4/ ماتت بسببي ..

206 16 0
                                    

بعدما تناولنا طعام العشاء..
توجهت إلى غرفتي و بينما تفصلني خطوتين عن الباب تذكرت أني أريد أخذ بعض النقود من أمي لشراء بعض الأغراض..
نزلت للأسفل و أخذت أبحث عنها و أنا أنادي "أمي..أمي"
لا أثر لها أو لأبي توقعت أنهما في غرفتهما ..
فكرت في انتهاز الفرصة و عوضا عن أخذ النقود من أمي فقط أستطيع أن آخذ من كلاهما ..
صعدت للأعلى و عندما اقتربت من باب الغرفة الذي كان مفتوحا بالشيء اليسير..
بدأت بسماع صوتيهما لم أتمكن من فهم ما يقولان..
لذلك اقتربت بهدوء حتى أصبحت بجانب الباب تماما ثم التصقت بالحائط..
"لا أستطيع تحمل أكثر من ذلك.. كلما نظرت في وجهها تذكرت الفتاة"
لقد كانت هذه أمي..
ماذا تقصد ب.....
" عزيزتي أعلم أن هذا صعب عليكي.. و لكنه لم يكن ذنبك.. لقد كنتي مجبرة"
ما الذي يحدث بالداخل؟
مهلا..
هذا صوت بكاء أمي..
" يجب عليكي أن تتماسكي من أجل ابنتنا.. و أيضا.... لم يكن خطأك لوحدك" لقد كان يقولها أبي بأسى..
تجيبه أمي من وسط بكاءها :"ولكنني كنت السبب في ......."
لم أستطع سماع باقي حوارهما بسبب صوت نباح بعض الكلاب من الخارج هذا بالإضافة إلى أمي التي بالكاد يفهم كلامها بسبب البكاء..
"........... لقد ماتت بسببي"
ماتت؟!!!
عن ماذا تتحدث أمي ؟
للحظة كدت أهم بالدخول إليهما..
و لكن شيء ما جعلني أتراجع على أطراف أصابعي و أعود لغرفتي..
*           *            *
ضوء غرفتي مضاء..
أنا على فراشي و غارقة في التفكير..
من تلك الفتاة التي تتذكرها أمي؟..
بل من هي التي عندما تنظر إلى وجهها تتذكر الفتاة؟..
أيعقل أن تكون أنا؟؟!!..
لا...لاأظن ذلك..
و لكن أبي أخبرها أنها كانت مجبرة..
ماذا كان يقصد بمجبرة؟!.
ماذا كان يعني بأنه لم يكن خطأها لوحدها؟!
لقد قالت أمي ( لقد ماتت بسببي)..
و قال أبي أنه يجب أن تتماسك من أجلي..
يا إلهي....
ما الذي قد فعلاه؟..
أرجو ألا يكون ما أفكر فيه..
*            *             *
جاهدت نفسي في تلك الليلة كي لا أنام..
في الواقع لم أحتج إلى ذلك الجهد الخارق لأمنع نفسي من النوم فالحوار الذي سمعته قبل قليل قد أنساني كيفية النوم..
حاولت أن أنسى الموضوع و أفكر في شيء آخر..
و لكن ما إن حاولت التفكير في شيء يبهجني..
تذكرت الخزانة..
سرت رعشة في جسدي فقد بدأت أحداث اليومين الماضيين بالتسلل إلى رأسي..
قررت أخذ بعض الاحتياطات حتى لا يتمكن النوم مني..
أحضرت إبريق و ملأته بالقهوة(ما يقارب النصف لتر)..
أحضرت أكبر كوب عندي..
ضبط جهاز الهاتف على موسيقى صاخبة..
تركت شريط النور مضاء..
فتحت الخزانة..
و جلست مقابلها و أنا أرتشف من كوب القهوة الذي بين يدي..
*             *             *
الساعة السادسة صباحا..
بالكاد أبقي عيني مفتوحتين..
صداع شديد شعرت معه أن رأسي سينفجر..
يعم المكان هدوء شديد إلا من زقزقة العصافير..
من حسن حظي ما زال والداي يغطون في نوم عميق..
توجهت لفراشي و سقطت عليه كجثة هامدة..
كل ما فكرت فيه هو أن قلبي يرقص فرحا لأني لم أسمع أصوات من الخزانة..
كان هذا قبل أن أفقد وعيي..
أقصد أغط في نوم عميق..
***         ***           ***

أصوات من الخزانةWhere stories live. Discover now