مقتطفات

11.1K 250 21
                                    


تجسد إحساسه وهو يستمع إلى هذا الصمت الذى ساد بينهما ، صمت أحلى من كل كلام يمكن أن يقال .........

قالت أخيراً فى بعض التردد :

- هل أزعجتك باتصالى فى هذا الوقت المتأخر ؟

أغمض عينيه وهو يستمع إليها فى حنين لم يحاول إنكاره هذه المرة ، لكنها ما أن انتهت من سؤالها حتى قال متعمداً :

ـ يمكنك الاتصال متى شئت يا نجوى

صاحت غاضبة :

- قلت لك مراراً لا تشبهنى بتلك الساقطة

ضحك طويلاً قبل أن يقول :

- ما زال عقلك يدهشنى يا ليلى .. كيف صدقت أننى قد أخطأ فى صوت نجوى على الأقل !!

هتفت فى مزيد من العصبية :

- إن لم تكف عن ذكر اسمها سأغلق الخط

صاح فى لهفة :

- مهلاً ، لن أفعل ، لكن لا تغلقى الخط

أردف هامساً فى شوق ظنت أنها تتخيله من شدة لهفتها إليه :

- هل اشتقت أخيراً إلىَ ؟

أجابته فى تلعثم قائلة :

- بل والدك هو من يشتاق إليك

همس فى تهكم :

- والدى ..! لم يكن يضنيه هجرى من قبل

ـ متى ستكف عن سخريتك ؟

ـ عندما تكفين أنت عن الكذب

ـ أنا لا أكذب

ـ ليتنى أستطيع أن أرى عينيك الآن

هتفت فى عصبية :

- لا تظن أننى اتصلت بك لأقدم فروض الولاء والطاعة

ـ ولماذا اتصلت إذاً ؟

ساد الصمت بينهما قليلاً حتى غمغمت بصوت مختنق :

ـ حسناً ، كنت أريد التأكد من كونك لا زلت على قيد الحياة

أغلقت بعدها الخط وانخرطت فى بكاء طويل منعها من الاستجابة لرنين الهاتف المتواصل رغم يقينها بكونه هو الذى يحاول الاتصال بها ، ولماذا تجيب ؟ ما الذى يريد قوله ؟ لمَ يصر على إيلامها دائماً وهى تحبه كل هذا الحب ؟ يا له من ظالم متوحش وكأنه ينتقم منها لأنها أحبته ، ترى هل تألم دكتور عبد الرحمن كل هذا الألم من أجلها ؟ كم كانت تتلذذ بآلامهم جميعاً ، لم تكن تدرى حينها بقسوة ما تفعله بهم ، لكنها الآن .... الآن فقط ذاقت من الكأس التى سقتهم منها ، ويا لها من كأس .............

******

وحدك حبيبتي  (كاملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن