فتاة بوتر

22.7K 643 42
                                    

يقولون ان الانسان في حياته إما يحظى بنعمة الحظ او بنعمة الحب اما انا فقط كان نصيبي نقمة الحب، فالحب لم يكن يشبه النعمة بأي شيئ عزيزتي ، حبك عزيزتي كان جحيما احببت وجودي فيه كل لحظة، حبك كان نارا تحرقني و تستهلكني عزيزتي! لما ابتسمتي لي؟! لما جعلتني اقع في حبك منذ اول ابتسامة لك في وجهي
اه أتذكر ذلك اليوم عندما دخلتي المكتبة التي اردتاها عادة ، كنت جد جميلة جد بسيطة و جد نيقة فقد أمضيت ما قارب الساعة امام رفوف الكتب و على ما يبدو لم تجدي ما يرضي رغبتك ، الاخير اخذت رواية "هاري بوتر" مما جعلني انفجر ضحكا فنظرتي لي بتوجس و غضب في نفس الوقت ، توقعت ان تبتعدي و لكن جلست في نفس طاولتي بمقابلي لم تنظري لي قط لكنني امعنت جيدا في تفاصيل وجهك عيون كبيرة ساحرة خدود ممتلئة شفاه مملؤة بشكل مثالي وغمازة كنتي تبدين جد جميلة رغم بساطتك و كنتي جد مستغرقة بالقراءة ولكن قاطعت تركيزك قائلا "لم اتوقع ان ارى فتاة بالغة تقرأ قصص للاطفال" اغلقتي الكتب بكل هدوء نظرتي و كان الشرر يتطاير من عيونك رغم هدوء ملامحك و قلت " أحيانا تحبذ ""الفتاة البالغة""" قراءة هذه الكتب و هذا طبعا امر يخصها لوحدها و لادخل لشخص تعيس بما تقرأه" ابتمست لكي قلت " من قال لك انني تعيس" لكنكي لم تلقي بالا لسؤالي و رجعت لتصفح كتابك ولكن اشعلتي نار الفضول في داخلي تلك اللحظة لانني فعلا كنت تعيس ، تعيس لاقصى الحدود و لم أكن ان ادري تعساتي ستزداد بلقائلك ، آه كم اتمنى انني لم ارك او اتكلم لك في ذلك اليوم ، بقيت احدق فيك و الف سؤال يطير بعقلي "هل هي تعرفني، هل التعاسة واضحة هذه الدرجة لوجهي" ولكن لم اجرؤ على مقاطعتك فقط خشيت ان تلقي بتعليق اخر يجعلني اغرق أكثر في حيرتي و لكنني بقيت مشدوها بجمالك رغم انه ليس جمالا مميزا، شيئ فيك ذلك اليوم شدني اليك اكثر و اكثر ، اغلقت كتابك و رفعتي رأسك لي و تلاقت عينينا و لكن لم استطع ابعاد عيني عنك فابتسمتي لي في تلك اللحظة بالذات في تلك الثانية احسست بالصخرة في قلبي تنبض، ا معقول ان القلب الذي ظننته هلك منذ امد عاد للحياة ، اه يا الهي ابتسامتك ، كم كانت جميلة ، اقسم انني لم ارى اجمل منها عينيك ضاقت عندما ابتسمتي و غمازتك اليتيمة ظهرت مرفرفة و خدودك الممتلئة ارفعت و شفتيك تفارقتا لتكشفا عن اسنانك الجميلة، يا إلهي كم كانت ابسامتك جميلة لدرجة جعلت النار تشتعل في جسدي احسست انها أطول خمس ثواني في حياتي و تمنيت ان لا تنتهي ابدا قطعتي دهشتي وقلتي "قرائتي لهاري بوتر لا تستلزم منك كل هذه الدهشة و الانبهار فالبنهاية جي كي رولينغ مؤلفتها إمرأة تقريبا بضعفي سني" رددت متلعثما "أحبك " انفجرتي ضاحكة في وجهي " هل اثرت الحرارة في عقلك" و بدون مبالاة تفكير و بكل عفوية وضعتي كفة يدك الناعمة على جبهتي مما جعل النار التي تشتعل بداخلي تستعر اكثر، رفعت يدك بسرعة و قلتي اه انت محموم ، الاحسن ان تخلد.للراحة و تهتم بصحتك و ان لا تعبر عن حبك لكل شخص يمر بطريقك نهضت و غادرتي بدون ان استطيع ان انبس ببنت شفة فقط كنت مصعوقا انتي اول شخص يتهم لحالي و يطلب مني ان بصحتي، انا البائس الذي اعيش حياة اليتيم و كلا والدي حيين يرزقان، شعرت كانه سيغمى على فحرارة جسمي ازدادت أكثر فاكثر و كل ما حدث خلال ساعة الماضية يستارع لراسئ حتى شعرت بجدي يتهاوى و يسقط وانا لا قدرة لي في التحكم لي
عندما فتحت عيني لوهلة الأولى لم اتعرف على مكاني و لكن ادركت بعد بضع دقائق انني بالمشفى استوقفت ممرضة و سألتها منذ متى و انا هنا قالت منذ يومين ! صدمت و اردفت قائلة لقد كنت نائما بدون توقف ليومين و سألتها لما انا هنا قالت ان المسعفين احضروني منذ يومين فاقدا للوعي و درجة حرارة جسمي جد مرتفعة سألتها ان كان احد من اهلي قد أتى قالت اتصلنا بهاتفك لرقم كان مسجل باسم امك التي رفعت السماعة واخبرتنا انها لن تسطيع القدوم و قالت ان نرسلك للمنزل عندما يكون بمقدروك التحرك في تلك اللحظة اختنقت الكلمات في حلقي و لم استطع حتى ان ارد على الممرضة و استلقيت مجددا و بعد ساعة تقريبا جاء طبيب فحصني و اعطاني أدوية و صرح لي بالخروج
غادرت المشفى و انا امشي بدون وجهة امشي و انا ادفع نفسي بعيدا عن ذلك المكان الذي يسمى "المنزل" ، يقال ان المنزل هو المكان حيث يتواجد الاشخاص الذين يحبونك و تحبهم و يهتمون لامرك، لذا بالنسبة لي لم يكن المنزل سوى مبنى بارد و مظلم كزنزانة فجأة دق هاتفي و كان المتصل ابي تفجأت رددت و سمعته يقول " توقف عن التسكع و تعال للمنزل فورا " ابتسمت بمرارة فأبي لم يكن يدري انني كنت بالمشفى، اي ان امي لم تخبره ، اي انها فعلا لاتهتم لموتي او حياتي و لكن ما ألمني أكثر هو عدم ملاحظة ابي لغيابي للمنزل ليومين ، رغم انني معتاد اغيب لاسابيع لكن لم اتهم لعدم ملاحظتهم لغيابي لكن هذه المرة الامر ازعجني و آلمني كثيرا، دخلت للمنزل نظرت امي لي بنصف نظرة و قالت انه ينتظرك بمكتبك ، قلها بسخرية "صحتي جيدة شكرا على قلقك امي" و لكنها تظاهرت بأنها لم تسمعني ، جررت نفسي للطابق العلوي لمكتب ابي الذي نظر لي وقال باختصار "الشهر المقبل ستباشر العمل احدى شركاتي " وقالها بلجهة إمرة وطبعا لم يكن سيكلف نفسه عناء سؤالي ابدا اذا ارغب بذلك أو لا ، لم ارد عليه و توجهت لغرفتي حيث قابلتني اختي الصغيرة ميرا و التي تقريبا لا تعرفني لان امي دائما تبعدها من قربي خوفا عليها من اصيبها "بالنحس" ميرا كانت فتاة صغيرة ظريفة بعمر الاربع سنوات و كانت تشبه امي لحد كبير و كانت ميرا تعمد الى القدوم الى رواق بجانب غرفتي كلما عرفت بقدوم لمنزل كانت تقف و تنظر لي لمدة بدون حركة ثم تضحك و تجري مغادرة انا لم اعلم قط لما تفعل ميرا ذلك و لكن ضحكها و جريها كان الشيئ السعيد الذي يجري في هذا السجن البارد ، القيت بنفسي الى سريري و ثم رجعت الى بالي تلك الفتاة و فجاة ارتفعت حرارة جسمي و ارتفعت دقات قلبي لدرجة استطعت سماعها، ذهبت في اليوم التالي للمكتبة و انا اتمنى لقائك تلك الفتاة و لكن خاب توقعي و بقيت لمدة اسبوعين اتردد على المكتبة كنت اول من يأتي و آخر من يغادر، المكتبة من قبل كانت ملجئي. الخاص، هناك لم أكن أشعر لا بالوحدة و لا التعاسة لكن تلك الفتاة لم تظهر طوال تلك المدة و شعرت بخيبة امل كبيرة و لكن شيئ حدسي كان يخبرني سألتقي بها مجددا

 ||الحب الملعون||■بارك جيمين■||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن