميره خلفه ليتفرغ لمهمته وهي اتباع قادة الكفر والطغيان والانصياع لاوامرهم ، ومحاولة السيطرة على...
بارت 19 : غربة وطن ( أُمّ )
Start from the beginning