بارت 7 : لقاء غير متوقع

9K 369 71
                                    

أمر الضابط قاسم ، الجنود ان يتوقفوا قبل اطلاق الرصاص على الناس ، حيث كان الجميع خائفين ومرتعبين من نهايتهم التى أصبحت وشيكة ....

فمعروف عن هذا الضابط ، مقته الكبير لابناء العامة من الطبقة الفقيرة ، تقدم ليصبح امام جنوده وعيناه تتطلعان بإحتقار للناس ، حتى لمح المعنيين جالسين في احدى العربات ، اقترب من تلك العربة ، ثم قام بسحب فاطمة من ذراعها ، وقد القاها على الارض ، امام أنظار الجمع المرتعب ، اما مأمون فقد بدأ يصرخ بصوت ممتزج بالخوف والحزن وهو يتوسل الى قاسم عله يرأف بهم :
- لاااااا دع والدتي ارجوك ، لا تؤذها ..

قام الضابط بلكمه على وجهه ليسقط أرضاً هو الاخر ، ثم اقترب من فاطمة ، وهو يحمل سلاحه و الغضب يعتليه، قام بوضع المسدس على جبهتها ، وبدأ يصرخ عليها :
- كيف لكِ ان تضربِ ابنتي ، كيف تجرأتي ؟ هل نسيتِ مكانتكِ أيتها الخادمة الوضيعة ، ان نسيتها فدعيني اذكرك بها ...
ثم قام بسحب سلاحه ، موجها فوهته على رأسها

اما مأمون شعر انه قد شُل من الحركة ولم يستطع ان ينهض من مكانه ، فقط اكتفى بالبكاء والتوسل :
- أتوسل إليك سيدي ، أرجوك لاتقتلها ، انا من يستحق القتل ، فعلت ذلك من أجلي أرجوك ..

وجه سلاحه الى مأمون ، وقد رسمت على شفاهه إبتسامة شر ، ليخبره :
- لا تقلق سأقتلها ومن ثم اقتلك أيضا ...

صعق مأمون من وقع هذه الكلمات ، وشعر بالخوف الكبير على والدته ، لذا حاول النهوض من مكانه ليوقفه بأي طريقة ، وقد نجح بصعوبة في الوقوف على ساقيه بعد الضربة الشديدة التي تلقاها على رأسه من كوثر وابيها ...

لكن للأسف لم يفلح في ايقافه ، فقد اخترقت الرصاصة رأس فاطمة ، وتناثرت الدماء في جميع الارجاء ، حتى انها قد لطخت وجه مأمون الذي كان واقفا على مقربة منها ، هرع اليها وقد قام بدفع الضابط ، ليجلس قرب جثة والدته الهامدة وهو يصرخ كالمجنون و دموعه أخذت مجراها الى الخارج ، وهو يشعر بها تحرق خديها :
- لااااااا امي إنهضي أرجوكِ ، أجيبي ياامي لا تتركيني وحيداً ، ليس لدي أحدٌ غيركِ انتِ عائلتي الوحيدة ....

كان يبكي بصوت مرتفع وهو يحتضنها ويرثيها ، فقد غدا وحيداً ليس لديه أحد لا عائلة ولا منزل يحميه ، فقد كل شيء ، وكم تمنى تلك اللحظة ، ان يكون هو الذي يرقد ميتاً بدلا منها وكم تمنى ان يكون هو التالي بعدها ، أراد ان يقتل نفسه ليلحق بها ، لولا انه تذكر ان الانتحار محرم عند الله
بدأ يحدثها بصوت متحشرج ، علها تسمعه
" من سيعتني بي بعد الان إذا مرضت ، ومن سيشاركني أحزاني وأفراحي ، من سوف يدعمني عندما أفعل شيئاً جيداً ، ومن سيرشدني ، من ومن ومن ........ !!! "

نحيبه المرتفع والمتواصل جعله يفقد احساسه بالعالم الخارجي حوله ، لم يكن يسمع شيئاً او يرى شيئاً فقد هيأ لعقله بانه في عالم آخر مظلم وموحش ، لا يوجد به أحدا سواه هو و جثة والدته التي كان يضمها الى صدره ، حتى انه لم ينتبه الى إحسان الذي قدم هو ورجاله ، وقاموا بقتل جميع الجنود عدا الضابط قاسم ، الذي قبض عليه رجلين من جماعة أنصار الاسلام ،

حب تحت راية داعش حيث تعيش القصص. اكتشف الآن