بارت 14 : الارهاب يباعد الاصحاب 2

ابدأ من البداية
                                    

استطاعت بشائر ان تبعد مهند عنه ، كذلك زينة استطاعت تهدأت أحمد الغاضب ، في هذه الاثناء لم تنطق غالية ببنت شفة ، كانت صامتة طوال الوقت ، لكنها نطقت اخيرا وهي تسأله بصوت متحشرج :
- لماذا يااحمد ؟ ، لما ستنضم اليهم ؟ انسيت بانهم قتلوا والدي وعمي ؟ ، انسيت بانهم ابادوا الكثيرين ؟

صعقت زينة من هول ماتفوهت به
صديقتها :
- ما الذي يحدث هنا بحق السماء ؟ اخبروني ؟ اخبريني غالية ما الذي تفوهتي به ؟ أحمد ؟ لماذا واللعنة صامتون ...

كان الجميع صامت لم يستطيعوا التفوه بكلمة ، لكن أحمد قرر اخبارهم
بكل شيء :
- لانني اريد الانتقام ..

- من من ؟ سأله جمال

- من الحكومة ..

- لكن داعش لاتريد الانتقام من الحكومة ، هي تريد الانتقام من الناس وابادتهم جميعا ، لم نسمع الى الان بان هناك وزير او برلماني قتل على يد داعش فقط الابرياء من الناس ...
كانت المتحدثة بشائر

- الناس هم من سمح للحكومة ان تسيطر عليهم ، هم السبب يستحقون ذلك ...

لم تستطع غالية كبت ثورة الغضب التي اجتاحتها فصرخت به كالمجنونة:
- اخرس ، قبحك الله ، كيف تقول هذا ، هل صرت مصاص دماء ترتوي من دماء الابرياء كما يفعل الارهاب ، كيف اصبحت وحش قاتل مثلهم ، هل والدي ايضا كان يستحق ، هل عمي وعائلته ايضا يستحقون هذا ...

لم يجبها بكلمة فقط كان ينظر اليها بنظرات ، حادة مخيفة مبهمة ، مشابهة لنظرات ذلك الغائب الذي هجرها ، لذا هربت بعينها بعيدا لتتحاشى النظر اليه ،
اما اطلق تنهيدة طويلة ، ثم بدأ بسرد قصته واسبابه لهم :

- ولدت في مدينة دلكش من عائلة فقيرة جدا ، وفد واجهتنا صعاب عديدة ، اهمها قسوة المعيشة ونقص المال والطعام ، مرت علينا ايام لم نذق فيها ولو نصف رغيف ، فقط الماء الذي لا يروي البطون الجائعة ، عندما اصبحت في الثالثة عشر من عمري ، انتقلنا هنا في مدينة السلام ، وجد ابي عملا عند أحدى الشركات المتخصصة في البيع والشراء والتي تديرها الحكومة ، ثم بعد عمله فيها تحسنت اوضاعنا المادية واستمرت في التحسن ، حتى اكتشفنا بان والدي متورط في اعمال غير قانونية تابعة الى هذه الشركة ، رغم انزعاج والدتي ، الا انها فضلت التمتع بهذا المال الحرام ، على ان تدع والدي يتمتع به وحده بعد الطلاق ... كنت صغيرا في ذلك الوقت لم اكن اعي شيئا ، رأيت جميع احلامي وامنياتي تتحقق بسرعة البرق ، عشت مرفه ومدلل ، و بعد ان كبرت اكتشفت حقيقة عمل والدي ، لكني أيضا لم استطع فعل شيء ، وقد تضاعفت بشاعة عمل الشركة فاضافة الى تجارة المخدرات وبيع وشراء المسكرات ، أصبحت تقوم بتجارة الاعضاء البشرية ، حتى ازدادت ثروة والدي بشكل هائل ، فقام بالاشتراك في حملات انتخابية كثيرة ، حتى ترشح لمنصبه هذا : كنائب وزير الداخلية ..
لكني كرهت كل شيء ، كرهت عائلتي ، ابي وامي ، لاني لم اكن راضيا عنهم ، وكرهت الحكومة اكثر ، فقد كان ابي يخبرني ببشاعة اعمالها واجرامها ، حتى اني اقسمت ان انتقم منهم ، لانهم حولوا والدي الى مجرم و قاتل ...
في احد الايام سمعت والدي يتكلم عن تنظيم ارهابي يدعى داعش او الدولة الاسلامية ، قررت البحث عنهم ودراسة اهدافهم وقد تعرفت على احد انصارهم على موقع التواصل الفيسبوك ، ثم قام بتعليمي واخباري كل شيء عنهم ، لذا بدأت اعجب بهم يوما تلو يوم ، حتى قررت الانضمام لهم للقضاء على الحكومة واسقاطها ...

حب تحت راية داعش حيث تعيش القصص. اكتشف الآن