بعد وصولهن الى المنزل ، استقبولها بعض الفتيات اللواتي تشابهت قصصهن فتعرفن اليها هي و زينة واصبحن صديقات ، ليحمدوا الله على سلامتها ، اما بعضهن بدأن بالمشاورة والهمسات وهن ينظرن اليها بغلٍ واضح ، فمن هي حتى تتجرأ وتهين دولتهم الاسلامية ، اما البقية فقد اكتفين بالمراقبة من بعيد .
طلبت زينة من غالية ان تستحم وتقوم بتغيير ملابسها ، ثم قامت بمساعدتها في تضميد جراحها ، ومعالجة تلك الكدمات والتورمات ، واعطائها الدواء اللازم لخفض حرارتها ، اتجهت غالية الى سريرها الصغير ، فقامت بالاستلقاء وظهرها مواجه لزينة وغطت في نوم عميق .
كانت زينة جالسة تراقب صديقتها في أسوأ حالتها ، وهي تشعرُ بندمٍ كبيرٍ يمنعها حتى من النوم ، فلو استمعت لنصيحة غالية ذلك اليوم ، لما كن الان في هذا المكان الغريب ، تشعر بان قلبها يتقطع حزناً وندماً ، وهي ترى صديقتها تعاني وتتألم من وجع الفقدان واليتم الذي ينخر قلبها و روحها ، جلست قرب النافذة تتأمل ، وقد سرحت بخيالها بعيداً ، تحديداً الى تلك الليلة المشؤومة التي بدأت معها معاناتهن ، وغيرت حياتهن الى الأسوأ :
( بعد مرور 4 أيام على الحادثة ، ولم يحدث شيء ، عادت الشابتان الى نشاطهما المعتاد ، كانت زينة تقوم بمساعدة غالية في البستان ، طلبت منها غالية ان تقوم بحلب البقرة ، لكنها رفضت فهي تخاف البقر ، لذا قررت ان تجمع البيض في السلة ، جمعت ما يقارب العشرون بيضة ، لكن كان هناك أربعة ديوك خلفها وقد بدأوا بالمصارعة مع بعض ، بسبب خوفها وقعت منها سلة البيض وتحطم كله ، وخرجت وهي تصرخ متجهة الى غالية التي كانت قادمة وهي تحمل دلو الحليب ، عندما رأتها غالية بهذه الحالة انتابتها نوبة ضحك على صديقتها الجبانة ، لكن بعد وصول زينة اليها تعثرت لتقع وهي تمسك بغالية التي وقعت معها وتدحرجن على الحشيش ، و وقع معهن دلو الحليب ليسيل على الارض وقد تلطخت ملابسهن ، انتفضت زينة واقفة وهي تتأسف " آسفة غالية حقاً آسفة يا لي من غبية كبيرة " لتجيبها غالية وهي ما زالت تضحك بصوت مرتفع " لا عليك صديقتي البلهاء " ، احرجت زينة منها وقد وضعت يدها خلف رأسه لتحكه ، بسبب الاحراج الشديد الذي تعرضت له للتو .
في هذا النهار بأكمله ، قضت زينة وغالية أجمل الاوقات مع بعضهن ، فقد قررت غالية ان تنسي زينة تلك الحادثة ، فبدأن بالمطاردات والمشاغبات .
كانت سهام جالسة في زاوية غرفة غالية بالقرب من النافذة ، تبتسم برقةِ ودفءِ والدة ، وهي ترى ابنتيها سعيدتين لا يكدر صفوهما اي حزن او غم .بعد تلك المشاغبات الطويلة ، انتهى النهار وحل المساء ، الظلام كان دامسٌ جداً ومخيف ، السماء تلبدت بالغيوم تخفي ضوء القمر والنجوم ، ليلةٌ تنذر بمطرٍ غزيرٍ وصواعق أيضاً .
بعد تناول العشاء وغسل الاطباق جلست الشابتين مع الام في غرفة الاستقبال ، فالوقت مبكراً للنوم ، لكن بدأ المطر يهطل بغزارةٍ يصاحبه برقاً ورعداً مدوياً ، ولم يطل الامرُ حتى انقطع التيار الكهربائي .
أنت تقرأ
حب تحت راية داعش
General Fictionهذه قصة حب لا تشبه اي قصص الحب الاخرى .. بين ارهابي قاتل وشابة عشرينية الهوى تحيا سعيدة بين اهلها واصدقائها .. هو تعلم القتل منذ شب عوده فنسى قلبه و ترك ضميره خلفه ليتفرغ لمهمته وهي اتباع قادة الكفر والطغيان والانصياع لاوامرهم ، ومحاولة السيطرة على...
بارت 19 : غربة وطن ( أُمّ )
ابدأ من البداية