الفصل الثالث ( الصدمة )

116 9 2
                                    


ساد الصمت فى المكان وأرنو يذهب بخياله الى أبعد الأفق وهو يرى شقيقته وصديقته أموات والدماء حولهما . هل هو حقا مستعد لتلقى صدمة أخرى ام ان تلك الصدمة سوف تؤدى بحياته . وقاطع كل هذه التسائلات صوت ريد وهو يهز كتفيه " أرنو أرنو . هل تسمعنى ؟ , أرنو "

انتفض أرنو أنتفاضة ضعيفة كامن بدء يعي مايحدث حوله " ها . هل كنت تتحدث معى ؟"
"وهل هناك غيرنا فى المنزل ؟"
"أسف لم انتبه . ماذا كنت تقول ؟"
"كنت اقول مالذى سنفعله ؟, أنذهب للبحث عنهما ام ننتظرهما هنا ؟"
وهنا قاطعهما صوت فتح الباب ليدخل تشوى وجينى وبيكارو " هاى , لقد عدتما باكرا اليوم "
بيكارو " ماذا بكما لما تبدوان شاحبان هكذه ؟"
ريد " لقد أختفت روزنيا وايليونا من المنزل , بحثنا فى كل مكان ولم نجدهما "
"هل أتصلتما بروزنيا ؟"
" اجل لكن أكتشفنا ان هاتفهما فى المنزل "
تشوى " هذا غريب روزنيا لا تنسى هاتفها ابدا "
أرنو " انا قلق . فلقد وجدت بقع دماء بجانب الهاتف , لا اعلم ولكنى أشعر بأن هناك مكروه قد حصل لهما "
قال تشوى وقد انتابه القلق " دم ! . لا هذا مقلق حقا , لنذهب للبحث عنهما فأنا لن ابقي فى المنزل دون فعل شئ "
أرنو " حسنا سأذهب انا وتشوى وجينى , بيكارو وريد أبقيا هنا فى حالة عودتهما , فلنبقي على اتصال "
"حسنا "
وخرج الثلاثة يهيمون فى المدنية وهم ينادون بأعلى صوت " روزنيا , أيليونا " , وبعد ساعات من البحث دون اى فائدة , وقف أرنو فى حالة من اليأس وقد صار وجهه شاحبا وعيناه تكدان تدمعان , حاول جينى تهدئته فى حزن وهو يربت على كتفه . ولكن أستعت عيناه أرنو فجأه
"صه . هل تسمع ما أسمعه ؟"
"ماذا ؟! انا لا أسمع شيئا "
"ركز "
صمت ريد وأغمض عينيه وحاول ان يستمع اذ به صوت بكاء فتاة " اجل اسمعه ان هناك فتاة تبكى "
ركض أرنو وجينى اتجاه الصوت حتى وصلا الى رقاق ضيق مظلم يكاد ضوء القمر يتغلغل اليه ليضئ بقعة دائرية صغيرة يظهر فيها ظل صغير , اقترب أرنو شيئا فشيئا ليتضح له صاحب الظل . واذ بعينا أرنو تتسع على مصرعيهما وتسقط منهما الدموع بغزارة عندما أبصرتا أيليونا وهى تجلس وتضم قدماها اليها وتخفى وجهها فيهما وزراعها اليسرى مجروحه وتسقط منها الدماء . وبصوت رقيق حزين نطق أرنو حروف أسمها فى شئ من التردد والخوف . رفعت أيليونا وجهها الذى غسلته دموع عيناها التى أنهمرت بغزارة الشلالات , وليست إلا ثوانى معدودة حتى قفزت أيليونا على شقيقها وتعانقه بقوة وهى تبكى فيلف أرنو ذراعيه حول جسدها بقوة كامن رد اليه روحه من جديد . وحل الصمت عليهما للحظات صمت يملئه صوت بكاء أيليونا , وليست إلا لحظات حتى دفعت أيليونا أرنو دفعة خفيفة وهى تصرخ بصوت يمتلئ بالبكاء
"ا اختى ر ر روزنيا , لقد ذهبت لأحضار الطعام لى لكنها تأخرت فاذهبت للبحث عنها . و و ول ول ولكنى ل ل لم اعرف ا اين اذهب . ل ل لقد كنت خ خائفة كثيرا "
أبتسم أرنو وربت على رأسها " لا تقلقى سنعثر اليها . لكن ماهذه الدماء ؟"
"ل لقد كنت ج جائعة ف فاحاولت ا ان اقطع ل لى تفاحة ل لكنى جرحت نفسي "
تنفس أرنو الصعداء " اتعلمين ان قلبي كاد يتوقف . حسنا لنذهب لنضمد جراحك "
"وماذا عن اختى ؟"
"سنبحث عنها " ثم حول نظره الى جينى " جينى اتصل بتشوى وأخبره اننا وجدنا أيليونا واكملا بحثكما عن روزنيا "
"وماذا عنك ؟"
" سأعود للمنزل لأقوم بتضميد جرح أيليونا وسأجعل ريد ينزل للبحث مكانى "
"حسنا فهمت "
رن جرس الهاتف ليقطع الصمت بين ريد و بيكارو , رفع ريد سماعة الهاتف ليجد صوت تشوى فى الطرف الأخر من الهاتف وليست إلا لحظات حتى وضع ريد سماعة الهاتف بقوة ليأخذ سترته من على الكرسى ويركض نحو الباب وهو يحدث بيكارو " انه تشوى قال انه فى المشفى , وان روزنيا هناك "
نهض بيكارو بسرعة " أنتظر سآتى معك "
"ماذا عن أرنو وجينى ؟"
"سنتصل بهما "
ولكن بمجرد فتحهما الباب كان أرنو وأيليونا امامهما ." الى اين انتما ذاهبان ؟"
ريد " لقد أتصل تشوى وقال انه وجد روزنيا فى المشفى "
"فى المشفى ! لكن لما . ماذا حل بها ؟"
"لا نعرف كنا سنذهب الان . أيلى اانتِ بخير ؟"
"اجل "
أرنو " لقد وجدتها على الطريق , ذهبت للبحث عن روز ولكنها ضلت الطريق "
"الحمدلله انها بخير . حسنا أبقى معاها فى المنزل ونحن سنذهب الى المشفى "
"حسنا . أتصلوا بى عندما تصلون "
وفى المشفى وصل ريد وبيكارو ليجدوا جينى يقف مع تشوى ويتحدثان .
بيكارو " هاى . مالذى حدث ؟"
تشوى " لا أعلم ماحدث , عندما كنت أبحث عن روزنيا فى المستشفيات وجدتها فى هذه المشفى وقد أخبرونى ان هناك رجل أحضرها الى هنا "
"وكيف حالها الان ؟"
"لقد تعرضت لصدمة شديدة , لكنها بخير الان "
"صدمة ! من ماذا؟"
"لا أعلم لكن عندما تحدثت مع الرجل الذى أحضرها أخبرنى انه سمع صرخة عالية فذهب مسرعا لأتجاه الصوت ليجد روزنيا فاقدة الوعى وعلى وجهها أشد علامات الفزع "
ريد " ترى مالذى رأته جعلها تفزع هكذه ؟"
" لا أعلم . على اى حال قال الطبيب اننا يمكننا أخذها للمنزل الان "
"جيد هيا بنا اذا "
وفى اليوم التالى أستيقظت روزنيا لتبصر سقف غرفتها بعيناها اللتا حاولتا أستيعاب ما حدث معها خلال الساعات الماضية . نهضت روزنيا ببطئ وهى تنظر حولها , لتجد أيليونا نائمة بجانبها على السرير ويدها مضمضة
وبصوت ضعيف وخافت " هاى أيلي "
فتحت أيليونا عيناها وليست إلا ثوانى حتى قفزت بنشاطها المعتاد لتعانق روزنيا بقوة وهى تصرخ " اختى روز , لقد قلقت عليكِ"
"أهدئى عزيزتى فأنا بخير . لكن مالذى حدث , وماذا حل ليدك ؟"
"نظرت أيليونا ليدها المضمده واخرجت لسانها فى مرح " لقد جرحت نفسي "
وهنا قاطع حديثهما أرنو وهو يدخل الغرفة فى أبتسامة " يبدو انكِ أستيقظتى أخيرا , كيف حالك الان ؟"
"انا بخير. لكن ماذا حدث ؟"
" عندما عدت للمنزل البارحة لم نجدك انتِ وأيليونا وعندما بحثنا عنكما وجدنا أيليونا على الطريق حيث كانت تبحث عنك , وقد وجدك تشوى فى المشفى بعد ان نقلك رجل غريب الى هناك "
أرجعت روزنيا رأسها للخلف كامن تحاول تذكر ماحدث دون جدوى " اخخ أشعر بدوار شديد "
"لا بأس هذا تأثير الدواء . خذى حماما حتى أحضر لكِ الطعام , هيا أيلى لننزل وندعها تستريح "
"حسنا "
وغادر الأثنان وليست الى ساعة حتى أنضمت لهم روزنيا على الفطور وقد بدا على وجهها النشاط , نظر لها الجميع فى فضول مما أثار خنقها فقالت فى عصبية " لما تنظرون الى هكذه ؟"
فقال ريد وهو ينظر ليداها " ما هاتان الأسورتان , هل أشتريتهما ؟"
"هاتان , لقد أرسلهما شخص ما فى طرد البارحة "
أرنو " شخص ما ! ."
" اجل لكنى لا أعلم من هو , فالطرد وصل دون أسم "
وهنا قاطع تشوى حديثهم " حسنا , هل ستخبرينا ما حدث معكِ البارحة ؟ , ومالذى رأيتيه جعلكِ تفقدين وعيك والفزع يملئ وجهك "
نظرت روزنيا الى الأسفل وبدأت تسرد ماحدث حيث كانت تنظف المنزل وأيلي ترقص
" لقد أنتهيت أخيرا , حسنا سأخذ حماما ثم نشاهد فيلما معا مارئيك ؟"
"ياهوووو فيلم فيلم "
وبينما كانت روزنيا تأخذ حماما رن جرس الباب لتركض أيلي وتفتح الباب لكنها لم تجد أحد بل وجدت صندوق صغير وبجوارة باقة ورد حمراء فحملتهما ودخلت بهما المنزل وهى تقفز . نظرت لها روزنيا وهى خارجة من الحمام والمنشفة على كتفها وشعرها المبلل مسدول على كتفايها " من كان الطارق ؟"
"الصندوق "
"ماذا!؟ "
وأخذت روزنيا الباقة والصندوق من أيليونا ووضعتهما على الطاولة وبدأت بتفحص الطرد حتى وجدت بطاقة عليه مكتوب عليها روزنيا ماركر
"هااا انه لي , لكن ليس مكتوب أسم المرسل . غريب !"
فتحت روزنيا الطرد لتجد فيه أربع أساور رفيعة السمك ذهبية اللون مزينة بنقوش حمراء لتعطيها مظهرا خلابا وتحتها الكثير من ريش الطيور , أمسكن روزنيا بأسورة ونظرت لها فى أعجاب شديد
"وااااااو يالجمالها , لكن من تراه يرسل لى شئ كهذا ؟!"
قفزت أيليونا فى مرح " اريد أرتدائها اريد أرتدائها "
" حسنا لكن دعينى أجربها أولا "
وقامت روزنيا بأرتداء أسورتان فى يدها ونظرت للأثناتان الأخريتان " حسنا اين يُرتدى هاتان "
ثم عادت بنظرها للصندوق لترى بطاقة وسط الريش مرسوم عليها قدم ويد . قالت ساخرة " اظن انها دليل أستخدام . حسنا هاتان اذا للقدم "
وقامت بفك الأسورة من الجانب لتضعها فى قدمها ثم أغلقت القفل لتصير بحجم قدمها تماما " ايا كان من صنع هذه الأساور فاهو يعرف مقاسي جيدا "
رفعت روزنيا يداها ونظرت لهما فى أعجاب شديد "وااااو جميلتان حقا !"
" اريد تجربتها انا ايضا "
" حسنا حسنا لا تغضبى "
حاولت روزنيا نزع الأسورتان من يدها لكن محاولتها فشلت , حاولت مرارا وتكرارا لكن كل محاولاتها باءت بالفشل
"هذا غريب انهما لا يُنتزعان "
نظرت لها أيليونا فى غضب . فقامت روزنيا بالتربيت على رأسها " حسنا لا تغضبى سأحاول نزعها بالصابون . "
وهنا صرخت أيليونا " انا جااااائعة جداااااا "
"هااا لكن لا يوجد اى طعام فى المنزل , الا يمكنك الأنتظار قليلا حتى يعود أرنو ومعه الطعام "
غضبت أيليونا أكثر وبدأت بضرب الأرض بقدماها كالأطفال عندما ينزعجون عند عدم تلبية طلابتهم
"قلت انا جااااائعة اريد طعااااام فى الحال . الان الان الان الان الان "
" اخخخ تبا ماذا على ان أفعل الان . حسنا اظن ان هناك متجر قريب من هنا لن يستغرف الأمر دقائق , اظن ان لا مشكلة فى ذهابى والعودة سريعا " ثم حولت نظرها لأيليونا وقامت بالتربيت على شعرها بأبتسامة رقيقة " حسنا أنتظرينى فى المنزل , سأحضر الطعام وأعود "
"حسنا "
نهضت روزنيا وبدلت ملابسها بسرعة , مما أسقط هاتفها على الأرض دون ان تنتبه ثم غادرت بعد ان حذرت أيليونا بعدم الخروج مهما حدث , رأت أيليونا الهاتف فأخذته ووضعته على الطاوله وجلست تشاهد التلفاز . وبعد ساعات حيث كانت الطرقات مظلمة كانت روزنيا تسير وفى يدها كيس طعام
"تبا لقد تأخرت , لم أكن أتوقع ان المتجر قد أغلق وان اقرب متجر كان فى على بعد أميال من المنزل , اتمنى ان تكون أيلي بخير "
وبين هى تسير اذ بصرخة مكتومة تتغلغل أذنيها . نظرت روزنيا حولها فى خوف ثم اتجهت نحو الصوت فى شئ من التردد حتى وصلت الى ممر ضيق هزم فيه الظلام ضوء القمر فالم ينبه إلا ان ينير عدة بقع صغيرة , نظرت روزنيا ببطئ لتصعق عيناها وتتجمد قدماها ويتوقف قلبها . ثانية مرت عليها كأنها قرون طويلة عيناها تكادان تخرجان من مكانهما لتهربا بعيدا من خوفهما من هذا المشهد المفزع الذى أبصرته , اذا بهما يريان كائن أسود ظهره يخرج منه أشياء تشبة الأشواك طويلة ومدببه ولها أذنان طويلتان وقرنان يشبهان قرون الماعز وزيل طويل ينتهى عند أسفل قدماها وامامه جثه لم تتسع عيناها الا ان تريان رأسه وهو ينظر لها فى فزع ورعب والدماء تغطيه بالكامل بل وتنتشر فى كل مكان فى هذا الممر الضيق . وكان الصوت الصادر من هذا الكائن الغريب كافى لأن يقتل أشجع رجل فى العالم , ا ا انه يتناوله اجل انه يأكل الرجل الذى امامه . وبين كل تلك التخيلات والصدمات أستدار ذلك الكائن لترى روزنيا أبشع وجهه يمكن ان تراه عيناها فم يشبه فم الذئب طويل ومفتوح على مصرعيه وأنيابه الحادة مليئة بالدماء وقطع اللحم التى شقت طريقها بين أسنان هذا الكائن واللعاب يسيل منه ليكمل ذالك المظهر المقزز والبشع وعيناه المدببتان تبرزان للخارج حمراتان كالدم , وهاتان الذرعان اللتا أخترقتا جسد ذالك الرجل الملقى على الأرض بمخالبها المخيفة والشعر الذى يغطى جسده بالكامل , تحول نظر روزنيا الى جسد ذالك الرجل حيث أستطاعت ان ترى باقى جسده لتجد أكثر منظر مرعب يمكن ان تشاهده , جسده مفتوح على مصرعية وأحشائة قد هربت الى الخارج بشكل مقزز وصدرة قد اوكل نصفه حتى برز القلب وهو محاط بالشرايين والأوردة والشعيرات الدموية . وقاطع هذا الصمت صوت ذالك الكائن المفزع وكان صوته كافيا لأن يعيد روزنيا الى وعيها ليسقط كيس الطعام على الأرض وتركض مسرعة فى فزع وخوف ودموع تتطاير فى كل مكان , لا تقوى على النظر للخلف لانها تعلم انها لم ترى ما يسرها اذا فعلت هذا . ولكن لم يكن الامر أمامها اكثر أمانا حيث رأت فتاة أخفاها الظلام لتظهر بمظهر السفاحة التى تصطاد الشابات فى الليل وبجانبها رجل اجل انه رجل عادى لكنه يبدو كأنه عبد ينحنى على ركبيتيه كأنه كلب يقف بجانب سيده , لسبب ما لم تشعر روزنيا ان تلك هى النجدة التى انتظرتها فأضطرت للنظر للخلف لكنها لم تجد اى شئ يطاردها . هل تركها ليكمل التهام فريسته ام ان ماحدث لم يكن الا كابوس مرعب , هذه الأفكار هى التى يتمناها اى شخص يكون مكانها ان يكون كل هذا مجرد كابوس وسوف ينتهى قريبا , لكن لا يحصل المرء على كل ما يتمناه دائما . توقفت روزنيا عن الركض ونظرت لتلك الفتاة النحيفة التى تتطاير خصلات شعرها القصير فى الظلام تحت ضوء القمر ليبدو كأنها خيوط حادة سوف تلتف حول أعناقها وتقتلها فى الحال وعيناها الضيقتان اللتان تكادان تشتعلا نارا من شدة الشر الذى بهما . حاولت روزنا ان تلتقط أنفاسها وهى تنظر لتلك الفتاة التى لا تعرف من هى ولما هى واقفة هنا فى هذا الوقت , اهى مجرد مارة ام انها شئ اخر . لكن قاطع تفكيرها صوت تلك الفتاة الحاد الذى جعل نبضات روزنيا تتسارع من الخوف من الرعب الذى يصاحب صوت تلك الفتاة وهى تنطق أسمها " روزنيا ماركر " بالتأكيد هذا أسوء وقع لأسمها قد تسمعه فى حياتها وقع كافى ليجعها تكره الى الأبد
"من انتِ وكيف تعرفين اسمى ؟"
وبضحكة خبيثة أستأنفت الفتاة حديثها " أعرفك جيدا وأعرف كل شئ عنك , فأنتِ الان عبدة لى , دمية بين بدى كما كان صديقاكى من قبل "
"صديقاى ! مالذى تتحدثين عنه ؟"
"بالتأكيد انتِ لا تعرفين فاهما لا يريدان ان يعرف أحد بما حدث لهما , لكنهما سيجبران على ذالك عاجلا ام آجلا . لكن سبب وجودى هنا هو انتِ جئت لأدعودكِ ياصغيرتى لحلقة الأنتقام الأبديه "
"أنتقام , انا لا أفهم شئ "
"ستفهمين عاجلا ياعزيزتى عندما تبدأين حلقتك للأنتقام من موت صديقك العزيز "
وهنا أتسعت عينا روزنيا " ل ل ليشوي "
"اجل . لقد كان هو البداية وهو مدخلكم لهذه اللعبة الصغيره التى سوف تخوضينها الى النهاية اما ان تنجحى فى أنهاءها او ان تفشلى وتموتى "
"عن اى لعبة لعنية تتحدثين ؟, ومن قال انى اريد ان اخوض لعبتك تلك "
ولم تلبث حتى ربت على رأس ذالك الرجل الغريب الذى يركع عند قدميها لتبدأ ملامحه بالتغير وتتحول عيناه للون الأحمر كالدم واظافره الى انياب مخيفه وفمه الى فم ذئب ,وجسده الممتلئ بالشعر , يتحول ليصبح مثل ذالك الكائن الغريب عند الرواق لكن هذا المرة لم تتحمل روزنيا الصدمة حتى فقدت وعيها مغشيا عليها
" هذا كل ما أذكره "
أرنو " لا أقصد السخرية لكن اعتقد انك أجهدتى نفسك لدرجة انك صرتى تتخيلين وتهلوسين "
صرخت روزنيا فى غضب " انا لا اهلوس وانت تعرفنى جيدا , انا واثقة مما رأيته مئة بالمئة "
تشوى " ولكن ما تقولينه غير معقول يا روزنيا . كائن غريب وفتاة ورجل يتحول الى وحش , كأنك تحكين فيلم سينمائي . صحيح الا يمكن ان يكون هذا فيلم يصورونه وصادف انكِ هناك ؟"
"وهل من المعقول ان تعرف بطلة الفيلم اسمى وتعرف ايضا ماحدث لليشوي . لما لا تقول ان لهذا علاقة بمقتل شقيقك "
نظر تشوى للأرض كامن انتبه ان الأمر يخص أنتقامه الذى يبحث عنه .
وهنا قال بيكارو بكل برود ولا مبالاة " بل مارئيك انتِ ان نقول انكِ تعثرتى وسقطى فأصطدم رأسك بحجر وفقدتى وعيك وبدأت تحلمين بكوابيسك الغبية تلك "
نظرت له روزنيا فى غضب لكنها لم تجيبه . ولكن وسط هذا الجدال كان هناك أثنان لا يتحدثان بل بقيا فى حالة صمت غريبة وكأن ذالك الكلام كان أشارة لأيقاف تنفسهما ,. قاطع أرنو صمتهما
"هاى ريد جينى لما لا تقولان شيئا . ظننت ان جينى سينفجر بالضحك بمجرد سماعه هذا الكلام "
ضحك جينى ضحكات متقطعة زائفه " ها ا اجل اجل لكن لقد اندمجت كثيرا مع قصتها لدرجه انى شعرت انى اشاهد فيلما ه ه ه ه "
ريد " انا فقط ليس لدى اى تفسير لما قالته . ثم نظر لساعته لقد تأخرت اعتذر رفاق على الذهاب الان "
نهض جينى " وانا ايضا . سأسبقك اليوم الى المصنع تشوى "
وغادر الأثنان والجميع ينظر لهما متعجبا . نهض أرنو " حسنا انا ايضا سأذهب . روز ابقي فى المنزل اليوم لترتاحى حسنا "
"حسنا "
تشوى " وانا ايضا سأذهب الى مشفى أخى لأرى مالأخبار هناك "
وغادر الأثنان تاركان بيكارو ورزنيا فى جو مشحون بالغضب تقاطعة أيليونا بلعبها ومرحها . لكن كاعادة روزنيا تجاهلت بيكارو وصعدت الى غرفتها ولحقت بها أيليونا بينما تنهد بيكارو وجلس يشاهد التلفاز
"اختى روز اختى روز "
"ماذا تريدين أيلي ؟"
"هناك شئ أخر كان فى الطرد تحت ذالك الريش الكثيير"
"شئ ! ماهو ؟"
أخرجت أيليونا من جيبها ورقة سوداء وأعطتها لروزنيا . نظرت لها روزنيا نظرة فاحصة اذ بها ورقة سوداء مكتوبة بالحبر الأحمر بل كان الحبر يسيل على الورقة كالدماء . نظرت روزنيا لتجد مكتوب فيها
" روزنيا ماكر انا ادعوكِ لبدء حلقتلك الأبدية نحو الأنتقام والموت حلقة تلونها الدماء , ادعوكِ لخوض لعبتى حيث لا مكان للفرار ولا مكان للضعفاء , لعبة حيث خيارك الوحيد هو اللعب وخوض المعركة او الموت كالفأر الجبان , اهلا بكِ فى لعبتى لعبة الانتقام والحقيقة "
نظرت روزنيا للورقة فى ذهول " اذا لم يكن حلما , كنت واثقة اننى لم اكن أحلم . لعبة الأنتقام والحقيقة ؟َ! "
وهنا تذكرت روزنيا حديث تلك الفتاة
"عن اى لعبة تتحدثين ؟ , ومن قال انى سأخوض لعبتك اللعينة تلك ؟"
"ليس لديكِ خيار عزيزتى فأنتِ الان جزء من اللعبة اما ان تخوضيها او ان تموتى كالفأران هذان هما خياراكى الوحيدان , اخبريهما ان اللعبة لم تنتهى بعد . أخبريهما انه لن يتركاهما وشأنهما "

لعبة الأنتقام والحقيقة الجزء الثانىWhere stories live. Discover now