بارت 19 : غربة وطن ( أُمّ )

Start from the beginning
                                    

مرت ساعة على انقطاع التيار الكهربائي ، شعرت سهام بالملل ، لذا أخبرت ابنتيها انها ذاهبة للنوم ، لكن قبل ان تذهب ، طُرِق الباب بقوة كبيرة افزعتهم ثلاثتهن ، ذهبت لتفتح الباب والفتيات يلحقنها .

غالية لا تعلم ماذا حصل لها فقد شعرت بخوف شديد ، قلبها يخبرها ان هناك شيئاً سيئاً سيحدث ، وحقاً ، بعد ان فتحت سهام الباب تفاجئت بالجمع الغفير من اهالي القرية متجمهرون حول منزلهم ، لكن ما فاجئها وارعبها هؤلاء الرجال اصحاب الملابس السوداء التي تخفي كل شيء ما عدا اعينهم ، صرخت بفزع وهي تتلعثم
" مـ ، مـ ، مـن أأ أنتم "
لكنهم لم يجيبوها ، اومأ احدهم لرجاله ان يدخلوا المنزل ، زينة وغالية لم تساعدهن قدماهن على الهرب ، فما الجدوى من المقاومة فقد حلت النهاية عليهن ، تجمع الرجال حول الفتاتين ، وقاموا بإمساكهن من معصمهن بقوة وجرهن الى الخارج .

جن جنون سهام وهي ترى هؤلاء الرجال ، يقتادون ابنتيها بعيداً ، بدأت بالصراخ والركض ورائهم وهي تتوسل وتبكي متضرعة ، علهم يرأفون بحالها ويحررون الفتاتان، لكن دون جدوى .

غالية كانت متماسكة وصامدة لم تخاف كثيراً منهم ، على عكس زينة التي تصرخ وتتوسل ان يتركوها ، اما والدة غالية فما زالت تركض ورائهم وسط جمهور القرية المتفرج ، لكنها لم تستطع ان تقف مكتوفة اليدين ، لذا بدأت بضرب هؤلاء الرجال بيدها ، انزعج منها أحدهم فقام بدفعها والصراخ عليها " توقفي يا امرأة والا سنعتقلك انت ايضا " لم تستمع سهام الى التهديد ولا يهمها ذلك فحياة ابنتها على المحك ، لكن هنا غضبت غالية وثارت
" إياك ان تؤذي والدتي " وقد رفعت يدها لتضربه ، لكنه قام بامساك ذراعها قبل ان تتمكن من ضربه ، و وجه إليها ضربة شديدة اردتها على الارض ، ابتسم من خلف اللثام وقد أخبرها بتهكم واضح
" حسناً لن أأوذيها بل سأنهي عذابها " وقد على صوت ضحكته وضحكات الرجال الذين معه ، لكن غالية فهمت ماعناه بهذه الجملة واغرورقت عيناها بالدموع وبدأت تتوسل به
" أرجوك ، لا تفعل ذلك " لكنه لم يهتم ، بل قام باخراج سلاحه ، وتوجه الى ام غالية التي كانت واقعة ارضاً والوحل قد غطى ملابسها ،
انتفظت غالية واقفة بسرعة وهي تصرخ وتبكي " لا ، لا أرجوك ، دع والدتي " كذلك زينة بدأت تتوسل بالشخص الذي يمسكها ودموعها تجري كالنهر
" أرجوك سيدي اوقفه
لا دخل لخالتي بذلك ،
انا هي المذنبة ،
دعوا صديقتي و والدتها "

أرادت غالية اللحاق بهذا الرجل ، كي توقفه لكن قام بإمساكها رجلاً اخر ، اقترب هذا الرجل الملثم من أم غالية وقام بتوجيه سلاحه الى جبهتها ، لم تكن سهام خائفة بل كانت تطالع ابنتها بنضرات امرأة صامدة قوية ، لا تخشى أحدا سوى الله ، وعندما حانت لحظتها ابتسمت بدفء لابنتها ان لا تقلق عليها ، وهي تنطق الشهادتين في قلبها .

صوت رصاصة من سلاح المجرم أردتها قتيلة فورا ، عم الصمت الأرجاء ، غالية أصابها الصم فلم تنطق شيئا ، قامت بإفلات يد الارهابي عنها ، لتتجه نحو جثة امها وهي ما زالت غير مصدقة ماحدث للتو ، جلست تطالع الجثة ، وهي تبتسم ببلاهة ، والدموع تغطي وجنتيها وتحدثها
" هههههه لا لا لم تموتي يا امي ، اعلم انكِ نائمة فقط ، أليس كذلك؟ ، هيا استيقظي هيا ، لم تتركيني لتلحقي بإبراهيم ، صحيح ؟ أرجوك استيقظي ، امي ردي علي أرجوكِ ، أتوسل إليكِ ، لما لا تردي ، لماذا لا تستيقظي ؟ ، لا تتركيني الان ، أتوسل إليكِ انهضي "

حب تحت راية داعش Where stories live. Discover now